26 - 06 - 2024

لنتجاوز الخلافات للحماية من الأعداء

لنتجاوز الخلافات للحماية من الأعداء

لاشك أن التحدي الأكبر في المرحلة الحالية من المهم أن يتركز في تجاوز الخلافات، ورسم خارطة طريق للعلاقة بين فئات المجتمع، وائتلافاته، ومع السلطة الحالية، للدخول في مرحلة بناء الوطن، الذي يمر بمرحلة من أخطر المراحل.

وحماية الوطن من قوى الطامعين والمتربصين به خاصة العدو الرابض على الحدود، والعدو الأخر المتواجد بكثافة في مختلف مناطق المحيط الجغرافي بمصرنا،  فالاميركان ليسوا اقل أخطرا من اسرائيل، بل أطماعهم أكبر واوسع نطاقا، وعيونهم على المنطقة، بعدما نجحوا في تفكيك الجار السوداني تحت سمع وبصر الأمة العربية.

ويبدو أنه وفي زحمة الخلافات بيننا، تناسي الكل وتناسينا جميعا مخاطر انعكاس هذه الخلافات وتداعياتها على مكاسب الثورة، وغفلنا عن محاولات التدخل من أعدائنا في شؤوننا اما تحت دعوى دعم الثورة والثوار أومن خلال دعم بناء الديمقراطية، وكل المحاولات، رغم وجهها البرئ، لا تخلو من خبث، وهو ما يجب أن نأخذه بعين الاعتبار من الآن.

لايمكن أن ننكر أن هناك أخطاء جرت في الأيام الاخيرة، ولايمكن تحميلها لطرف دون آخر، فكل طرف يتحمل جانبا من الأخطاء، وعليه أيضا مسؤولية في المرحلة المقبلة، وقد غابت أصوات العقلاء، أو بالأحرى تاهت وسط صيحات الخلافات.

وتجلت الصورة الخلافية لتسيطر على كل المشهد، مستبعدة كل الاصوات العاقلة، وعلت روح التضاد بين أجزء الصورة العامة، وتحول الأمر الى أصوات اعلامية لايجمعها سوى الخلاف، وأصبح السؤال أين روح الثورة؟’ وأين الاجماع العام الذي تجلي على مدى 18 يوما من 25 يناير الى 11 فبراير؟.

فهل لنا ان نعود مرة أخرى، تجمعنا وحدة الموضوع، وروح التغيير، وأن نوثق من علاقاتنا، ونوحد الجهود، من أجل الخطوة القادمة، قبل أن يستغل الأعداء خلافاتنا، ويغرسوا بيننا نباتات شيطانية، من مصلحتها تفريق الأمة وليس تجميعنا.

ابعدونا عن لغة التخوين، فكفى من سنوات التخوين، ابعدونا عن تفريق الأمة، وقربونا من تجميعها، ابعدونا عن حالات الاجتثاث لمجرد الخلاف، وقربونا من لغة اللقاء، والتقارب، ابعدونا عن شياطين العصر وكل عصر، وقربونا من نمط حياة الملائكة ، من خلال الاتفاق على ان الوطن بحاجة للجميع، وليس لجمع دون أخر.

والمؤكد أن ما تشهده مصر الأن ليست هي مصر، التي جمعتها الأزمات، والثورات، وتجلت في 25 يناير في قلب ميدان التحرير، وكافة ميادين مدن البلاد، شمالا وجنوبا، وشرقا وغربا، مصر هي الوحدة، هي العلم الذي رفعته يد شاب في العشرينات فوق دبابة، وجندى بجواره يحمل السلاح لحمايته.

فليبتعد من يثيروا الخلاف، وليبتعد أصحاب لغة خطاب التفريق، ولتقترب الصورة أكثر لتمتلئ بروح الأيام الأولى من ثورة يناير، وليبتعد كل من يريدون خطف الثورة الى منحى أخر، وليبتعد كل من يريدون خطف كل شئ جميل.

 

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | 19 كلمة لوزير خارجية إيران تثير القلق





اعلان