19 - 07 - 2024

"عشماوي" أغلى صيد مصري في الحرب على الإرهاب.. هل يعترف أم يراوغ في التحقيق؟

- مصطفى أمين لـ"المشهد": القادة الإرهابيون بحجم عشماوي ليس سهلًا ترويضهم خلال عمليات التحقيق

- مصادر: المخابرات المصرية هي التي استدلت على مكان عشماوي، والعملية الأمنية الليبية تمت بناء على هذه المعلومات

على الرغم من أن السلطات المصرية بدأت تحقيقاتها مع الإرهابي القيادي هشام العشماوي، عقب تسلمه من قوات القائد الليبي المشير خليفة حفتر، إلا أن المتخصصين في شؤون الحركات الجهادية لا يتوقعون أن يدلي الإرهابي الخطير آ بمعلومات تقود قوات الأمن إلى فك خلايا إرهابية آخرى؛ خاصة أن مثل هذه الشخصيات تربت خلال الفترة الأخيرة على الكتمان والحفاظ على سرية الهيكل التنظيمي للجماعة. 

أسس العشماوي تنظيم "المرابطون" في سيناء العام 2012 لكنه قرر أن يترك شبه الجزيرة ويتوجه إلى القتال في سوريا ثم عاد إلى ليبيا وأسس في مدينة درنة خلايا تابعة له، وعكف على تقويض الأمن القومي المصري من هناك، وتمكن من استهداف قوات الشرطة في منطقة الواحات ما أدى إلى استشهاد نحو 17 شرطيًا. 

علمت "المشهد" أن عشماوي كان يختبئ في منزل إرهابي هارب من السلطات المصرية يدعى عبدالله المصري، وأن الكثيرين كانوا واقفين على خدمته دون علم أهالي مدينة درنة الليبية، من بينهم زوجة الارهابي عمر آ رفاعي سرور التي كانت أحد الموجودين لخدمة عشماوي باعتباره الأمير آ وولي الأمر.

واضافت المصادر: "المخابرات العامة المصرية هي التي استدلت على مكان عشماوي، والعملية الأمنية الليبية تمت بناء على هذه المعلومات، وأن مصر طلبت القبض على عشماوي وهو على قيد الحياة".

وكشفت أن عملية تسليم العشماوي إلى مصر تمت الخميس الماضي بنقله بمروحية من مدينة درنة الليبية، وسط احتياطات أمنية مشددة، مؤكدة انه يخضع حاليا لتحقيقات مكثفة.

كان السيسي تطرق إلى توقيف عشماوي خلال مشاركته في الندوة التثقيفية، للقوات المسلحة، وتقدم وقتها بما يشبه الطلب العلني بتسليم القوات الليبية عشماوي لمصر، لكي تتم محاكمته في تورطه في عدد من العمليات الإرهابية الكبرى، وينتظره حكم بالإعدام في قضية الهجوم على كمين الفرافرة في الصحراء الغربية والمعروفة إعلامياً بـ "أنصار بيت المقدس 3".

قال السيسي: الفرق بين هشام عشماوي إيه وأحمد المنسي (ضابط صاعقة وأحد شهداء التصدي للإرهاب)، ده إنسان وده إنسان، وده ضابط وده ضابط، والاثنين كانوا في وحدة واحدة، الفرق بينهم إن واحد منهم اتلخبط وممكن يكون خان، وحد تاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية... والتاني عاوزينه عشان نحاسبه".

ويبلغ هشام علي عشماوي، 53 عاما، وانضم إلى القوات المسلحة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، والتحق بالقوات الخاصة "الصاعقة" كفرد تأمين عام 1996، لكنه نقل إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش، بعد ورود معلومات بشأن أفكاره المتشددة، كما أحيل إلى محكمة عسكرية عام 2007، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش.

وإثر محاكمة عسكرية عام 2011، تم فصل هشام من القوات المسلحة، ليكون خلية إرهابية تضم 4 ضباط شرطة مفصولين، ويسافر بعدها إلى تركيا 27 أبريل 2013، عبر ميناء القاهرة الجوي، حيث انتقل متسللا عبر الحدود إلى سورية، وتلقى تدريبات حول العمليات القتالية وتصنيع المواد المتفجرة، وعقب عودته من سورية شارك في اعتصام "رابعة"، كما شارك في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم.

يقول الباحث في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، إن عملية استهداف كمين الفرافرة في 2014 نقطة انطلاق عشماوي في الصحراء الغربية، وبداية تشكيل خلية الوادي الجديد، وحمل وقتها اسم “شريف” أو “أبو مهند”، وشكّل مجلس شورى له كان أبرز عناصره: أشرف الغربالي، وصديقه عماد عبدالحميد، الذي تولى مسئولية التنظيم عسكريًا.

لفت أمين إلى ان عشماوي وضع خطته بنشر قواته في 4 مناطق: (المنطقة المركزية، الصحراء الغربية، الإسماعيلية، والشرقية)، واختار شادي المنيعي ليقود مجموعة شمال سيناء، التي ضمت 34 شخصًا، وأسند لأحد أعضاء التنظيم ويُدعى عمر سلمان، مهمة تلقين أعضائه دروسًا حول فرضية الجهاد ضد السلطة بداخلها، أما صبري النخلاوي فكانت مهمته تسهيل عملية تسلل عناصر التنظيم إلى الحدود الليبية لتلقي تدريبات متقدمة، ومن ثم العودة مدججين بالذخائر والأسلحة.

وتابع الباحث في الحركات الأصولية: "يتقن عشماوي طرق السير في الصحراء مما سهّل له مهمة التحرك من وإلى ليبيا، وانشق هشام عشماوي في نوفمبر 2014 عن جماعة أنصار بيت المقدس، بعد مبايعتها لتنظيم “داعش”، وأسس تنظيمًا جديدًا يسمى “المرابطون” من ليبيا موالٍ لتنظيم القاعدة، أعلن عنه في مقطع صوتي في يوليو 2015".

دعا عشماوي خلال المقطع الصوتي إلى الجهاد قائلًا: “أناشد أهلي وإخواني المسلمين، هبوا لنصرة دينكم وللدفاع عن دمائكم وأعراضكم وأموالكم، هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين”، ورد تنظيم “داعش” على انشقاق عشماوي عنه، فأصدر بيانًا يبيح دم هشام لارتداده عنه.

مستبعدًا أن يبوح عشماوي بمعلومات عظيمة لفرق التحقيق على الرغم أنه من أغلى الصفقات التي حققتها السلطات المصرية في إطار حربها على الإرهاب، ولفت إلى أن العشماوي يملك مخزونا استراتيجيا بأماكن الخلايا الإرهابية في ليبيا وفي الصحراء الغربية. واماكن التسلل والمسؤولين عنه.
--------------
تقرير - باهر عبدالعظيم