شهدت الجلسة التي عقدت تحت عنوان دور السياسات العامة فى إدارة الأوبئة وخاصة التهاب الكبد الفيروسي" ضمن أعمال المؤتمر الثالث للمؤسسة الافريقية لعلاج مرضي الفيروسات الكبدية "ALPA"، والذي يعقد تحت عنوان "بناء القدرات في مجال الفيروسات الكبدية للدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي"، بمشاركة خبراء من 20 دولة افريقية، بدعم من مفوضية البحث العلمي والتقني بالاتحاد الأفريقي، عرض آخر تطورات مبادرة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على فيروس سي بحلول 2020 وفحص الأمراض غير السارية وحضر الجلسة عدد من نواب البرلمان المصري بينهم بسنت فهمي ونادية هنرى بالإضافة إلى رئيس لجنة الصحة فى البرلمان السودانى.
ودعا الدكتور جمال شيحه رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ALPA" ورئيس مؤسسة الكبد المصري، الذي أدار الجلسة وزارة الصحة والسكان واللجنة القومية للفيروسات الكبدية، لعمل فحص فيروس بي ضمن الحلمة القومية للقضاء علي فيروس سي، حتى نعلن مصر خالية من الفيروسات الكبدية خلال 2020 وليس خالية من فيروس سي فقط، باستغلال نفس الوقت والإمكانيات وفرق العمل.
وقال جمال شيحة، إن مصر بها علاج لفيروس بي، وأي مريض مصري بفيروس بي يتلقى العلاج سواء كان تابع للتأمين الصحي أم لا، وكل أنواع علاج فيروس بي العالمية متوفرة في مصر بأسعار جديدة.
ودعا شيحة إلى تشكيل مجلس للصحة الإفريقي على غرار مجلس وزراء الصحة العرب، موضحًا أنه إلا يكون هناك أي تمييز في المرض، على أن تقوم وزارة الصحة المصرية بالتنسيق بين مجلس وزراء الصحة العرب والمجلس الأفريقي المقترح.
كما دعا شيحة إلي إزالة أي عوائق أم حركة السفر والتنقل بين الدول الأفريقية وخصوصًا للمرضي.
وعرض خلال الجلسة الدكتور إسلام عمار مساعد المدير التنفيذي للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة والسكان، أحدث أحصائيات المبادرة، حيث أعلن فحص نحو 9.7 مليون شخص مصري ضمن المبادرة خلال المرحلة الأولى حتى الآن.
وأشار إلي أن المرحلة الثانية سوف تبدأ أعمالها يناير 2019 في 11 محافظة، موضحًا أن الأمر يبدأ بالتسجيل على الموقع الالكتروني بإدخال الرقم القومي أو إرسال رسالة علي رقم الخط الساخن ثم الاستجابة له وقياس الطول والوزن وعمل التحاليل، مشيرًا إلي أن المسئول يقوم بإدخال بيانات الشخص وعمل وثيقة طبية للمرضى.
ووجه عمار الشكر للاتحاد الإفريقي لدعوة مصر لعرض تجربتها في مكافحة الفيروسات الكبدية، مشيرًا إلي أن الفيروسات الكبدية من أهم مسببات الوفاة.
وقال: إن الالتهاب الكبدي الوبائي من أهم التحديات التي تواجه مصر، مضيفًا أن الحملة القومية للبلهارسيا بدأت منذ 1950 إلى 1980، أدت لتعرض عدد كبير للمرض بسبب الحقن كان يستخدمها الناس وتحمل الفيروس، موضحًا أنه من أهم أسباب الوفاة بعد أمراض القلب والشرايين.
وأشار إلي أنه في عام 2010 كانت أعلى نسبة وفيات، حيث كانت ترجع 72% من حالات الوفاة ترجع لذلك المرض في الذكور ما بين 50 إلي 54 عامًا، ولهذا تم إطلاق استراتيجية قومية لعلاج ذلك المرض وتم تشكيل لجنة مكافحة، وتم وضع خطوط استرشادية لخريطة المرض.
وأضاف، أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفحص 50 مليون مصري سوف تقضي على المرض بحلول 2020 ومنع الإصابة بالفيروسات، مشيرًا إلى أن المبادرة تتضمن عدة محاور الأول علاج المرضي بالانترفيرون، والثاني علاج كل المرضي وفحص ومسح المواطنين،
وأوضح، أن أهم العقبات هي قلة المراكز العلاجية مقابل كثرة عدد المرضى بالإضافة إلى التكلفة العالية، وقلة الوعي موضحًا أن مراكز العلاج زدات من 53 مركزًا إلي 154 مركزًا، مشيراً إلي أن وزارة الصحة وافقت على استخدام علاجات الأجسام المضادة وهذا قلل تكلفة العلاج.
وأوضح، أن خريطة المرض تغيرت تمامًا وهذا جعل العالم ينظر لخططنا الناجحة، موضحًا أن لم نحل مشكلة فيروس سي بعد، فلايزال الطريق أمامنًا طويلًا.
وقال: إن فيروس سي ليس له تطعيمات الوقاية منه، موضحًا أن الطريقة الوحيدة لعدم الإصابة به، هي عدم التعرض للمسببات، من خلال الابتعاد عن الأدوات الملوثة في محلات الحلاقة والوشم وخرم الأذن، وكذلك عدم نقل الدم ملوث، والتشديد من إجراءات مكافحة العدوى في المستشفيات ومراكز طب الأسنان.
وقال الدكتور صلاح سلام عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن الدولة تهتم بالصحة والتعليم باعتبارهما محاور التنمية في مصر وأساس التقدم، منوها بان الدولة تولي اهتماماً خاصاً بالفلاح المصري فيما يخص التعليم والصحة.
وأضاف سلام، أن الدولة نجحت من وقت طويل في القضاء على مرض البلهارسيا، إلى أن ظهر مرض آخر وهو مرض فيروس سي الذي يعتبر من مخلفات مرض البلهارسيا، مؤكداً أن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بهذا المرض يحسب له.
ولفت إلى أن مصر تعتبر من أكبر الدول في نسب الإصابة بالمرض، منوهاً بأننا لسنا دولة غنية أو قوية وهناك زيادة سكانية رهيبة تصل إلى 2.6 مليون نسمة سنويا، وهذا يساوي عدد سكان دول بأكملها، ولكننا نستطيع إنجاز هذا العمل والقضاء على المرض، وخصوصا وأن معدل النمو الاقتصادي حوالي 5% ولا يتماشى مع الزيادة السكانية ونحتاج لمعدل نمو 12% لتتوافق امكانيات الدولة مع الزيادة السكانية الحاصلة.
وأكد، أن تنظيم الأسرة من التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة وتحتاج لجهد، منوهاً أن هناك مشروع قانون "السكان والتنمية" تقدم به لمجلس النواب يستهدف خفض معدلات الزيادة السكانية، أو توظيفها بشكل جيد حتى لا تمثل مشكلة إذا استخدم معها التدريب والتأهيل والعمل.
وأشار إلى أن "هجرة الأطباء" من مصر تمثل مشكلة كبيرة بسبب انخفاض الرواتب، مؤكداً أن هذا تحدي كبير امام الدولة إذا أردنا نجاح مشروع 100 مليون صحة، فلابد إيجاد حل لمشكلة انخفاض الرواتب الخاصة بالأطباء.
وأشاد بمستشفى الكبد المصري ورئيسها الدكتور جمال شيحة منوها بان التوجه لبناء المستشفى في المنصورة وكما فعل الدكتور محمد غنيم ببناء معهد الكبد وايضا مستشفيات مثل شفاء الأورمان في الاقصر، منوهاً بأن التوجه لعلاج في القاهرة يمثل مشكلة للكثيرين.
ونوه بان الخدمات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني في علاج المرض كثيرة جداً وتحسب للقائمين على هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية منوهاً بان هناك 18 ألف جمعية تعاونية و55 ألف جمعية مجتمع مدني ما بين تعليمية وصحية وغيرها تقدم الكثير منها الخدمات الصحية للمواطنين.
وأكد، أن مصر تمثل العمق الطبيعي لأفريقيا، وهناك اتحاد للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في أفريقيا، لإعادة الوصل مرة أخرى بين مصر وعمها الأفريقي.
من ناحيتها أشادت رئيس لجنة الصحة في البرلمان السوداني بالتجربة المصرية في مكافحة الفيروسات الكبدية، موجهة الشكر لمؤسسة الألبا لدعوتها لحضور هذا المؤتمر.
وأشارت إلي أن دولة السودان لديها خطة لمكافحة الفيروسات الكبدية ترتكز على التطعيمات الدورية للأطفال، فضلًا عن مساعدة مؤسسات المجتمع المدني.