28 - 09 - 2024

معاناة معصوم ورفاقه داخل الانفرادي: غرف مظلمة وأسرة بلا مراتب ومنع من مشاهدة الشمس

معاناة معصوم ورفاقه داخل الانفرادي: غرف مظلمة وأسرة بلا مراتب ومنع من مشاهدة الشمس

منسيون خلف جدران الزنازين ويتم تجديد حبسهم رغم انعدام مايدينهم
ميسرة معصوم:" أبي المقاتل اختار مصر .. ونشر الأكاذيب عنه عار على الإعلام"
"د.يحيا القزاز" في حالة صحية سيئة و"رائد سلامة" ينام وأنفه فى فتحات حائط الزنزانة
المحاميان على أيوب ومحمد فتحي:" نتوقع إخلاء سبيل لا يحدث .. وننتظر انتهاء الـ 150 يوما"

إيذاء بدنى ونفسي، معاملة سيئة وتأديب، حبس إنفرادى من أول يوم داخل زنزانة من أربع حوائط، لا يدخلها النور نهائياً، غرفة أشبه "بالقبر"، عدم مراعاة الإنسانية أو إحترام السن، النوم على سرير "سوست" دون مرتبة أو مخدة، أسابيع طويلة تبدو بلا نهاية في الحبس الإنفرادى، كل ذلك يحدث مع السفير معصوم مرزوق ورفاقه، د. يحيى القزاز و د.رائد سلامة وغيرهم من معتقلي العيد ، ربما من سبقوهم ومن تلوهم يعيشون نفس الحال داخل الحبس التأديبي، تجديد حبسهم المستمر يبدو لغزا، لعدم وجود إدانة لهم - حتى الأن - داخل أوراق التحقيقات!؟

تأديب ومعاملة سيئة من اللحظة الأولى

فى البداية يؤكد على أيوب، محامى السفير معصوم مرزوق، أنه يتعرض للتأديب منذ اللحظة الأولى من دخوله الحبس، ويعامل معاملة سيئة جداً، بالرغم من أنه مازال فى مرحلة الحبس الإحتياطى.

يصف أيوب حال الزنزانة المحتجز فيها السفير معصوم مرزوق قائلا: "غرفة مظلمة من أربعة حوائط ، لم يدخلها النور نهائياً، كأنها "تربة" تحت الأرض، يرقد على سرير سوست دون مرتبة أو خدودية للرأس، ولا توجد صابونة، أو أى نوع من أدوات النظافة داخل الزنزانة ولم يتم إدخال بطانية له حتى الآن".

يضيف: "هو محروم أيضاً من التريض، وقبل أزمة القلب كانت لديه أزمة ربو، وحساسية شديدة على الصدر، وذلك لأن صحته لا تحتمل الأماكن المغلقة نهائياً، لابد أن يخرج ساعة على الأقل من محبسه إلى الحديقة ليستطيع التنفس لكن لم يحدث ذلك على الإطلاق".

نسأله: هل تم تغيير زنزانة مرزوق بعد مرضه مؤخراً؟  يرد:" مهما كان فإنها زنزانة، ولم يتم تغييرها كما أشاع البعض، هو أيضاً يأكل من طعام الحبس، ولا يسمح بإدخال طعام خاص له ، كما زعم البعض، وحصلت على تصريح من رئيس النيابة المحقق فى القضية، لإدخال الأدوية الخاصة به".  

أسرته فقط من تزوره

*من يستطيع أن يقوم بزيارته؟

- منذ دخوله الحبس الإحتياطى وحتى الأن مسموح فقط بزيارة أقارب الدرجة الأولى الأبناء، الزوجة، الوالد، الوالدة.

* هل هناك من قام بطلب تصريح لزيارته داخل محبسه؟ 

-"لم يطلب أحد زيارته نهائياً، فهناك صعوبة شديدة ويعتبر مستحيلا استخراج تصريح لزيارته".  

وعن مدى تقبل السفير معصوم مرزوق، فكرة حبسه طوال هذه المدة خاصةً وأنها تعتبر المرة الأولى التى يحبس فيها، قال أيوب:"السفير معصوم مرزوق شخصية مختلفة نهائياً عن أى شخصية تعاملت معها من قبل، رجل شديد الاحتمال، بالرغم من إنه فى حبس إحتياطى إلا أنه يعامل كحاصل على عقوبة، وفوق ذلك لا يسمح له بزيارة مكتبة السجن، أوالخروج من زنزانته المظلمة ليلاً ونهاراً، وبالرغم من كل ذلك لم يشغل باله بقصة خروجه بكفالة أوغيرها، إنه حقيقي يعتبر أسدا، ورجل مهام صعبة".

عن إحتمالية خروجه بكفالة يقول أيوب :"كل جلسة يكون لدينا أمل فى خروجه ورفاقه بكفالة، لكن ذلك لا يحدث، رغم أنه ليس هناك في أوراق التحقيقات ما يدينهم، ولانعلم لماذا يتم تجديد حبسهم".

* هل اطلعت على أوراق التحقيقات؟ يجيب: "النيابة سمحت لمحامى المحبوسين على ذمة القضية بالاطلاع على جزء من محاضر التحقيق وليس كلها، ولم تسمح لنا بالتصوير الضوئي".

حالة د. يحيا القزاز

المعاملة التى يلقاها المحبوس الإحتياطى فى مصر غير أدمية، ومخالفة لقوانين ولوائح السجون، ولكافة المواثيق الدولية، ولا يوجد فى مصر مراعاةً للحدود الدنيا فى معاملة السجناء.

عن حالة الدكتور يحيا القزاز يقول على أيوب:" مع الأسف هناك سوء تعامل مع الدكتور"القزاز" بالرغم من كبر سنه، حالته الصحية سيئة جداً، وهو محبوس داخل زنزانة مماثلة لزنزانة السفير معصوم مرزوق، لم تسمح إدارة السجن بدخول بطانية له إلا منذ يومين فقط بالرغم من تدهور حالته الصحية".

نفس الحال مع الدكتور رائد سلامة "زنزانة إنفرادية مظلمة دون أى تهوية نهائياً، ومحروم من التريض، وأدوات النظافة، ينام وهو يضع أنفه فى إحدى فتحات حائط الزنزانة، وذلك حتى يستطيع أن يستنشق الهواء، مما أثرعليه وعلى أزمة السكر لديه وأطرافه " قدماه ويداه" تصلبت من أزمة السكر، ولعدم وصول الأكسجين للمخ ومحروم من أدنى حقوق المحبوس إحتياطياً".

المعاملة السيئة لم تقتصر على المحبوسين احتياطيا وإنما تمتد إلى المحامين.

يقول على أيوب: "استراحة المحامين بنيابة أمن الدولة العليا في التجمع الخامس أشبه بالزنزانة، حيث إنها بدون مقاعد كافية، أو ترابيزة، ولا يوجد كهرباء أو ثلاجة مياه نهائياً. وأظن إنه إذا تم تجهيز هذه الغرفة كباقى إستراحات المحاكم الأخرى سيسهل ذلك عملنا كمحامين، نحضر التحقيقات وساعتها يسمح لنا بالدخول بتليفوناتنا المحمولة، أو أجهزة اللاب توب، وشنطنا الشخصية على أن نتركها مع عامل النقابة المسئول عن الغرفة".

يضيف أيوب: "نحن نعمل فى جو صعب، ومرهق دون تكييف، أو مروحة، وليس لدينا فيشة كهرباء واحدة لشحن هواتفنا المحمولة، وليس هناك أيضاً شاشة أو ثلاجة مياه واحدة، وبالرغم من كل ذلك هناك غياب تام لنقيب المحامين ومجلسه حيث انه " لاحياةً لمن تنادى"

بلاغات تشهير 

عن التشهير بالسفير معصوم مرزوق من قبل بعض وسائل الإعلام قبل الانتهاء من التحقيقات قال أيوب:" إنه قام بتقديم بلاغات بالوكالة عن السفير معصوم مرزوق بالسب، والقذف، والتشهير، ونشر أخبار كاذبة ومضللة ومفبركة لتشويه صورته أمام الرأى العام، ففي ١ سبتمبر ٢٠١٨ قام بتقديم عدة بلاغات ضد كل من نشر أخبارا عن التحقيقات التى تجرى فى القضية رقم ١٣٠٥ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن الدولة العليا، وكانت من شأنها التأثيرعلى رجال النيابة العامة، أوالتأثير فى الرأى العام لمحاولة تشويه المتهمين من خلال الأذرع الإعلامية والصحفية .

يؤكد أيوب، أن البلاغات شملت كلاً من:" الصحفى حمزة شعيب بموقع صدى البلد، اللواء محمود منصور، والنائب إيهاب غطاطى، والصحفى محمد صبحى بموقع اليوم السابع، وستتوالى البلاغات ضد كل من يتجرأ على موكله ويحاول تشويهه.

في السياق نفسه، قامت إبنة السفير معصوم مرزوق "ميسرة" بنشر بيان على حسابها الشخصي بموقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، قالت فيه:" يصر ما يسمونه إعلاما فى مصر، وهو أبعد ما يكون عن شرف هذه المهنة، على النيل من سيرة أبى، السفير معصوم مرزوق، وتاريخه الناصع، فينشرون الأكاذيب المضللة عن أقواله فى التحقيقات، مستغلين بذلك عدم إستطاعته الرد عليهم. أؤكد ان كل ما يتردد فى هذا الصدد هو محض كذب، وأعلن بأن ليس من حق أحد التصريح بالنيابة عن أبى فيما يتعلق بمواقفه، وأرائه السياسية، بأى شكل، وأى تعدي مرفوض تماماً، فلديه أرشيف من المقالات، والمنشورات، والتسجيلات تشهد على مواقفه وأرائه عبر التاريخ، وثباته عليها، ولن أسمح بأى تجاوز فيما يتعلق بهذا الشأن".

وأضافت ميسرة: "لم يتخل المقاتل معصوم عن مبادئه، ووطنيته، وإصراره على الدفاع عن الحق فى وجه الصهاينة، لم ولن يتنازل أبداً فى وجه بعض الإتهامات التى كان يتوقعها، وعلى استعداد لمواجهتها، العار لكل من يحاول خلخلة صورة هذا الرجل، أبى إختار مصر حين ترك أهله فى 73 من أجلها، وإختار مصر مجدداً حين نشر نداءه، علماً بالعواقب، والمخاطر اللتى كانت فى إنتظاره ورغم ضغط أسرى شديد، لم يتراجع ، ولن يتراجع مستقبلاً، ولا يصح إلا الصحيح، كفاكم عبثاً!".

150 يوما

المحامى الحقوقى محمد فتحى، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن السفير معصوم مرزوق ورفاقه (د. يحيى القزاز، د. رائد سلامة، ونرمين حسين، وعمرو محمد، وعبد الفتاح سعيد، وسامح سعودي) يؤكد ما قاله زميله علي أيوب بخصوص سوء المعاملة داخل الحبس ويتوقع أن يخرج جميع المتهمين في القضية بعد 150 يوما في الحبس الاحتياطي، وهو الحد الأقصى لمدة الحبس الاحتياطي، لكن كثيرا ما لا يتم الالتزام به. 

ويؤكد أن جميعهم فى حالة سيئة للغاية، ولم يتم استخراج تصريح لزيارة أى منهم سوى للمحامى الخاص بكل موكل، وأسرهم من الدرجة الأولى.

يذكر أن نيابة أمن الدولة العليا، تتهم كلاً من السفير معصوم مرزوق، د. يحيى القزاز، د. رائد سلامة، ونرمين حسين، وعمرو محمد، وعبد الفتاح سعيد، وسامح سعودي. في القضية رقم ١٣٠٥ لسنة ٢٠١٨، والتهمة هي تورطهم جميعاً فى تنفيذ مخطط إعادة تنظيم الإخوان إلى المشهد السياسى، ودعوتهم إلى إسقاط نظام الحكم القائم فى البلاد!!.
--------------------
تحقيق: بسمة رمضان