17 - 07 - 2024

حماس وحقيقة موقفها من العدو الصهيونى

حماس وحقيقة موقفها من العدو الصهيونى

أتذكــّـر أنّ الراحل الجليل المستشار محمد سعيد العشماوى كتب مقالا فى مجلة المصور أو آخرساعة (وكان المقال فى أرشيفى الخاص..ولكن مع ظروف مرضى وتقدمى فى العمرعجزتُ عن العثورعليه) ولكن مضمون المقال رسخ فى ذهنى، ونبـّـهنى إلى خطورة التنظيمات التى تتقنــّـع بقناع الدين. قال المرحوم العشماوى أنّ إسرائيل هى التى أنشأتْ وموّلتْ ودعـّـمتْ أعضاء تنظيم حماس، بهدف بذربذور الشقاق والتنافس بينهم..وبين أعضاء منظمة التحريرالفلسطينية.آ  

كلام العشماوى كان قــُـرب نهاية القرن الماضى..وتمرالسنوات وتأتى الأحداث الجديدة (منذ عام2008 تحديدًا) وتتأكــّـد حقيقة علاقة الحمساويين بإسرائيل. 

وإذا كانت حماس تنظيما (مقاوما) ضد إسرائيل، فهل إمكانات حماس تتوازى مع إسرائيل؟ وإذا أخذنا بعض الأمثلة: ففى الحرب بين حماس وإسرائيل عام 2008 كشفتْ وكالة نوفوستى الروسية للأنباء أنّ الجيش الإسرائيلى اعتمد على (مقاتلين آليين) فى حرب المدن التى شنـّـها إثر اجتياحه قطاع غزة ضد مقاتلى حماس..وقد أرجعتْ الوكالة الروسية محدودية خسائر إسرائيل فى الحرب على غزة، مع تركيز إسرائيل على تزويد جيشها بالعتاد التقنى المتطورخصوصًا أجهزة الروبوت (الإنسان الآلى) وتستخدمه القوات التى تـُهاجم مدنا ومناطق مبنية لأغراض المراقبة واكتشاف أهداف العدو قبل التورط فى عمليات قتالية وهو مسلح بمجسات وأسلحة يمكنها أنْ تتحرّك فى شوارع المدن الضيقة..وبعض هذه الروبوتات مجهز بكاميرا صغيرة تنقل الأهداف المُعادية المُختبئة داخل المبانى إلى القوات المُهاجمة فيتم قصفها قبل مهاجمتها.. وبعض الروبوتات مجهز لإطلاق نيران تستهدف جذب نيران المُدافعين وبالتالى التعرف على أماكنهم، ثم قصفها بالأسلحة التقليدية قبل مهاجمتها مع التحسب لذلك مقدمًا.. وأنّ القوات الإسرائيلية التى اقتحمتْ الضواحى المحيطة بقطاع غزة قد استخدمتْ هذه الروبوتات لكشف المبانى المُفخخة التى يختبىء فيها أعضاء حماس)) (اللواء حسام سويلم- مجلة مختارات إسرائيلية- مركزالأهرام للدراسات- يونيو2009)

ورغم الدرس المؤلم لما حدث فى 2008 من قتل الفلسطينيين وتدميرأغلب منشآت غزة، فإنّ الحمساويين أصروا على ارتكاب ذات الجريمة فى حق شعبهم فى عام 2014 بسبب التحرش بإسرائيل تحت العنوان الزائف (المقاومة) لأنّ المقاومة الحقيقية لاتعنى الحماقة التى تؤدى إلى قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطينى وآلاف الجرحى وأكثرمن نصف مليون لاجىء ناهيك عن تدمير البيوت والمرافق إلخ..وفى نفس العام تـمّ تبادل الاتهامات بين فتح وحماس..وكانت النتيجة قتل 9 فلسطينيين وإصابة أكثر من 100 فى أعمال عنف بين الحمساويين والفتحاويين الذين نظموا مسيرة فى الذكرى الثالثة لوفاة عرفات.. كما اعتقلتْ الشرطة الفلسطينية 125 فلسطينيًا. وإتهم الفتحاويون حماس بإطلاق النار على المسيرة..وردّد الفتحاويون هتافات ضد الحمساويين بأنهم شيعة وقتلة.. ومن أنصار حزب الله الموالى لإيران..وأثناء الصراع بين فتح وحماس فإنّ الحمساويين كانوا يتخلصون من الفتحاويين بإلقائهم من الأدوارالعليا وبرفع علم حماس (الدينى) ونزع علم فلسطين (الوطنى) وسحل المرضى والاعتداء على الجرحى. آ 

وكشفت المصادرالرسمية لصحيفة الأهرام أنّ لديها تفاصيل كاملة حول المخطط المشبوه الذى يستهدف مصر وتـُـشارك فيه عدة دول عربية وإقليمية..وجماعات دينية تشمل إيران وسوريا وحزب الله وحماس.. وقنوات فضائية مشبوهة، بالاضافة إلى تجنيد بعض الصحف الخاصة فى مصر مقابل تمويلها (أهرام 30/12/2008 ص1) وفى منتصف شهر ديسمبر فتحتْ مصر معبر رفح للفلسطينيين.. ولكن حماس منعتهم من العبور كما منعتْ 70 سيارة لورى من الهلال الأحمر المصرى من تفريغ حمولتها.. وفى هذه الأثناء انطلقتْ صواريخ القسام نحو إسرائيل فدمّرتْ (شاليه) فى حديقة و(فازه) فى منزل (أحمد عبيد- صحيفة الأخبار30/12/2008) وفى يوم 17/6/2008 أطلقتْ حماس 40 صاروخًا من طراز قسام على مستعمرة سيدروت الإسرائيلية. وكانت النتيجة أنه فى اليوم التالى حاصرتْ إسرائيل قطاع غزة وقطعت المياه والكهرباء والوقود عنه..ويرى اللواء د.إبراهيم شكيب أنه كان من الحكمة الحصول على موافقة حماس وإسرائيل على هدنة لمدة 6 أشهر لالتقاط الأنفاس ومنح الجهود الدبلوماسية الفرصة.. وقامت مصربجمع كل الفصائل الفلسطينية فى القاهرة يوم 10/11/2008 لتحقيق المصالحة الوطنية فيما بينها.. ولكن حماس رفضتْ حضور المؤتمر قبل انعقاده بنحو48 ساعة.. وأعقبته يوم 20 آ بإعلانها عن عدم موافقتها على تجديد إتفاق التهدئة بينها وبين إسرائيل. ولذلك أرى أنّ حماس أطلقتْ صواريخها فى التوقيت الخطأ)) (أهرام 30/12/2008 ص11)آ  

واذا كان إسماعيل هنيه.. وأكثر من عضو من أعضاء حماس صرّحوا أكثر من مرة أنّ ((العدوان الإسرائيلى لن يُحقق أغراضه حتى لو دمّرغزة بالكامل ولم يعد فيها أى فلسطينى)) ألا يعنى هذا الكلام أنّ الحمساويين لايعنيهم أمر الشعب الفلسطينى الذى يُمهّدون لإبادته؟ وماذا يعنى أنْ تكون غزة بدون أى فلسطينى؟ هل هناك معنى آخر غير أنّ غزة ستكون ملكــًـا لأحفاد موسى وداود؟ أى لبنى إسرائيل الجـُـدد؟ 

وأعتقد أنّ آخر تصريحات صادرة عن السلطة الفلسطينية الشرعية، تؤكد حقيقة تبعية الحمساويين لإسرائيل..ومن بين تلك التصريحات ما أدلى به جمال محيسن (عضو اللجنة المركزية لمنظمة فتح) حيث اتهم أعضاء حماس ((بالسعى لإقامة دولة (مسخ) فى قطاع عزة لتكون مركزالخلافة الإسلامية المزعومة..وذلك ضمن صفقة القرن الأمريكية/ الصهيونية.. وأكــّـد لإذاعة صوت فلسطين أنّ ((حماس منعتْ أى مقاومة مسلحة..وتمنع الآن أى مقاومة سلمية.. وقال: إنّ سعى حماس للتوصل إلى (تهدئة) مع إسرائيل، يأتى فى سياق مُـخططها لإبقاء سيطرتها على غزة.. وأكــّـد على أنّ التهدئة يجب أنْ تكون عبـْـر القيادة الفلسطينية (دنيا الوطن- من رام الله- 3 نوفمبر2018) آ 

وأعتقد- أخيرًا- أنّ تصريح عضواللجنة المركزية لمنظمة فتح.. بشأن تعقيبه على صفقة القرن الأمريكية/ الصهيونية/ الحمساوية، إذا كان يؤكد تبعية الحمساويين لإسرائيل، فإنّ المفارقة تكمن فى تماثل وتطابق الطرفيْن فى مسألة (التهدئة مع إسرائيل).
 ________________

بقلم: طلعت رضوان
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس عن وجهة نظر الصحيفة

مقالات اخرى للكاتب

أين الدول العربية من التنافس الأمريكى الروسى؟