30 - 06 - 2024

عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحفيين: نعيش أسوأ عصور الصحافة.. والصحف تحولت إلى "نشرات رسمية"

عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحفيين: نعيش أسوأ عصور الصحافة.. والصحف تحولت إلى

نحتاج تغييرات كبيرة فى السياسات، وإختفاء رموز سياسية وإعلامية من المشهدآ 

لائحة المجلس الأعلى للإعلام لا تمثلنى و "يحيى قلاش" دخل التاريخ بموقفه ضد اقتحام نقابة الصحفيين

أزمة الفصل التعسفي تحتاج دور أكبر ووقفة حقيقية و"مجلس النقابة الحالى" كان لديه فرصة لتقديم الأفضل

البرلمان لا يمثل معاناة الشعب المصري وأقل من طموحات الناس

رفعت الأقلام وخيم الظلام على الصحف المصرية فى حادثة لم تشهدها صاحبة الجلالة من قبل، وكتب لأول مرة فى التاريخ فى جميع الصحف والمواقع الإلكترونية "يوم أسود فى تاريخ الصحافة المصرية" وذلك بعدما تم إقتحام نقابة الصحفيين من قبل الداخلية للقبض عليه بسبب رأيه حول قضية "تيران وصنافير" وإتهامه فى ذلك التوقيت بإنه ينتمى لبعض الجماعات الإرهابية، وإنه يقوم بالتحريض على الشغب وإثارة البلبلة فى الشارع المصري.

آ قضي أسوأ 120 يوماًآ داخل زنزانة 3 أمتار لاتدخلها الشمس بسبب اختلافه مع السلطة فى تلك القضية، وانتفضت بسببه نقابة الصحفيين, ودخل فى ذلك التوقيت النقيب السابق يحي قلاش التاريخ من وجهة نظره بسبب موقفه ضد السلطة حينما تم إقتحام النقابة لإلقاء القبض عليه.

أصبح عضواً بمجلس نقابة الصحفيين، باعتباره الأقرب للشباب وبدأ محاولة حل مشاكلهم فى مناخ سيء، لا يساعد على أى شيء.

"عمرو بدر" عضو مجلس نقابة الصحفيين، يوضح فى حوار خاص " للمشهد " رفضه التام لظاهرة الفصل التعسفي التى انتشرت مؤخراً داخل الوسط الصحفي، ويوضح أيضاً حقيقة رفضه لزيارة محمد بن سلمان لمصر، وتأكيده على أن الصحافة المصرية ستظل دائماً ضمير الناس وأصواتهم، حتى فى الوقت التى تكون فيه الأصوات متراجعة،والحريات غائبة، والخوف يسيطر على الجميع، ويؤكد على ان لائحة المجلس الأعلى للإعلام لا تمثله نهائياً، وان المجلس الحالى كان لديه فرصة لتقديم الأفضل لكن ذلك لم يحدث.

* كيف ترى ظاهرة الفصل التعسفي للصحفيين التى إنتشرت فى الأونة الأخيرة بصورة غير مسبوقة من قبل، والتى كان أخر فصولها فصل صحفيين العالم اليوم والبوابة نيوز ؟

- للأسف الظاهرة أصبحت منتشرة وصعبة جداً، وتزيد كل يوم وهناك، بعض المؤسسات قامت بفصل الصحفيين وهي مازالت قائمة مثل "البوابة نيوز" وهناك مؤسسات أخرى قامت بفصلهم، وإلغاء الرخصة، ووقف تأميناتهم مثل " العالم اليوم" وهذا الفصل كان الأصعب.

أزمة الفصل التعسفي تحتاج دور أكبر، ووقفة حقيقية من قبل النقابة لأن من الواضح إنها ستمتد وستكون أكبر فى الفترة القادمة. والنقابة تحتاج أداوات لمعاقبة رؤساء التحرير ومجالس الإدارة التى يتخذون قرارات الفصل التعسفي حتى تستطيع حماية الصحفيين، وذلك من خلال أول تعديل تشريعي يحدث على قانون النقابة

* كيف ترى أصحاب الصحف الذين لهم برامج تلفزيونية يخرجون من خلالها للشعب المصري، ويتحدثون عن معاناته وتضامنهم ضد أى مسئول تسبب فى ظلم الناس، وفى نفس التوقيت هم من يقومون بفصل الصحفيين التى يعملون داخل مؤسساتهم،فهل مايحدث شو إعلامى فقط؟

- لا أستطيع قول إنه شو إعلامى، لإن الله وحده هو الأعلم بالنوايا، لكن مع الأسف والظاهر أمامنا جميعاً حقيقة لا يمكن إنكارها أو إخفاؤها، وهي أن هناك رؤساء تحرير فى مصر "يقولون" عكس مايفعلون، فهناك منهم من يدعي إنه يدافع عن حقوق الناس والعدالة، وإنهم رافضون للظلم وهكذا....

لكن ممارستهم داخل المؤسسات الخاصة بهم تظهر عكس ذلك حيث إنهم من يكرسون للظلم والإستبداد وهذا واضح جداً فى الفصل التعسفي وعلاقات العمل غير المتوازنة، والأجور المتراجعة للصحفيين التى يعملون معهم كل ذلك يؤكد على ان مايقولوه ويدعونه عكس ما يطبقونه داخل مؤسساتهم.

* رفضت إستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مصر وقلت إن الرفض لأسباب إنسانية ومهنية ونقابية ووطنية؟ ما رؤيتك للرفض؟

فى البداية أريد أن أوضح أن الرفض ليس شخصيا، ولكنه كان توقيعا على بيان مع العديد من الزملاء وعددهم حوالى 300 صحفي، رافضين لزيارة محمد بن سلمان لمصر، وكانت الأسباب انه على المستوى المهنى هذا الشخص متورط بشكل مباشر فى إغتيال صحفى زميل "جمال خاشقجى" بشكل وحشى وغير إنسانى بالمرة، من الناحية الوطنية هو المتسبب الرئيسي فى انتزاع الجزيرتين المصريتين"تيران وصنافير".

" كما تعودنا دائماً أن الصحفيين المصريين هم الصوت، الصحافة هى ضمير الناس وأصواتهم، حتى فى الوقت التى تكون فيه الأصوات متراجعة،والحريات غائبة، والخوف سيطر على الجميع ومنعهم من التحدث،لذلك كان لابد أن تكون الصحافة هي صوت الناس وضمائرهم، لذلك قمت بالتوقيع على هذا البيان بمنطق إننى جزء من صوت الناس وضمائرهم".

نقابة الصحفيين ليست أقل من نقابة صحفيي تونس التي قامت بتقديم مذكرة لرئيس الجمهورية ترفض فيها الزيارة بوضوح، فنحن فى الحد الأدنى إذا كنا لم نتمكن من عمل بيان صادر بشكل رسمي من النقابة لرفض تلك الزيارة لأن الأليات داخل نقابتنا لن تسمح بذلك وإذا قمنا بعرضها كنا نعلم إنه سيتم رفضها من قبل النقيب وباقي أعضاء المجلس، لذلك وفعنا البيان حتى نعلن إعتراضنا وموقفنا ضد تلك الزيارة. آ  آ  آ  آ 

* لماذا قلت إن لائحة المجلس الأعلي للإعلام لا تمثلك؟

- لأنها لائحة تسير فى نفس السياق التى سارت فيه جميع القوانين الأخيرة، والتى وضعناها تحت مسمى قوانين "إغتيال الصحافة"،حيث ان تلك اللائحة بها عقوبات غير منطقية، والمصطلحات فضفاضة جداً التى ليس لها أى تعريف، فعلى سبيل المثال " التعصب، والكراهية" وغيرها من المصطلحات التى سيتم محاسبة الصحفى عليها إذا قالها.

والعقوبات المالية المفروضة على الصحفي آ داخل تلك اللائحة مبالغ فيها بشدة بدايةً من تغريم الصحفى 10 ألاف وحتى نصف مليون جنيه، فى حين أن هذا الصحفى من الممكن أن يقوم بنشر تقرير صغير يعاقب عليه بدفع "نصف مليون جنيه" مع العلم أن راتب هذا الصحفي فى النهاية لا يتجاوز الألف جنيه فى الشهر فهل يعقل ذلك!؟

تلك اللائحة تشمل أيضاً عقاب الصحفى إذا قام بنشر ما يتعلق بالذمة المالية للمسئوليين، وتقديري أن هذا البند يعتبر تحصينا للفساد.

معنى إن يتم منع الصحفى من نشر الذمة المالية للمسئولين، فى دولة ليس بها حرية فى تداول المعلومات، حيث إنه لا يستطيع أخذ معلومات عن الذمة المالية لأى مسئول بشكل رسمي، وليس هناك قانون يعمل على تنظيم حق الصحفى فى الحصول على معلومة وحق تداولها، لذلك من حقي نشر الذمة المالية للمسئولين بمجهوداتى الشخصية، وحين يتم معاقبة الصحفى على ذلك فهذا يعتبر تحصينا للفساد، فهذه اللائحة سيئة بكل ما تحمل من معنى وستزيد من حصار المهنة".

* هل بالفعل يتم إغتيال الصحافة فى عهد السيسي؟

بصرف النظر عن المسميات، هذا العصر يعتبر من أسوأ العصور التى مرت على حرية الصحافة المصرية. لم نعش من قبل هذا الحصار وهذه القيود المفروضة على الصحافة والصحفيين، الصحف تحولت إلى نشرات رسمية تردد كلام السلطة والمسئولين فقط لاغير.

الصحفى أصبح الآن لا يستطيع الإبتكار والإجتهاد وإنقسم الصحفيون الى قسمين الأول: نشرات إخبارية تردد ماتقوله السلطة.

والثانى : أصبح لديهم خوف وقلق ورعب من السلطة، وهذا يدل على تراجع الحريات الصحفية بشكل لم نشاهده فى تاريخنا من قبل، وهذا بإختصار يدل على إنهيار الصحافة والقضاء عليها.

الصحافة مهنة "تموت" إذا أصبحت آ بلا حرية، وإذا لم نستطع كتابة مايرضي ضمائرنا، وكلما زاد الحصار على الحريات الصحفية، أضر ذلك بـ " لقمة العيش" لأن من لا يستطيع نشر الحقيقة بحرية وبدون خوف سيمتنع القاريء عنه، وبالتالى ستضرر الإعلانات، وفى نهاية الشهر لن يستطيع الصحفي صرف راتبه.

قضية الحريات مرتبطة ببقاء الصحافة، ولقمة العيش أيضاً، ومن لم يأخذ فى باله إن قضية حرية الصحافة مرتبطة بلقمة العيش لا يعلم شيئاً.

* كيف رأيت موقف النقيب السابق يحيى قلاش بعد اقتحام نقابة الصحفيين من قبل الداخلية؟

- موقف رائع، ومعبر عن المهنة وكرامتها، ولو كنت نقيباً للصحفيين فى ذلك التوقيت كنت أخذت نفس الموقف، والنقيب السابق يحي قلاش "عمل اللى يرضي ضميره، واحترامه لمهنته وكرامته" ودخل التاريخ بهذا الموقف.

* هل كنت تتوقع اقتحام النقابة؟ وماذا خطر على بالك فى تلك اللحظة ؟

لم أتوقع نهائياً اقتحام النقابة، والذى خطر فى بالى فى تلك اللحظة إني أصبحت سجينا، وبكل بساطة وبهدوء تام ذهبت معهم.

* كان لديك أمل انه سيتم الإفراج عنك مباشرةً أم لا؟

فى البداية أعتقدت أنه سيتم الإفراج عنى مباشرةً، بعد ذلك فقدت الأمل، ولم أعلم بالتصعيد الذى حدث من قبل النقابة إلا بعد فترة من حبسي ودخول مالك على السجن معنا، حيث حكى لنا ماحدث بعد إلقاء القبض علينا.

* كيف تم التعامل معكم داخل السجن؟

آ تم معاملتنا بكل إحترام، ولم يقم أحد بإهانتنا,أو تعذيبنا، وكنا نأكل من أكل السجن بخلاف الزيارات التى كانت تأتى لنا من قبل أسرنا. كنا ننام على بطانية مفروشة على الأرض حيث تم حبسي مع الزميل محمود السقا، ومالك تم حبسه إنفراديا.

لكني قضيت أسوأ 120 يوماً فى حياتى داخل السجن، حيث كانت الزنزانة عبارة عن غرفة ضيقة جداً تحت الأرض لا تدخلها الشمس مساحتها 3 أمتار، ولم نخرج منها نهائياً لمدة 70 يوما، فى البداية كنت أعتقد إنه سيتم الإفراج عنى مباشرةً، بعد ذلك فقدت الأمل فى الخروج، وتعتبر هذه المرة الأولى التي أدخل فيها السجن.

* هل عصر مبارك كان يتمتع بالحريات مقارنة بهذا العصر؟

- لن أشيد بعصر مبارك لأنه هو ما تسبب فيما نحن فيه الأن، لكن كان هناك توازن وكانت الصحافة تتمتع بحرية بالرغم من فساد النظام، لكن السلطة الحالية لا تؤمن بأى حرية نهائياً، والحريات الأن أصبحت متراجعة لدرجة لم يكن أحد يتوقعها.

* هل مازلت متمسكا برأيك حول تيران وصنافير؟ أم قمت بتغيير رأيك بعد الحبس؟

- تيران وصنافير مصرية وستظل مصرية،ومن يقل غير ذلك لا يفقه شيئا عن تاريخه.

* كيف ترى موقف النقابة والنقيب عبد المحسن سلامة من قانون الصحافة والإعلام الجديد؟

- موقف النقابة والنقيب كان سيئاً جداً، وحذرت أنا وبعض الزملاء داخل المجلس كثيراً من هذا القانون وأطلقنا عليه قانون "إغتيال المهنة" وقمنا بدعوة الزملاء أكثر من مرة للتواجد داخل النقابة لرفض ذلك القانون، لكن تحرك الزملاء أعضاء الجمعية العمومية كان بطيئا، وليس على المستوى المطلوب، لكن بشكل عام موقف الغالبية من مجلس النقابة كان غير معبر عن إحساسنا بإنه قانون سيقتل المهنة ويقضي عليها.

الجمعية العمومية للصحفيين فى الفترة الأخيرة غابت عن قضايا مهمة جداً، مثل قضية "التشريعات الصحفية التى صدرت مؤخراً" حيث حاولنا دعوة زملائنا، وقمنا برفع سقف المعارضة لتلك القوانين من قبل خمسة من أعضاء مجلس النقابة، لكن مع الأسف لم تكن هناك إستجابة جيدة من قبل الجمعية العمومية، وهناك قضية أخرى غابت عنها الجمعية العمومية أيضاً وهي قضية "الحريات" التى يصرخ منها الجميع الآن، دائماً مجلس نقابة الصحفيين على مدار تاريخه كان يمثل إتجاهات مختلفة، لكن دائماً كانت هناك جمعية عمومية حاضرة وتقوم بالفصل. وآخر مرة شاهدت فيها الجمعية العمومية كانت فى إنتخابات مارس 2017 آ آ 

* كيف ترى موقف الأستاذ مكرم محمد أحمد حينما دافع بشدة عن قانون الصحافة والإعلام الجديد؟

الأستاذ مكرم محمد أحمد يسير على نهج نفس الحسابات والأفكار الموجودة داخل مجلس النقابة، التى حتى الآن لم أستطع فهمها ، لكن أثق تماماً ان تلك الحسابات تتلخص فى إنهم لا يريدون نهائياً الدخول فى جدال أو معركة مع السلطة. آ 

* لو الزمن عاد بك مرة أخرى هل ستشارك في 25 يناير من جديد؟

- بالطبع سأشارك من جديد فيها، 25 يناير تعتبر أنظف وأنبل وأروع ثورة شهدها التاريخ على مر العصور، وسأظل أدافع عنها طوال حياتى.

* ذكرت أن الصحفيين الموهوبين والمجتهدين يجلسون في البيت من غير عمل، والمرتبات منخفضة والفصل من العمل ظاهرة تزيد كل يوم، والحريات غائبة والإحباط حاكم ومتحكم آ وان مجلس النقابة يحاول الوقوف مع الزملاء ويدعم حقهم في العمل والأجر والحرية، والتقدم بقدر المستطاع لكن المناخ صعب جداً, هناك رغبة " رسمية " في قتل الصحافة الحرة بعد أن كانت " السلطة الرابعة؟ لماذا قلت ذلك؟

- لأن الموضوع لم يعد يقتصر على مناخ عام سيء، هناك أيضاً تقصير وتهاون فى قضايا الحريات من قبل مجلس النقابة، وكان من الممكن لو غالبية المجلس لديها رؤية مختلفة ان يكون أداؤنا أفضل بكثير جداً مما نحن عليه الأن.

الخلاف الرئيسي طوال العامين داخل مجلس النقابة كان منشقا بين إتجاهين، الإتجاه الأول "إن قضايا الحريات بها كارثة وإنه يجب أن نقوم بأخذ مواقف جادة وحقيقية ومختلفة".

والإتجاه الثانى " يرى إنه يجب علينا عدم دخول تلك القضية بقوة لأن المناخ لايسمح" مع العلم اننا بالفعل نستطيع أن نقدم أشياء كثيرة، لكن للأسف الغالبية من مجلس النقابة فى تلك اللحظة لا ترى ذلك.

آ 

* ما ردك على إعتداء أمن نادى الزمالك على الصحفيين؟ وكيف ترى كراهية رئيس النادى للصحفيين؟ ولماذا لا يتم اتخاذ موقف ضده؟ ومن يحميه من وجهة نظرك؟

- رئيس نادى الزمالك يتعامل طول الوقت على أنه صاحب النادى، وليس على انه رئيس مجلس إدارته فقط، وهذا يتسبب فى أزمات معه شخصياً، وكان أخرها منع الصحفيين من الدخول ووقف عضوياتهم، ونحن مازلنا معه فى هذه المعركة وقمنا بأخذ المسار القضائي، ومنعنا نشر أسمه وصورته فى جميع الصحف والمواقع الإلكترونية، ومن لم يلتزم بهذا القرار سيتم تحويلة للتحقيق.

بالتأكيد هناك من يقوم بحماية رئيس نادى الزمالك، وفى تلك اللحظة أستطيع أن أقول أنه يستغل حصانته البرلمانية فى تجاوز القانون، ولا يستطيع أحد أن يقول له شيئا، وأرى أن الحصانة، في حالته، حماية لشخص يتجاوز ويخترق القانون، وكأن هذه الحصانة خلقت حتى تحمي الناس من العقوبات، مع العلم أن هدفها الأساسي هو حماية النائب وهو يعبر عن هموم الشعب وبالأخص دائرته، فى النهاية حينما يقوم ذلك النائب بنقد مسئول لا يرسله الى المحكمة، هذه فكرة حصانة النائب".

* هل البرلمان الحالى قادر على التعبير عن معاناة الشعب المصري؟

- البرلمان الحالي أقل من طموحات الناس بكثير جداً، وللأسف إذا قمنا بمقارنة أى برلمان سابق بهذا البرلمان سيكون لصالح البرلمانات السابقة.

* بعد ثورتين على التوالى كنا نعتقد ان الوضع سيكون أفضل، لكن الواقع أصبح عكس ذلك؟ هل تؤيد هذا الكلام؟

- مصر قامت بثورة واحدة فقط وهي 25 يناير، وماحدث بعد ذلك يمكن أن نقول إنها تبعات وموجات لكن ليس هناك ثورة سوى 25 يناير فقط، ومن قاموا بالخروج فى 30 يونيو كانوا يعتقدون أنها تكملة لـ 25 يناير وتصحيحا لمسار الثورة بعد حكم الإخوان. آ آ 

آ 

* نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة قال إنه موافق على قانون الصحافة والإعلام بنسبة 80 % ماتعقيبك على ذلك؟

- فى النهاية المجلس قدم ملاحظاته على هذا القانون، ولم يتم الأخذ بها نهائياً، وحينما قال النقيب 80% كان يقصد ان الدولة أخذت من الملاحظات التى قمنا بتقديمها بنسبة 80% وهذا ليس حقيقيا، لم يتم أخذ أى ملاحظات من الـ 15 ملاحظة التى قمنا بتقديمها للبرلمان ضد هذا القانون.

* لماذا انتقدت تكريم الصحفيين من قبل بعض المؤسسات التى يقومون بتغطيتها صحفياً؟

لأن هذه التكريمات تعتبر كارثة بكل المقاييس، هناك جهتان فقط همت من يكرم الصحفي "نقابة الصحفيين، والمؤسسة الصحفية التى يعمل بها" غير ذلك يدل على ان هناك شيء خطاً وأن الصحفى تحول الى موظف لدى الجهة التى تقوم بتكريمه ومعنى ان "المصدر" راض عن الصحفى فهذه تعتبر كارثة تدل على وجود شيء خطاً وأن الصحفي لم يقوم بعمله على أكمل وجه وينتقد تلك الجهة اذا رأى بها خطأ.

* كيف ترى اعتقال السفير معصوم مرزوق ورفاقه؟

- معصوم مرزوق صديقي على المستوى الشخصي، بعيداً عن السياسة، وهو من أنظف وأنبل الرموز السياسية فى مصر، وهو رجل تاريخه فى القوات المسلحة يشفع له، وأحد المحاربين فى حرب 73 ، ثم سفير مصر فى أكثر من دولة، والذى حدث معه شيء سيء جداً وغير متوقع، وجميع التهم التى وجهت إليه تعتبر عبثية يتم توجيهها لسياسيين منذ سنين طويلة، وسبب سجنه أن النظام الحالى لا يقبل أصواتا مختلفة معه أو معارضة، ومعصوم كان غير راض عن المشهد العام، وكان يحاول انتقاد المشهد العام ويعمل على التغيير فيه، هذا الرجل تاريخه يقول انه ناصري ومن مؤسسي حزب التيار الشعبي مع حمدين صباحى، وبالتأكيد لم يكن بجوار حمدين إخوانى أو سلفي، فكيف ينتمى لتلك الجماعة. آ  آ آ 

* كيف ترى المشهد السياسي الحالى؟

-آ مصر بها أزمات على أكثر من مستوى "إقتصادى، إجتماعى، سياسات منحازة للطبقات العليا بمعنى إفتقاد العدالة الإجتماعية، حصار الحريات بصفة عامة ليس على المستوى الصحفى فقط لكن على المستوى العام حيث تم محاصرتنا بدرجة لم نعشها من قبل فى تاريخنا بأكمله، سيطرة تامة للأمن على الحياة العامة أحزاب وأمن ونقابات والجمعيات وغيرها كل شيء تحت إدارة الأمن فنحن أقرب للدولة البوليسية يكون القرار والأول والأخير فيها للأمن هذا تجسيد لما نحن فيه".

نحن نحتاج تغيرات كبيرة جداً فى السياسات، واختفاء لرموز موجودة سياسياً وإعلامياً من المشهد بشكل كامل، بإختصار كل ما يمثل دولة حسنى مبارك وما قبل ثورة 25 يناير، وكل الإعلاميين المعارضين لثورة يناير والذين يحرضون على الكراهية والتعصب، نحتاج سياسات أكثر حكمة وعدالة وإنحيازا للطبقة الفقيرة، حريات عامة تتيح للصحفيين حرية الفكر والإبداع والكتابة، وإختفاء رموز من المشهد إذا قمنا بذلك أظن اننا سنكون فى ذلك التوقيت على الطريق السليم.
 ---------------------

أجرت الحوار- بسمة رمضان






اعلان