20 - 10 - 2024

الصحة العالمية تحذر من "العودة لزمن ما بعد المضادات الحيوية"

الصحة العالمية تحذر من

حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد مقاومة البكتيريا الممرضة المضادات الحيوية لمستويات مفزعة في جميع أنحاء العالم، ويذكر أن المضادات الحيوية توصف للعدوى البكتيرية لا الفيروسية.

وأوضحت الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة الوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها، أن تزايد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية يؤثر بشكل سلبي على علاج الأمراض المعدية، ويؤخر التقدم في الصحة والطب.

وأوضحت د.رنا الحجة أن الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية هو حملة عالمية تهدف لزيادة الوعي وتشجيع أفضل الممارسات بين البشر العاديين وراسمي السياسات وأرباب المهن الصحية والزراعية فيما يتعلق باستعمال المضادات الحيوية، مشيرة إلى أن آآ مقاومة المضادات الحيوية ترجع لعدة أسباب، أهمها سوء استخدام المضادات الحيوية، وممارسات النظافة غير الملائمة، مؤكدة أنها ممكن أن تؤثر على أي شخص في أي عمر وأي بلد.

كما حذرت د.رنا الحجة، من خطورة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية على جراحات نقل الأعضاء، والعلاج الكيميائي وجميع الجراحات العامة، والولادات القيصرية.

جاء ذلك في كلمة د.رنا الحجة التي ألقتها، نيابة عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط د.أحمد بن سالم المنظري، اليوم الإثنين ١٢ نوفمبر، في مقر المنظمة بالقاهرة، بمناسبة الاحتفال بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية.

وجدير بالذكر، أن البكتيريا وليس الإنسان أو الحيوان تبدي مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.

وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية وتمديد فترة الرقود في المستشفى وزيادة معدل الوفيات.

وتمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن والاعتناء جيداً بنظافة الأغذية.

ومقاومة المضادات الحيوية آخذة في الارتفاع إلى مستويات خطيرة بأنحاء العالم كافة، وثمة آليات مقاومة جديدة آخذة في الظهور والانتشار على مستوى العالم وهي تهدد القدرة على علاج الأمراض المعدية الشائعة. ويوجد قائمة متزايدة من عدوى الالتهابات - مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان- التي أصبح علاجها أصعب، بل مستحيل أحياناً، بسبب تدني نجاعة المضادات الحيوية.

وتزداد ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها في الحالات التي يتم فيها شراء تلك المضادات من دون وصفة طبية لأغراض الاستعمال البشري أو الحيواني.

وكذلك في البلدان التي لا تطبق مبادئ توجيهية معيارية في مجال العلاج أن العاملين الصحيين والأطباء البيطريين غالباً ما يغالون في وصف المضادات الحيوية التي يفرط الجمهور في استعمالها.

وإن لم نعجّل في اتخاذ الإجراءات فإننا مقدمون على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى.

تؤدي إساءة استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها إلى تسريع وتيرة مقاومتها جنباً إلى جنب مع تردي الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها.