17 - 07 - 2024

"كاتعة" جديدة "تسرِّح" أطفال التسول في مترو الأنفاق

طفلان يجمعان ألف جنيه حتى العصر فتبدي غضبها عليهما وتطلب المزيد

مازالت ظاهرة خطف الأطفال لاستغلالهم في التسول، أو سرقة أعضائهم وبيعها بمبالغ باهظة تؤرق المجتمع، بل وارتفعت وتيرتها عن الأعوام السابقة، كانت أيضا الشغل الشاغل لدى الأنظمة المتعاقبة منذ عهد مبارك، ورغم اتخاذ خطوات جدية لوقف ظاهرة خطف الأطفال، فإنها لاتزال مستمرة، والأسوأ هو عدم وجود قوانين رادعة تجعل مرتكبيها يدفعون الثمن الذي يلائم الجرم.

مصادفة بحته، جعلتني أجلس داخل محطة "كلية الزراعة" في انتظار مترو الأنفاق، فوجئت بسيدة تحمل طفلآ لا يتعدى العامين من عمره وتجلس بجانبها طفلة لا تتخطي الأربعة أعوام، كانت بيدها شنطة صغيرة سوداء بها العديد من النقود، ودار حوار بينها وبين السيدة الجالسة بجواري والتي تم إلتقاط صورة لها مع الأطفال.

"أنا لم أجمع اليوم سوي هذه الأموال" قالت الطفلة وبدأت تتوسل إلى السيدة حتى لا تقوم بضربها، في تلك اللحظة تذكرت فيلم " الكاتعة" وكانت به شخصية تقوم بتعذيب الأطفال وتسريحهم، والحصول علي ماقاموا بجمعه من التسول طول اليوم.

لم أتحرك من مكاني، وإنتظرت لأسمع أكثر، فوجئت بطفلين لا تزيد أعمارهما عن 10 أعوام، جالسين علي الرصيف المقابل لتلك السيدة قالا لها نصآ بصوت عال:"إحنا الإثنان لمينا 1000 جنيه، وعايزين حلاوتنا بقي" ظهر الغضب علي وجه السيدة، وقالت لهما:" طول اليوم والف جنيه بس".

مثل ذلك صدمة بالنسبة لي، وكنت أريد أن أقول لها ان هذا المبلغ يمكن أن يساوي راتب موظف يعمل طول الشهر، لكنني التزمت الصمت حتي أري نهاية ذلك. 

بعد لحظات فوجئت بسيدة منتقبة علي الرصيف الأخر توجه كلامها للسيدة الجالسة بجواري:" انا خلصت وعاوزه أروح" فردت قائلة :"لسه فاضل ساعتين، ليكي وللي معاكي" نظرت للمنتقبة لأري من معها، وجدت طفلتين لا تتخطي أعمارهما الثمانية أعوام. 

انتابني شعور انني أرى عصابة، ربما قامت بخطف الأطفال وتسريحهم "ليقوموا بالشحاذة" داخل وخارج عربات مترو الأنفاق.

من هنا قمت بالتقاط صور"للكاتعة" والأطفال التي تقوم بتسريحهم، لعل وعسي أن يكونوا أطفالا مخطوفين، ونكون سببا في تعرف أهاليهم عليهم.
 --------------------------

تقرير وتصوير: بسمة رمضان