16 - 08 - 2024

"لو لي ألف روح لقدمتها فداءا لمصر" مصر تستعد لاستقبال شهيدها العميد "ساطع النعماني"

* "إن كنت فقدت بصري لكني لم أفقد بصيرتي والآن أرى بعيون المصريين وعيون زوجتي وطفلي الوحيد ياسين الذي أتمنى أن يعيش في هذه الحياة وينعم بعد أن حاول الإرهابيون تعكير فرحة المصريين بثورتهم".

* "سوف أظل طوال حياتي مدينا لمصر وشعبها العظيم الذي وقف بجواري في محنتي خاصة أن وزارة الداخلية لم تدخر جهدا للإنفاق عليَّ وعلاجي، موضحا أنه عندما وطئت قدماي مصر وعند نزولي من الطائرة كان أول شيء فعلته هو السجود لله وتقبيل تراب الوطن الذي نحيا فداء له جميعا وسنظل كذلك"

* "أننا نتمنى الشهادة من أجل رفعة الوطن وحياة طيبة لأبنائنا".

تلك هي كلمات الشهيد العميد ساطع النعماني، الذي تستعد مصر لاستقبال جثمانه الطاهر.

والنعماني هو نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق،حيث تعمل الأن وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية على إنهاء الإجراءات مع السلطات في لندن، العاصمة البريطانية.

وتوفى اليوم الأربعاء، العميد النعماني بعد العديد من العمليات الجراحية التي أجراها، داخل مستشفى سانت ماري بلندن، جراء إصابته البالغة والخطيرة أثناء مواجهة وزارة الداخلية مع جماعة الإخوان الإرهابية، في أحداث العنف التي وقعت بمنطقة بين السرايات بالجيزة.

وأصيب النعماني في 3يوليو 2013 بطلق ناري، من نوع "دمدم" المحرم دوليا، وهى نوع من الطلقات تنفجر في الجسم بعد إصابته في الرأس من فوق أحد أسطح المباني القريبة من جامعة القاهرة، وذلك أثناء تواجده بمنطقة بين السرايات لفض الاشتباكات الدائرة هناك، وهي الإصابة التي فقد بسببها بصره بالكامل، كما أصيب بتشوهات بالغة في الوجه جراء نوع الرصاصة.

ومنذ ذلك الحين عاش النعماني في دهاليز الجراحات الطبية والعلاجات إلى أن وافته المنية اليوم .

فعقب إصابة النعماني مباشرة، دخل في غيبوبة استمرت لستة أشهر، كان خلالها في مستشفى بسويسرا، حيث تم نقله إلى هناك عقب إصابته مباشرة لخطورة حالته، وهناك قضى 14 شهر بين الحياة والموت.

آآ ثم عاد إلى وطنه، مصر، حيث استثقبل استقبالا حافلا من رجال الشرطة ومؤسسة الرئاسة، وتم تكريمه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قبل رأسه في مشهد إنساني مؤثر ما زال في الأذهان بعد.

وأكد وزير الداخلية أن المقدم ساطع النعماني وما قدمه من تفان في أداء واجبه مثالٌ مشرف لرجال الشرطة الذين نذروا أنفسهم فداءً للوطن، مشيرا إلى أن بطولات شهداء ومصابي الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم وأجسامهم من أجل أمن الوطن ستسجل في صفحات التاريخ تتناقلها الأجيال، وستظل محفورة في ذاكرة الوطن، تزيد رجال الشرطة الأوفياء عزيمة وإصرارا وصلابة في حماية الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره.

وكان ساطع النعماني قد وجه الشكر لوزير الداخلية لمتابعته الشخصية لحالته الصحية ومراحل علاجه وما قدمته الوزارة من تيسيرات لعلاجه بالخارجآآ  معربا عن فخره واعتزازه بما قدمه من تضحية في أداء واجبه الوطني، واستمراره في أداء واجبه الوطني بجانب زملائه من رجال الشرطة وقد وجه الوزير باستمرار متابعة علاجه بالخارج وفق متطلبات حالته الصحية، وقد كان اللقاء مفعما بالمشاعر الإنسانية، حيث استقبل جميع الضباط العاملين بالوزارة المقدم ساطع النعماني بحفاوة بالغة وهو ما ترك أثرا نفسيا فياضا داخله، مؤكدا أنه لم يندم أبدا على انتمائه لجهاز الشرطة المصري وأنه لو أن لديه ألف روح لقدمها فداء لهذا الوطن، وقال إن دماءه قطرة قطرة فداء لهذا الوطن الذي لم يبخل عليه بشيء منذ نشأته وحتى في أحلك اللحظات وفترة علاجه بالخارج، وقال إنه يخشى بشدة ألا تسمح حالته بعودته للعمل، قائلا: «أتمنى العودة ولو حارسا على باب قسم بولاق الدكرور".