26 - 06 - 2024

ماذا يعني فوز ترامب؟

ماذا يعني فوز ترامب؟

كثير من الناس في الوطن العربي عندما تسالهم عن نجاح أو خسارة المرشحين على المستوي الرئاسي أو النيابي يقولون كلهم سواء لا فرق بين هذا وذاك، لن يقدموا أو يؤخروا، لن يضيفوا لنا شيئا، لن يغيروا حياتنا إلى الافضل، وبالتالي لاتحظى الانتخابات لدينا بمراتب متقدمة في اهتمامات الناس باستثناء المرشح ومنتفعيه وتجار الانتخابات.

اما الإنتخابات الأمريكية بالنسبة لنا كعرب ومصريين فليست كذلك، فهي رغم بعدها الجغرافي عن منطقتنا واختلافها السياسي عنا، إلا أنها تؤثر في حياتنا سلبا وايجابا بشكل كبير، بل تصنع مستقبلنا وعلاقتنا بالآخرين وتحدد أراضينا ومقدستنا بالإضافة إلى اقتصادنا.

فنجاح ترامب يعني مزيدا من التطبيع وبالتالي تحويل العدو إلي صديق للجميع، ثم تحويل هذا العدو من كيان صهيوني مغتصب لفلسطين إلى قلعة اقتصادية كبري بفتح معابر التجارة بينه وبين الدول العربية على مصراعيها بلا خجل أو وجل، وتغير مسارات حركة الملاحة البرية والبحرية من قناة السويس إلى إيلات وحيفا. واستقبال الصهاينة الأعداء بالترحاب في كل العواصم العربية وحماية الأنظمة.

ولكن الأخطر من ذلك في نجاح ترامب هو وأد مقدساتنا ودفن مشاعرنا الإسلامية والمسيحية والقضاء على قبلتنا الأولي وتحويلها إلى بيت لعبادة الطغاه من الصهاينة المحتلين وتبديل الوقائع والحقائق والتلاعب في جغرافيا القدس الشريف وتغير الخريطة الديموجرافية لكي يتغير الميزان لصالح الأعداء ويتحول أصحاب المكان إلى أقلية غريبة لا صوت ولاتاثير لها.

لن يتوقف نجاح ترامب عند هذا الحد، فمن المتوقع أن يستمر في ممارسة هوايته في حلب أموال الدول العربية فقد حصل ترامب على أكثر من ٤٠٠ مليار دولار من الأشقاء في الخليج في ولايته الأولى ومن المتوقع أن يطلب المزيد في ولايته الثانية بحجج واهية في ظل زعزعة العروش العربية .

نجاح ترامب يعني تكريس مزيد من الديكتاتوريات في العالم طالما ينفذون أجندته ويصفقون له طول الوقت، كما أن نجاحه سوف يزيد التوتر العالمي في ظل الصراع مع الصين وغيرها من الدول الموثرة على الساحة العالمية.

نجاح ترامب يعني استمرار اضطهاد الأفارقة وغيرهم من الجاليات الأخرى في أمريكا وزيادة العنصرية والمعاملة الدونية لباقي الاجناس .

اذا كان نجاح ترامب يعني كل هذه الآثام والاوجاع لمنطقتنا ونهب خيراتنا، فهل نجاح بايدن والديمقراطيين يعني العكس، بكل تأكيد لاـ ولكنهم بالطبع مختلفون في التعامل مع المنطقة والعالم أجمع.
-------------------------
بقلم: رمضان العباسي

مقالات اخرى للكاتب

طالبة الآداب .. هل قتلت بالحب أم بالجهل وغياب الوعي؟





اعلان