17 - 07 - 2024

احتقان قبطي بعد حادث المنيا الأخير: البابا يطالب برؤية من الدور العاشر.. ونشطاء يتهمونه بممالأة النظام

احتقان قبطي بعد حادث المنيا الأخير: البابا يطالب برؤية من الدور العاشر.. ونشطاء يتهمونه بممالأة النظام

اعتاد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشاركة الأقباط بالاحتفال بعيد الميلاد المجيد المزمع إقامته في السابع من يناير كل عام حسب التقويم الشرقي وتهنئة الأقباط بعيد الميلاد، والحضور إلى الكاتدرائية ،إلا ان هذا العام يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة - في نظر الأقباط - بسبب تعدد المشاحنات الطائفية وأحداث الإرهاب التي يكون الأقباط هدفا لها، والتي تحتل محافظة المنيا النصيب الأكبرمنها.

 حادثان إرهابيان تعرض لهما دير الأنبا صموئيل شمال المنيا، خلال 17 شهرا، أسفرتا عن عشرات القتلى برصاص عناصر الإرهاب،  مروراً بمشاحنات طائفية في قرية دمشاو هاشم بالمنيا، إثر شائعة عن بناء كنيسة، تبعتها أعمال شغب وسلب لمنازل يملكها أقباط بالقرية، تبعتها مشاحنات في قرية كوم الراهب فور افتتاح كنيسة جديدة، وتم فيها التعدي على منازل ومحال تجارية مملوكة لأقباط، مما دفع قوات الأمن الي إغلاق الكنيسة والقبض علي 30 شخص بين قبطي ومسلم.

لم تمر أيام إلا واستيقظ المصريون علي خبر قيام فرد شرطة مكلف بحماية كنيسة بإطلاق أعيرة نارية علي قبطيين في وضح النهار اثر مشاجرة حدثت بينهما واستخدم فيها الجاني سلاحة الميري.

كثرة الأحداث التي يتعرض لها الأقباط خلفت حالة غضب، فأعلن عدد من النشطاء الأقباط تنظيم وقفه احتجاجية أمام نقابة الصحفيين، وحدث انتقاد لعدم تدخل  مؤسسة الرئاسة لاحتواء الأمور واعتبار الملف القبطي ملفا أمنيا علي حد قولهم. 

من جانبه أعلن الأنبا أغاثون أسقف المنيا والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا انتقادهم لتجاهل مؤسسة الرئاسة غضب الأقباط والتعامل الأمني بمبدأ الجلسات العرفية لحل المشاكل، دون أن يأخذ القانون مجراه، وفي بيان مشترك ناشد القياديان الكنسيان الرئيس السيسي بالتدخل العاجل قبل فوات الأوان.

وأعلنت عدة حركات قبطية، في بيان، غضبها من حادثة المنيا الأخيرة، معتبرة أن الشرطة التي يفترض أن تحمي الأقباط تقتلهم ،مؤكدين ان دماء القبطيين القتيلين لم تجف بعد، وأن الرئيس الذي يؤكد دوما أنه لا توجد تفرقة بين مسلم وقبطي، يجب عليه التدخل لوقف ما أسموه "اعتداءات ممنهجة"علي الأقباط، ووصفوا ما يحدث بأنه إنصاف الظالم علي حساب المظلوم.

ووصل الغضب حد، مطالبة الحركات القبطية، الشعب المصري بعدم الاحتفال بعيد الميلاد القادم وارتداء شاره سوداء حداداً علي أرواح الشهداء.

مظاهرة واحدة في عواصم العالم

خارجيا، أعلنت عدة اتحادات قبطية وجمعيات حقوقية اعتزامها تنظيم وقفه احتجاجية في كل عواصم أوروبا وأمريكا وأستراليا تنديدا بما اعتبروه انتهاكا لحقوق الأقباط، وناشدوا، في بيان مشترك، جموع الأقباط في الخارج بالنزول ورفع صور القتلى، كما طالبت أقباط مصر بعدم الاحتفال بعيد الميلاد، "وعدم استقبال السيسي للتهنئة" بل التظاهر ضده. 

موقف متعقل للبابا

من جانبه علق البابا تواضروس الثاني علي الأحداث الطائفية بالمنيا قائلاً "هناك أمور يجب علينا أن نستخدم روح العقل في إدارتها وكيفية حلها ، وبخصوص أحداث المنيا فإن الآباء الاساقفة هناك أكثر مني معرفة بمجريات الأمور".

وأضاف البابا في حوار له بالأمس علي إحدي القنوات القبطية قائلا " الشباب القبطي يثور ويغضب، ولكن دون معرفة، هؤلاء الشباب ينظرون من الدور الأول، فالرؤية غير مكتملة، ولكن لو نظروا من الدور العاشر سوف تكون الرؤية أوضح لهم".

ويتعرض البابا لانتقادات كثيرة، ويتهم بأنه "ترك الأقباط لكي يحتمي في عباءه النظام" وفي لهجة ساخرة يقول كمال زاخر مؤسس التيار العلماني:"دع الموتي يستقبلون موتاهم"، مناشداً الأقباط بارتداء اللباس الأسود حداداً علي أرواح الشهداء. كما يقول وائل كمال، ناشط قبطي،:" البابا يأخذ تعليماته من النظام ويعرف ما هو المسموح وغير المسموح، ويرد علي الشباب بلسان النظام".