04 - 10 - 2024

الجامعة العربية: مقاطعة اسرائيل التزام قومي عربي جماعي ووسيلة دفاع مشروعة

الجامعة العربية: مقاطعة اسرائيل التزام قومي عربي جماعي ووسيلة دفاع مشروعة

دعت جامعة الدول العربية الى مقاطعة اسرائيل، مؤكدة أن المقاطعة التزام قومي عربي جماعي ووسيلة مشروعة من وسائل الدفاع الشرعي، كما انها تنسجم مع أحكام القانون الدولي، وتشكل أيضاً قوة ضاغطة لتحقيق السلام العادل، ليتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، امام المؤتمر الـ92 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية للمقاطعة العربية لإسرائيل، بمشاركة وفود من الدول العربية وممثلين عن منظمة التعاون الإسلامي والذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وأكد على أهمية الاجتماع والذي يؤدي دوراً محورياً كشكل من أشكال المقاومة السلمية للاحتلال الإسرائيلي، كما أنه يعقد في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، سواء مع استمرار انسداد أفاق السلام، أو تلك التي تشهدها الأرض الفلسطينية المحتلة، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني، والقمع المتواصل لمسيرات العودة السلميّة في قطاع غزّة المحاصر والذي ذهب ضحيته حتى الآن أكثر من 170 شهيد وأكثر من 9 ألاف جريح، بالإضافة الى ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة بُعد نقل السفارة الأميركيّة من تهويد، والأرض الفلسطينية من استيطان محموم يتسارع بصورة غير مسبوقة بما يُقوض من احتمالات حل الدولتين. 

 كما دعا الى ضرورة اتخاذ موقفًا دوليًا حازمًا للتصدي لمخططات التهويد والاستيطان ولهذا التمادي الإسرائيلي في الاستهتار بإرادة المجتمع الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني، قائلاً :إن مكاتب المقاطعة الإقليمية وضباطها يواصلون نشاطهم ودورهم المعهود في القيام بالمسؤوليات والمهام الموكلة إليهم بحرص وعناية وخاصة في نطاق متابعة قرارات الدورة السابقة والمستجدات ذات الصلة بمبادئ وأحكام المقاطعة وآليات العمل المحددة وفي نفس الوقت الذي تتطور فيه حركة المقاطعة الدولية ويتسع نشاطها داعمًا للمقاطعة العربية.

وتابع :لقد اتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدة إجراءات لمحاربة حركة المقاطعة الدولية  "BDS"في محاولة لمضايقة ناشطيها في كل أنحاء العالم ووقف نشاطهم واتهامهم بمعاداة السامية، و كان آخرها قيام وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، بإنشاء شركة دولية باسم "مقلاع سليمان" بهدف الترويج للرواية الإسرائيلية في الخارج، ومواجهة النشاط الدولي لحركة "BDS ".

وأضاف ابو علي، أنه بالرغم من كل هذه المعوقات الا ان حركة مقاطعة إسرائيل  "BDS"، تواصل صعودها وانتشارها، ويواصل مناصروها حول العالم دعمًا للقضية الفلسطينية العادلة، موضحا أن العالم شهد حركة تضامن واسعة مع الشعب الفلسطيني، وموجة تأييد جديدة لحركة المقاطعة الدولية لإسرائيل "BDS"، خاصة على مستوى النقابات المهنية والاتحادات الطلابية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية والاحزاب السياسة والجامعات وغيرها.

وطالب الأمم المتحدة بالإعلان عن قائمة الشركات المتعاونة مع الاستيطان، موجها في الوقت ذاته التحية للمواقف الشعبية والرسمية الدولية التي تدعو إلى مقاطعة المؤسسات والشركات الداعمة للاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة تصويت مجلس الشيوخ الايرلندي، لصالح مشروع قانون يعاقب كل من يستورد أو يساعد على استيراد أو يبيع بضائع أو يقدم خدمات للمستوطنات الاسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويحمل هذا التصويت رسالة ذات بعد عالمي موجهة إلى الاحتلال الاسرائيلي بأن عليه أن يحترم القوانين الدولية ذات الصلة المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك إعلان "مجلس الاشتراكيّة الدوليّة" والذي يضم 140 حزبًا اشتراكيًا حول العالم، عن تأييدهم لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها، بالإضافة إلى إعلان مجموعة من المدن الكبرى في إسبانيا خلال شهر يونيو 2018 عن دعمها القويّ لحقوق الشعب الفلسطيني، وإدانة القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، بالإضافة الى  العديد من المجالس المحلية الإيطالية الكبرى التي تطالب الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي بوقف أو تعليق التجارة العسكرية مع إسرائيل، دعمًا للحقوق الفلسطينية واستجابةً لنداء حركة المقاطعة الدولية.

وجدد السفير أبو علي التأكيد على الموقف العربي الثابت والدائم باعتبار القضية الفلسطينية، القضية المركزية للعرب جميعًا، مهما كانت التحديات والمخاطر، مؤكدا على جميع قرارات مجلس الجامعة العربية في دوراته المتعاقبة، التي أكدت على أهمية عمل أجهزة المقاطعة العربية والدور الفعال الذي يقوم به ضباط اتصال المقاطعة في الدول العربية، الذين واصلوا نشاطهم وجهدهم في متابعة تنفيذ مبادئ المقاطعة العربية.

ونوه أبو علي، بمواصلة جهاز المقاطعة بقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بتوجيه من الامين العام، بذل الجهد لمتابعة النشاط بفعالية والرد على استفسارات الدول الأعضاء، ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة في هذا الشأن.

ويناقش الاجتماع على مدى ثلاثة أيام، عدد من الموضوعات المتعلقة بمبادئ واحكام المقاطعة العربية المقررة من خلال تطبيق الحظر وادراج شركات علي لائحة المقاطعة وانذار او رفع شركات اخري من لائحة الحظر لاستجابتها لإحكام المقاطعة.

كما يتابع الاجتماع اعمال مكاتب المقاطعة الاقليمية بالدول العربية وتعزيز التنسيق والتعاون والتبادل فيما بينها، بالإضافة الي مناقشة بند خاص بحركة المقاطعة الدولية لإسرائيل"BDS"من خلال رصد انشطتها وانجازاتها والتي تعبر عن تضامن شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل لإنهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.