17 - 07 - 2024

"داعش" تسرب وثائقها عبر صحيفة إسرائيلية: حصلنا في السابق على دعم بالمال والسلاح من "كفار" غزة!!

لجأ تنظيم داعش الإرهابي إلى تسريب وثيقة عبر صحيفة "جيوش نيوز سينديكيت" الإسرائيلية، تكشف تفاصيل وكواليس خطيرة عن الحرب الدائرة في سيناء، ورغم أن الوثيقة تؤكد صدقية ماكانت تعلنه مصر في سنوات سابقة من تلقي الإرهابيين في سيناء دعما من غزة، خلال فترات سابقة، إلا أنه يحاول هدم الثقة التي باتت موجودة بين السلطات المصرية وحماس التي أعلنت في وقت لاحق تنسيقا أمنيا مع مصر وضبطا للحدود مع مصر وأعلت المصلحة الوطنية للفلسطينيين على مصلحة التنظيم الذي نشأ كفرع من جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضحت المؤسسة الإسرائيلية أنها حصلت على وثائق داخلية تابعة لـ"داعش" صاغها أحد قيادات التنظيم، يكشف فيه عن الطرف الذي يقدم مساعدات كبيرة لفرع "داعش" في سيناء، أو ما يعرف بـ"ولاية سيناء". وتشير الوثائق إلى أن جناح "ولاية سيناء" كان يحصل على مساعدات كبيرة من قبل الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة.وأن تلك العلاقة بين "داعش" و"حماس" أثارت نوعا من الخلاف الداخلي داخل "داعش".

وتكشف الوثيقة، وفق المؤسسة الإسرائيلية، أن "حماس" كانت تزود "ولاية سيناء" بالأسلحة والمال والدعم اللوجيستي، لكافة عملياتها ضد الجيش المصري في سيناء، مشيرة أن هذا الدعم، يبدو أنه يواجه بجانب كبير من المعارضة من قبل قيادات "داعش" سواء في سيناء أو القيادات الرئيسية للتنظيم الإرهابي.

كان عنوان الوثيقة "الرد على المراسلات بين الإخوة في سيناء والحركة المرتدة" وهي وثيقة مكونة من 11 صفحة، كتبها أحد قيادات "داعش" الدينية،و يدعى "أبو مرام الجزائري". ويرجح أن تكون قد كتبت في الفترة ما بين عام 2015 وأواخر عام 2016. ويتحدث أبو مرام الجزائري في تلك الوثيقة عن أنه علم من عناصر "داعش" في سيناء أنهم كانوا على اتصال بأفراد من الجناح العسكري في حركة "حماس"، وأنه تم مطالبته بمعرفة رأيه في هذا الأمر. وقال أبو مرام الجزائري: "شخصيا رأيت الرسائل المتبادلة بين إخوتنا في سيناء وحماس"، وإنها تقدم لهم التنسيق فيما يتعلق بنقل الأسلحة من وإلى سيناء، والدعم اللوجيستي، والدعم المالي، وتوريد الذخيرة، ونقل الجرحى إلى غزة.

ويبدي أبو مرام الجزائري تحفظات قوية على هذه العلاقات، وعلى تلقى عناصر "داعش" مساعدات من "حماس" التي وصفها بأنها حركة "مرتدة" لا تختلف كثيرا عن اليهود أو النصارى أو الكفرة، وفق ما كتب في الوثيقة، ولكن تحدث أنه يمكن استلام أسلحة من "حماس" في ظل ظروف معينة، أما بالنسبة للأموال أو الدعم اللوجيستي أو المساعدة في نقل الجرحى فهي ممنوعة تماما، معتبرا أن تلقى المساعدة من مرتدي "حماس" أسوأ من تلقي المساعدة من الكفار.

كما أبدى أبو مرام الجزائري، انزعاجه الشديد من أن زعيم "ولاية سيناء" أشرف بنفسه على الاتصال مع "حماس"، ولم يعلن أن ممثلي "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحماس) كفار، بل وأطلق تصريحات يمكن أن توصف بأنها مدح لهم.

وفي وثيقة أخرى، أظهر قيادي آخر في "داعش" معارضة زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، الاتصالات السرية التي تقوم بها "ولاية سيناء" مع "حماس".

وأوضحت "جيوش نيوز سينديكيت" أن العلاقات بين "داعش" و"حماس" تدهورت كثيرا في أواخر 2016، بعد الضغوط المصرية، التي بدأت تقلل من تعاونها مع "داعش"، والتي أطلق بعدها زعيم فرع "داعش" في سيناء تصريحات واضحة اعتبر فيها "حماس" وأعضائها "مرتدين"، معلنين الحرب على "حماس".

ولم تكشف المؤسسة الإسرائيلية عن الوسيلة، التي حصلت بها على تلك الوثائق المسربة. لكن تسريب الوثيقة عبر مؤسسة إسرائيلية يشير إلى علاقة خفية لإسرائيل بالتنظيم كان ابرز ملامحها معالجة جرحاه في مستشفياتها.

وكان الجيش المصري، قد أطلق في فبراير 2018، العملية الشاملة "سيناء 2018"، وهي العملية التي تعد استكمالا لعمليات القوات المسلحة السابقة في سيناء للقضاء على الإرهاب، والتي تسببت في انحسار خطورة "ولاية سيناء" بصورة كبيرة. وحققت الحملة نجاحات كبيرة وأعلن المتحدث العسكري أن سيناء ستعلن خالية تماما من الإرهاب في وقت قريب.