28 - 06 - 2024

مستشارة وزير الداخلية الإيطالي لورا فروستاتشي: هناك دولة تسعى للنيل من مصر مستغلة قضية ريجيني

مستشارة وزير الداخلية الإيطالي لورا فروستاتشي: هناك دولة تسعى للنيل من مصر مستغلة قضية ريجيني

- على مصر إظهار الحقائق وتقديم كافة الدلائل لإنهاء الأزمة وإيطاليا تعي أن هناك من يصب الزيت على النار

- العلاقات الإيطالية المصرية أقوى من أي أزمة وتقديم الحقائق سيضع حداً لمن يتاجرون بالقضية 

صاحب أزمة مقتل الباحث الإيطالي جوليوآ ريجينى توتر في العلاقات بين القاهرة وروما، استغل كثيرون القضية للضغط علي الحكومه المصرية، رغم أن كافة الدلائل واللقاءات التي تمت بين الجانبين المصري والإيطالي سعت لتوضيح ملابسات الحادث.آ 

طوال ثلاثة أعوام لم تقتنع إيطاليا بما قدمه الجانب المصري في القضية، وظلت تطالب بحل لغز مقتله وتشكيل فريق تحقيق مشترك من الجانبين، آ ولكن الجانب المصري لم يبد موافقه أو رفضا لهذا الطلب.آ 

تصاعدت وتيرة الغضب الإيطالي في الأيام الأخيرة، وأسفر عن قرارات غاية في الخطورة منها - تعليق التعامل بين البرلمان الإيطالي والمصري ،فضلاً عن آ تصريحات شديدة اللهجة ، بأن روما ستتخذ إجراءات "فورية" ضد القاهرة، إذا لم تتعاون معها بشكل كامل فى الإفصاح عن مرتكبي المذبحة آ بالأسماءآ .

الدكتورة لورا فروستاتشي مساعد مدير مكتب وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفينى ورئيس المنظمة العالمية للتنمية والشباب الإيطالية "rise onls آ " تعرض في حوار مع المشهد كافة ملابسات القضية وكيف تطورت الخلافات بين البلدين الي هذا الحد وتقترح حلولا لإنهاء هذه الازمة.

والي نص الحوار

* بداية لماذا تطورت الأحداث وظهر تصعيد إيطالي في الأيام الأخيرة تجاه مصر، رغم عدم اكتمال التحقيقات حتي الان؟

- منذ مطلع عام 2016، وهناك العديد من اللقاءات سواء في مصر او إيطاليا بين الجهتين القضائيتين الإيطالية والمصرية لفك رموز هذا القضية، ولكن دون نتيجة ملموسه حتي الآن، بالرغم من مرور ثلاث أعوام وهي مدة كافية لإظهار الحقيقة للرأي العام العالمي، وحتى يلتقط ذوي القتيل أنفاسهم ويفرحون بالعثور علي قتلة ابنهم ولكن لم نر أي شواهد لذلك ونأمل أن تظهر الحقيقة قبل انتهاء هذا العام.

برأيك لماذا التصعيد وتعليق التعاون مع البرلمان المصري مروراً بطلب إدراج اسماء أسماء قيادات أمنية وضباط في هذه القضية ؟

- لا أقبل كلمة تصعيد في هذه القضية، ولكن من حق إيطاليا إظهار الحقائق ولسنا في حالة حرب لكي نقول أن مايحدث تصعيد، إنما من يقوم بالتصعيد هي دول تريد النيل من مصر، تعليق العمل بين البرلمان الإيطالي ونظيره المصري جاء ذلك بعد وعود قدمها الأخير آ بشأن هذه القضية ولكن دون تنفيذ أي إجراء حقيقي لإنهاء هذه القضية.

أما طلب إدراج قيادات أمنية مصرية في هذه القضية، فلا أعلم ان كان لدى تلك القيادات إجابة علي هذا اللغز، نحن آ نعلم أن القيادة المصرية متمثله في الرئيس السيسي لديها شفافية في إظهار الحقائق ولكن بطء الإجراءات يضع القضية في وضع غير لائق للحكومتين الإيطالية والمصرية وهو مايجب أن ينتهي حتي لا ندع فرصة لمن يصب الزيت علي النار .

* ما تقييمك لاستغلال جماعة الإخوان لقضية ريجيني وتنظيم وقفات احتجاجية له؟

- نعم جماعة الإخوان لديها سجل حافل من الجرائم واللعب على أوتار القضايا بين الشعوب وهم من يقومون بالتصعيد، ولديهم أفكار شيطانية للنيل من سمعه مصر دولياً، ولكن تلك الجماعة التي تلوثت يدها بدماء أبرياء في شتى الدول، محل تعقب من الاستخبارات الإيطالية، والشهر الماضي قام وزير الداخلية الإيطالي بإغلاق 6 جمعيات ومنظمات وهيئات تابعه لتنظيم الإخوان وترحيل عدد ليس بقليل منهم، فهناك ثورة يقوم بها ماتيو سالفيني وزير الداخلية علي المتطرفين ومن لديهم أفكار متطرفة.

* هل يوجد استغلال من بعض الدول لموضوع ريجيني من أجل التصعيد ضد مصر ، استغلالا للضجة العالمية حول مقتل خاشقجي؟

- نعم هناك دولة تقوم بالترويج لتلك القضية في إعلامها لتشويه صورة مصر بعد نجاحها في إثارة الاهتمام بقضية مقتل جمال خاشقجي، تلك الدولة وفقاً للاستخبارات الإيطالية أرسلت أشخاصاً لإيطاليا لتحريك قضية ريجيني من جديد وترويجها إعلاميا وتنظيم وقفات احتجاجية لدعم القضية ولكن فشلوا في الوقفات ونجحوا في زيادة حدة التوتر مع مصر.آ 

* ألم تشارك الحكومه الإيطالية في التحقيقات بالتعاون مع أجهزة الأمن المصرية للكشف عن ملابسات هذا الحادث؟آ 

- نعم بالفعل هناك لجنة ثنائية بين إيطاليا ومصر لحل لغز هذه القضية وقدمت اللجنة الإيطالية لنظيرتها المصرية طلبات وتم قبول بعضها ورفض أخرى.

* ما أبرز الطلبات التي رفضت من قبل الجانب المصري ؟

- المشاركة في سير التحقيقات فضلا عن إدراج أسماء أمنية تولت سير متابعه القضية منذ حدوثهاآ 

* هل قدم الجانب المصري دلائل كافية لنظيره الإيطالي في تلك القضية ؟

- كثير من اللقاءات والأوراق قدمت للجانب الإيطالي من قبل الجانب المصري ولكن تظل القضية محل تحقيق، إيطاليا تتوقع أجوبة ليس فقط من النيابة العامة، والتي أشكرها على ما تقوم به من عمل، ولكن أيضا من جانب دولة حرصت على طمأنتنا بشأن تقديم إجابات شافية كان من المنتظر أن تصل إلينا في هذه الفترة، ولكنها لم تأت بعد.

* هل تؤثر قضية مقتل الشاب الإيطالي ريجيني على مستقبل العلاقات المصرية الإيطالية أم يمكن أن نرى انفراجة بحيث لاتعوق القضية تنامي العلاقات الثنائية بين البلدين؟

- العلاقة بين إيطاليا ومصر طيبة علي مدار السنين، وهناك تعامل مشترك بين الاستخبارات الإيطالية والمصرية في شتى المجالات منها مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية فلا يمكن لأي قضية فردية أن تسبب خلافاً بين البلدين ،فضلاً عن التقارب الشديد بين الشعبين.آ 

وأنا على مدار أكثر من عشر سنوات أزور مصر وأقضي العطلة الرسمية بها وأقوم بزيارة كافة المناطق الأثرية، وأعلم أن هناك أماكن أثرية غاية في الروعة، فالحضارة الرومانية جزء من الحضارة الفرعونية، وأنا رئيسة منظمة عالمية للتنمية والشباب ولدي مساعدين مصريين وإثيوبيين في المنظمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية وإقامة مشروعات تنموية في البلدان الأكثر فقراً فلا يمكن حدوث خلاف يؤدي إلى سوء الأوضاع بين الجانبين الإيطالي والمصري ولكن نأمل من الحكومه المصرية أن تنهي هذه القضية في أقرب وقت لكي تعود الأمور إلى طبيعتها من جديد. آ 

* برأيك هل تؤثر هذه القضية على الأستثمارات الإيطالية في مصر؟

لا اعتقد، خاصة أنه بعد الحادثة بشهور قليلة، ارتفعت الأستثمارات الإيطالية في مصر وتقدر حالياً بنحو مائة مليون يورو في مجالات عديدةآ 

* هناك قيادات سياسية واحزاب مصرية تريد إقامة مبادرة لتوطيد العلاقات بين الشعبيين وإنهاء الخلافات بين البلدين، هل تدعمين ذالك في ظل هذه التوتر القائم؟

- نعم أدعم ذلك فقد تحدثت مع عدد من القيادات المصرية في مصر وإيطاليا لعمل مبادرة سلام وتقارب بين الشعبين وعودة المحبة القائمة منذ سنوات من جديد وأبديت ترحابي الشديد بتلك المبادرة وتنفيذها في أي وقتآ 

* ما تقييمك للوضع المصري الأن في ظل رئاسة الرئيس السيسي ؟

- من وجهة نظري ونظر الغرب جميعا فإن الرئيس السيسي حقق انجازات عدة في شتى المجالات وأبرزها مكافحة الإرهاب والذي حذر منه قبل ذلك، فنحن نرى أن الإرهاب توغل في أوروبا، كما أن السيسي لديه رؤية حقيقية لمستقبل يحمل الخير لبلاده رغم وجود معوقات اقتصادية، ولكن اصراره على النهوض ببلاده يضعه في مكانه كبيرة، ونحن نتابع سياسة التقشف التي اتبعها الرئيس في البلاد والمشروعات العملاقة التي يشيدها والتي تحمل مستقبلا مبهرا للأجيال القادمة، فضلا عن إصراره الشديد على وضع مصر في مكانة متقدمة في المستقبل. 
------------------
حوار - طانيوس تمريآ 

آ 






اعلان