01 - 07 - 2024

نصف مليون مصري يعملون بها: جحيم الفقر يدفع المصريين لمواجهة الموت في ليبيا

نصف مليون مصري يعملون بها: جحيم الفقر يدفع المصريين لمواجهة الموت في ليبيا

مؤسس 777: القوات المسلحة تسعى لحماية مواطنيها في أي مكان والضربات الجوية خير دليل 

مستشار القوى العاملة: نسعي لمنع تسلل المصريين لليبيا وضبط 1000 متسلل الأسبوع الماضي

"انا مش لاقي أأكل عيالي عيش حاف لو قلولي روح جهنم وهات لقمه للعيال هروح العيشة صعبه ومفيش شغل والاسعار خلتنا طفح بينا الكيل نروح أي بلد لو هنموت نموت اريح من عذاب اشوف عيالي مش عارف أأكلهم" جملة متكررة من كثيرين يخاطرون بحياتهم بحثاً عن لقمة العيش في دول محل نزاع بين جيوشها وعناصر مسلحة والأقرب لهم ليبيا عاصمة فقراء مصر، والذين لا يحالفهم الحظ في العبور إلى الأراضي الليبية، يقعون في قبضة القوات المسلحة ويتهمون بالتهريب ومحاولة التسلل لدولة أخرى. " 

محمد م 40 سنة خريج تربية نوعيه جامعه الأزهر من سوهاج قال " تركت ثلاثة أطفال وأمهم وأمي في منزل على وشك السقوط بعد أن ألتهم الجوع بطونهم، ظللت ابحث عن عمل في أي مكان وباءت محاولاتي بالفشل، فقررت السفر إلى ليبيا ولكن حرس الحدود ألقى القبض علي ومعي مجموعه لا تقل عن 50 فرداً.

أكمل محمد "قلت لضابط حرس الحدود: "يا باشا احنا رايحين ليبيا علشان نأكل عيالنا مش رايحين ننضم لداعش يعني ولا عارفين نأكلهم في الداخل ولا الخارج "دموع محمد تتساقط ويشتد بكاؤه وسط حالة من الإحباط تصاحبها حالة حزن عميق قائلاٌ " انا مش مهم نفسي بس عيالي.. أعمل اية"

  قصص كثيره وروايات عدة يرويها مصريون فقراء أحدهم تم إلقاء القبض عليهم من قوات حرس الحدود، وآخرون عائدون من ليبيا، وآخرون نجحوا من الفرار من قبضه داعش، تلك الروايات والقصص توضع تحت خط الفقر  والعوز والحاجة الي المال من أجل العيش حتي لو كان المال يعرض أصحابه إلى شبح الموت والخطر المحقق . 

يلجأ كثير من المصريين، خاصة العمال والحرفيين، للتسلل عبر الحدود بطرق غير شرعية إلى ليبيا هرباً من الفقر المحقق إلى الموت المحتمل، على الأراضى الليبية، يدفعهم الفقر والبطالة والعوز، لخوض المخاطر ومواجهة السقوط فى قبضة الأمن وحرس الحدود، وحقول الألغام والتيه حتى الموت فى الصحراء المصرية الليبية الشاسعة، أو السقوط فى قبضة الأمن الليبى وإعادتهم إلى مصر محملين بخيبات الأمل ومزيد من الانكسار، ومن ينجو من ذلك كله ويتمكن من دخول المدن الليبية، بحثاً عن فرصة عمل يظل هدفاً متحركاً لكل من يحمل سلاحاً، ويتحول إلى فريسة سهلة عرضة للابتزاز وسلب أمواله وكرامته فى أى لحظة فى غياب القانون والدولة الليبية. 

 هكذا حال المصريين الذين يتسللون إلى ليبيا، بطرق غير شرعية بعد أن أغلقت الحكومة المصرية أمامهم المنافذ الجوية والبحرية والبرية حرصا وحفاظاً على حياتهم، خاصة عقب نحر 21 مصرياً بدم بارد، أمام الكاميرات على يد جماعة داعش الإرهابية، وقامت وقتها القوات المسلحة المصرية، باستهداف معاقل الجماعات الإرهابية، على الأراضى الليبية بضربات جوية مكثفة، كما هرعت الحكومة المصرية لإجلاء المصريين من ليبيا عقب تزايد المخاطر، وشهد منفذ السلوم البرى عودة نحو 40 ألف مصرى منذ 16 فبراير الماضى حتى الآن، هذا بخلاف العائدين من المنافذ الأخرى، إلا أن غالبية المصريين رفضوا العودة وفضلت البقاء وسط نار داعش وضربات الجيش الليبي ولسان حالهم "جحيم ليبيا ولا أمان مصر" فضلاً عن تسلل مصريين إلى لبيبا مره اخري بحثاً عن عمل، وكانت آخر ضبطية لقوات حرس الحدود الاسبوع الماضي لنحوـ 1000 مصري حاولوا التسلل الي لبيبا.

"المشهد" أجرت تحقيقاً حول مآساة العمالة المصرية في ليبيا؟ كم عددهم – المناطق التي يتركزون فيها ظروف عملهم – هل تستطيع الأجهزة المصرية حمايتهم بتحالفاتها في ليبيا ، الحوادث التي وقعت للمصريين بعد ثورة ليبيا؟

الموت السريع

قال ميشيل فهمي المحلل السياسي، إن عدد المصريين الذين لقوا حتفهم على يد التنظيم الإرهابي داعش يقدر بنحو مائة وخمسين شخصاً، فضلا عن قتل عدد من المصريين علي أيدي ليبيين وعناصر أخرى مسلحة والتي جعلت إجمالي عدد المصريين الذين قتلوا والمختطفين المفقودين في ليبيا أكثر من 1000 شخص. 

وتابع فهمي، المصريون يتركون بلادهم ظناً منهم أنهم يبحثون عن المال ولكن يقابلهم جحيم داعش والتنظيمات المسلحة، مشيراً إلى أن الدولة أوقفت التأشيرات ومنعتهم من السفر إلا أنهم لم يلتزموا بقرارات الحكومة واتبعوا طريق ليبيا للموت السريع.

نصف مليون في جحيم ليبيا

تؤكد وزارة القوى العاملة أنها اتخذت جميع الإجراءات لمنع سفر العمالة المصرية لليبيا، بعدما أوقفت منح تأشيرات العمل لهم، كما تفرض السلطات المصرية رقابة قوية على الحدود المصرية الليبية، لمنع سفر أي عامل مصري لليبيا إلا أن عددا من المصريين يتسللون عبر الصحراء إلى الأراضي الليبية

وقال محمد عبدالفتاح، مستشار وزير القوى العاملة، "الوزارة دائمًا ما تناشد وتحذر المصريين من السفر لليبيا، حيث أغلقت المكتب العمالي الخاص بالعمال المصريين بليبيا، منذ تزايد العمليات المسلحة هناك".

وأضاف مستشار وزير القوى العاملة، أن “الوزارة لا تمنح أي تصاريح عمل للمصريين الراغبين في السفر إلى ليبيا، وأن جميع المهاجرين يسافرون بالطرق غير الشرعية".

وحول عدد المصريين الموجودين في الأراضي الليبيبة قال عبد الفتاح "عدد العائدين من ليبيا في تزايد شديد بسبب الحروب القائمة، مشيراً إلى أن عدد المصريين يقدر بنحو نصف مليون أو أقل وهناك ضوابط يتم العمل بها لخروج هذا العدد في أوقات متفرقه بالتنسيق مع كافة الجهات لعودة أبناء الوطن، مناشداً المصريين بعدم خرق القانون وعدم التسلل الي الأراضي الليبية.

طرابلس أكثر المدن تمركزاً للمصريين

قال محمد يحيي مصري كان يعمل بليبيا اكثر من 15 عاماً، إن المصريين فور وصولهم الي الأراضي الليبيبه قبل الثورة كان يتركزون في طرابلس والقرى المجاوره لها فضلا عن انتشارهم في العديد من المدن الليبية. 

وأضاف يحيي أنه بعد الثورة الليبيبة وانتشار أعمال العنف وظهور الجماعات المسلحة والتنظيم الإرهابي داعش بدأ الكثير من المصريين في العودة عبر معبر تونس أو السلوم أو عن طريق الطيران، ولكن الفقراء ممن لا يريدون العودة كانوا يتجمعون في منطقة آمنة تسيطر عليها القوات الليبية وكانت طرابلس والقرى المحيطة نقطة تمركز للمصريين.

الدولة تحمي مواطنيها في أي مكان

قال اللواء رجائي عطية مؤسس فرقة 777 إن القوات المسلحة تستطيع حماية مواطنيها في أي دولة بالعالم، فعملها لا يشمل فقط تأمين الحدود بل يمتد إلى أي مكان يتعرض فيه المصريون لأعمال عنف، مشيراً إلى أن الضربات التي قامت بها القوات الجوية المصرية هي تحقيق وتأكيد على أن الأمن القومي المصري لا يشمل تأمين حدود مصر فقط، لكن يمتد لحماية مصالح المصريين في أي مكان في العالم.

وأضاف عطية ان التحالف المصري الليبي لمواجهة الإرهاب رسالة الي العالم لدحر الإرهاب في الدولتين.

وحول طلب وزير العمال الليبي عمالة مصرية لإعادة اعمار ليبيبا قال "هذا الأمر يتم مناقشته جيداً من مجموعة مشكلة بقيادة القوات المسلحة لبحث هذا الطلب" لافتاً إلى أنه مازال هناك مناطق في ليبيا تخضع لمجموعات إرهابية مختلفة.
--------------------
تقرير: طانيوس تمري 






اعلان