17 - 07 - 2024

رأس وزير الاثار ورأس نفرتيتي!

رأس وزير الاثار ورأس نفرتيتي!

لا أعرف الوصف المناسب لوزير الاثار وللدكتور علي عبد العال وكل اعضاء مجلس النواب عندما يبرر الوزير سرقة الالمان لتمثال رأس نفرتيتى بانها خرجت بشكل رسمى!

لن اعود الى مضابط البرلمان وقت سرقة التمثال واستجواب عن خروجها بطريقة غير شرعية، ولن اعيد ما قاله بل وما اجمع عليه كل علماء الاثار بانها تم تهريبها بشكل أسوأ من السرقة

ولكن سأ عرض ما قالته جريدة الاخبار فى يوم تبرير الوزير للسرقة وصمت اعضاء البرلمان صمت القبور !

فقد تصادف ان جريدة الاخبار (عدد 10 ديسمبر 2018) وهى تقدم صفحة متخصصة من الأرشيف القديم ، تناولت موضوع رأس نفرتيتى والمداولات التى قيلت من الالمان اثناء تهريب التمثال خلسة، فتحت عنوان (ومازال تمثال الملكة أسيرا فى برلين – 106 سنوات على اكتشاف تمثال رأس " الجميلة " نفرتيتى ) جاء الاتى: (عمر التمثال يزيد على 2300 عام ، عثر عليه فريق التنقيب الالمانى بقيادة لودفيج بورشاردت بتل العمارنة فى 7 ديسمبر 1912 بورشة لنحات تحتمس التى عثر بها على عدد من التماثيل النصفية التى لم تنته لنفرتيتى، وقد وصف بورشاردت الاكتشاف فى مذكراته قائلا: تمثال نفرتيتى اصبح بين ايدينا وهو من افضل الاعمال الفنية المصرية الباقية، لا يمكن وضف ذلك بالكلمات اذ لا بد ان تراه

ولكن كيف نقل تمثال الملكة نفرتيتى من وطنها الى المانيا؟

الإجابة فى وثيقة عثر عليها عام 1924 بأرشيف الشركة الشرقية الالمانية التى تولت عملية التنقيب وتضمن ما جرى فى الاجتماع بين لودفيج بورشاردت ومسئول مصرى فى 20 يناير 1912 لمناقشة تقسيم الاكتشافات الاثرية التى عثر عليها فى 1912 بين المانيا ومصر .. ووفقا للامين العام للشركة فان بورشاردت كان عازما العقد ان يكون التمثال للالمان فأخفى قيمة التمثال الحقيقية بالرغم من انكاره ذلك.. ويقول فيليب فاندنبرج فى صحيفة التايمز ان التمثال من اشهر عشر قطع اثرية مسلوبة (ضع تحت مسلوبة الف خط) لان بورشاردت عرض على مفتش عام الاثار جوستاف لوفيفرى صورة ذات اضاءة سيئة وقام باخفاء التمثال فى صندوق ، وكشفت الوثيقة انه ادعى ان التمثال مصنوع من الجبس لتضليل المفتش وادعت الشركة ان التمثال كان على رأس قائمة التقسيم والقت باللوم على اهمال المفتش المصرى! وبهذا الاحتيال الذى مارسه بورشاردت على مفتش الاثار تم نقل التمثال الى هنرى جيمس سيمون ممول حفائر تل العمارنه وبقى عنده حتى اعاره الى متحف برلين، ورغم عرض بقية مجموعة تل العمارنة الا ان تمثال نفرتيتى ظل فى طى الكتمان حتى عام 1918 ثم تم عرضه عام 1924)

هذا ما نشرته الاخبار - مصادفة - من الارشيف الموثق، وهو نفس ما أكده عشرات من أساتذة وعلماء الاثار ولم يخالفهم الرأى سوى وزير الاثار الحالى لانه ببساطة لا علاقة له بكلية الاثار فهو تخصص سياحة!

عرفتوا ليه الاثار المصرية ضائعة ومنهوبة ؟ وعرفتوا ثقافة اعضاء البرلمان عن آثار بلدهم؟!
----------------------
بقلم : على القماش

مقالات اخرى للكاتب

دفاعا عن العقاد وصلاته ووطنيته ومعاداته للصهيونية