لن اكتب أرقاما عن الدين الخارجي المخيف و لا الدين الداخلي المفزع ...
لكني فقط سوف اعيد كلاما كتبته في عدة مقالات منذ عام 2014 و حتى الآن ...
بدلا من أن تبني شقة و تجهزها بالأثاث ، ابن ورشة و جهزها بالآلات .. ساكن الشقة يحتاج مالا ليأكل و يشرب و يعيش ، مالك الورشة سوف ينتج سلعا يبيعها فيتكسب مالا ليستأجر شقة و يدخر مالا و يتملك بيتا ..
بدلا من أن تبني برجا و تبيع شققا لمرة واحدة ، ابن مصنعا ينتج يوما بعد يوم و عاما بعد عام .
بدلا من أن تبني جامعة أجنبية لتحصل على أموال أبناء الأغنياء ، ابن مصنعا و مركزا تدريبيا و درب أبناء الفقراء على الإنتاج، منتجاتهم سوف تغنينا عن الإستيراد .
يا أيها القائمون على إدارة الأمور في مصر ، التعليم التدريبي، و التدريب التحويلي هي المجالات التي يجب الإنفاق عليها بسخاء لإحداث تنمية حقيقية .
شباب مصر يحتاج من يأخذ بيده إلى طريق العمل و الانتاج ..
بدلا من أن تستثمر مؤسسات الدولة على في تجارة السلع بأرخص الأسعار ، أو بناء المنتجعات للحصول على أموال الأغنياء، إستثمروا في بناء البشر بإنشاء مراكز تدريب حقيقية و لا أقول دربوا الشباب مجانا ، لكن اجعلوا التدريب بقروض حسنة بدون فوائد و بعد التدريب وفروا لهم فرص عمل إنتاجية بأجور عادلة يسددون منها القرض و يكسبون و يدخرون وبهذا نصبح شعبا منتجا و لا نحتاج للعملات الأجنبية و لا تهددنا بالجوع حروب في أقصى الأرض أو أدناها ...
استصلحوا الأراضي و إعطوها لمن يرغب من أبناء الشعب كبيرا أو صغيرا بحق الإنتفاع بدلا من نظام وضع اليد القديم و وفروا لهم الإشراف و مستلزمات الزراعة فإن أحسنوا زراعتها ملكوها لهم بعد عدة سنوات و إن لم يحسنوا اسحبوها منهم و أعطوها غيرهم ..
بدلا من أن تبيع الدولة لسكانها، و سكانها يبيعون لبعضهم بعضا ، انتجوا للتصدير و بيعوا للشعوب الأخرى .
لننشئ مصانع لتجميد و تصنيع الخضروات في كل محافظة بدلا من فساد ما يقرب من ثلاثين بالمائة من المنتجات الزراعية بسبب سوء التخزين و النقل بحسب الخبراء ، وقتها تستطيعون التصدير ..
نحن هنا - في الولايات المتحدة - نشتري خضارا مجمدا مصدره إيران و تركيا و بقول و توابل مصدرها إيران و تركيا ، لا يوجد منتج مصري منافس ، حتى الفول المدمس هنا نشتريه مستوردا من الإمارات ..
الملابس من الصين و إندونيسيا و ماليزيا و أسعارها رخيصة ، و لن أقول لكم إن وجدنا منتجات مصرية فكيف تكون المقارنة في السعر و الجودة..
العالم سوق مفتوح و لدينا ملايين البشر بلا عمل، فلماذا لا نطور قدراتهم بالتدريب و نأخذ بأيديهم بلا إستغلال و نجعلهم جميعا قوات انتاجية ، الأمر ليس صعبا .
فكرة أن الشباب يرفضون العمل المنتج غير حقيقية .. هم فقط يرفضون العمل بأجور ضعيفة و تحت ظروف سيئة.
اضمن لشباب مصر حقوقهم من تأمينات اجتماعية و تأمين صحي و معاش و مكافآت لزيادة الإنتاج ؛ و هم يقبلون على العمل. اضمن لهم أجرا يكفي لدفع قيمة السكن و الطعام و الشراب و العلاج و هم يعملون بكل طاقاتهم.
اضمن لهم معاملة عادلة ، طيبة و تقديرا للمواهب و الكفاءات و هم يقبلون على العمل.
لماذا يسافر الشباب؟
يسافر الشباب لأن جهده هناك في البلاد الأخرى يكفيه و يفيض و يدخر منه .. اعطه أجرا قريبا من الذي يتقاضاه في أي بلد آخر و طالبه بذات الجهد الذي يبذله في البلد الآخر و سوف يعطيك أكثر.
و بدلا من أن تصدر عمالا صدر إنتاجا.
يا أيها القائمون على أمر مصر ، أنتم وكلاء الشعب في إدارة شؤون الدولة و مواردها ، احترموا هذا الشعب و خذوا بيده نحو حياة كريمة بالعمل و الإنتاج و ليس بالتسول أو استجداء التبرعات أو تلقي الصدقات.
حددوا شرائح عمرية من أعلى الأعمار إلى أدناها. بعض الخريجين وصلت أعمارهم إلى الأربعين و هم لا يجدون عملا مستقرا ، إفتحوا لهم باب التدريب على صناعات صغيرة و لمن هو أكبر منهم و يرى نفسه قادرا على تغيير مجاله و ملكوهم ورشا إنتاجية تسدد قيمتها من الإنتاج على عدة سنوات أو أجروها لهم بحق الإنتفاع لسنوات طويلة ، فإذا ما انتهيتم من تشغيل دفعة من هؤلاء إعلنوا عن قبول دفعة جديدة من غيرهم و غيرهم ، و اجعلوا الدورات التدريبية في كل المحافظات و لكل الأعمار ...
الأمر ليس صعبا على الإطلاق و الأموال التي تقترضونها لشراء غذاء أو بناء أبراج يمكنها أن تكون نواة للإنتاج ؛ ثم من ثمار الإنتاج يمكن إقامة المشروعات الأخرى.
بناء مصر لن يكون إلا ببناء الإنسان المنتج.
-------------------
بقلم: إلهام عبدالعال