16 - 08 - 2024

أزياء مصر القديمة موديل خريف 2019

أزياء مصر القديمة موديل خريف 2019

فى خبر ـ أعتقد أنه فخرٌ لكل مصرى- أذاعتْ وكالات الأنباء الأوروبية، أنّ دارًا من دور الأزياء العالمية الشهيرة (طرحتْ مجموعتها للأزياء لخريف عام 2019 والتى ضمّت 85 تصميمًـا مختلفــًـا مستوحى من طرازالحضارة المصرية للنساء والرجال والأطفال..وقال المُـصمم العالمى (كارل لاجرافيد) أنه أراد من خلال التصميمات الدمج بين مصرالحضارة ونيويورك.. وتم اختيارمكان العرض فى معبد دندور الأثرى العريق.. والموجود نموذجه بمتحف الميتروبوليان، فى مدينة نيويورك الأمريكية.. وأشارإلى أهمية الملابس المصرية لأنها كانت من الشاش بالنسبة لملابس النساء الرقيقة.. وكذلك من خامة الكتان للنساء والرجال والأطفال.. وأن الملابس مُـزينة بالأبجدية المصرية، بطريقة قدماء المصريين الجميلة (أهرام6 ديسمبر2018- ص20) آ 

هذا الخبر الذى أبهجنى ذكــّـرنى بما قرأته فى كتب (علم المصريات) عن التقدم العلمى فى مصر القديمة (فى شتى المجالات: الطب، الهندسة، المعمار، الفلك..إلخ) وتذكــّـرتُ أنّ الموديلات المصرية فى القرن السادس عشر الميلادى، كانت هى أحدث الصيحات، ليس فى الأزياء (فقط) وإنما شملتْ الموبيليا وأدوات الزينة والمنزل، مثل أدوات المطبخ والفازات..إلخ.آ 

ومن بين الأمثلة أنه انتشر فى القرن السادس عشر الميلادى عقاراسمه (مومياء) وأنه يُـشفى أمراض الجهاز التنفسى والهضمى..إلخ وأنّ الإمبراطور كان يستخدمه مثل أفراد الشعب. وإذا كان هذا العقار يدخل ضمن الولع الشعبى، فإنّ لغة العلم جعلتْ كثيرين يكتبون أنه (لايوجد مهندس فى الكون أعظم من آمون/ حتب مشيّد هرم سقارة) وفى عام 1696 تم عرض مسرحية (مومياوات مصر) بباريس.. وأظهرتْ ملكة فرنسا مارى انطوانت (1755- 1793) شغفــًا بمصر.. وفى نفس العصر انتشرتْ فى الحدائق الأكشاك المليئة بنماذج من الأهرام والمسلات.. وبعد الثورة الفرنسية أُقيم يوم 14/7/1792 بساحة شان دى مارس هرم من القماش كديكور للاحتفال.. وفى آ يوم 10/8/1792 أقاموا هرمًا فى حدائق التويلرى ومسلة بميدان الفيكتوار.. وفى احتفال آخر شيّدوا بميدان الباستى نافورة البعث وكانت تـُمثــّـل الإلهة إيزيس وهى ((تضغط ثدييها لإفراز سائل البعث النقى الشافى)) آ آ 

ووصل العشق لمصر لدرجة أنّ نجارًا فرنسيًا عرض فى عام1810قطعة موبيليا فاخرة تحمل نقوشــًا مصرية.. وتبعه صـُـناع الأثاث الفرنسيين.. وقام رئيس ديرسان بييربرسم نسخة من معبد دندرة وعلــّـقها فى الدير من أجل ((بثْ حب الشأن العلمى لدى رهبان الدير)) ثـمّ انتشرتْ قطع الأثاث الفرنسية (ترابيزات، كراسى إلخ) التى تحمل غطاء رأس فرعونى، بالإضافة إلى أنواع أخرى من المنتجات مستوحاة من الفن المصرى القديم، مثل أوانى المائدة وبندول الساعات..إلخ وظهر لون جديد أطلقوا عليه (أرض مصر).. وفى مدينة مارسيليا قام عامل شاب بحفر(أبوالهول) مجنح.. وعندما ذهب نابليون إلى بلجيكا عام 1803 كانوا يستقبلونه فى كل مكان بديكورات مصرية..وفى مدينة (آنفر) أقاموا هرميْن من الجرانيت الأحمرعليهما كتابة هيروغليفية.. وفى بروكسل كان سلم إدارة الشرطة يشتمل على تمثال لأبى الهول.. ومن بين 15نافورة تقرّر إقامتها يوم 2/5/1806 أُقيمتْ 6 منها بإلهام الفن المصرى..وعلــّـق المؤلف قائلا ((ليس للإمبراطورية الفرنسية ماضٍ.. ويجب أنْ تجد لنفسها طرازًا فنيًا.. وذلك باستخدام الفن المصرى))آ 

وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 اشتعل الهوس بمصر.. وظهر نسق جديد من الملابس المصرية، حيث قام ملوك الأزياء الراقية فى باريس عام1923بابتكار علبة أدوات زينة للنساء اسمها توت عنخ آمون.. وفى عام1994 استقبل متحف اللوفر 204 ألف زائر.. وفى عام 1993 أقام الأمريكان فندقــًا وكازينو فى لاس فيجاس عبارة عن هرم من 30 طابقــًا مزودًا بتمثال لأبى الهول.. ويؤكد المؤلف أنّ الفرنسيين ينغمسون فى الهوس بمصر منذ طفولتهم.. وعن السينما فى أوروبا فقد تم إخراج 40 فيلمًا فى 20 سنة مستوحاة من الحضارة المصرية.. وقام فرنسيان بإنشاء علم (موسيقى مصرية قديمة).. واجتذبتْ الحضارة المصرية عشرات الروائيين الأوروبيين، فكتبوا روايات مستوحاة من مصر القديمة.. وحقــّـقتْ مبيعات الروايات والكتب التى تتناول الحضارة المصرية أرقامًا مرتفعة، لدرجة أنْ أصبح علم المصريات علمًا شعبيًا نتيجة عشق الشعوب الأوروبية لمصر، وليس علمًا بين العلماء المتخصصين فقط (لمزيد من التفاصيل أنظر كتاب: مصرولع فرنسى- تأليف روبير سوليه- ترجمة لطيف فرج- مكتبة الأسرة- عام 1999- أكثرمن صفحة) آ ويكفى مصر فخرًا أنّ (موضة فساتين البليسيه) انتشرتْ فى فرنسا ومنها إلى كل أوروبا، بعد مشاهدة فساتين الراقصات وفساتين نفرتيتى ونفرتارى، على جداريات المعابد.
---------------------
بقلم: طلعت رضوان

آ 

آ 

مقالات اخرى للكاتب

أين الدول العربية من التنافس الأمريكى الروسى؟