29 - 04 - 2025

كتاب يكشف عن معاناة المشاهير مع "الرهاب" بدءا من وجه المهرج حتى الرقم 13

كتاب يكشف عن معاناة المشاهير مع

يتوفر الآن "كتاب الرهاب والهوس: تاريخ العالم في 99 هاجساً" لكيت سمرسكيل، الصادر عن دار بروفايل بوكس للنشر.

تناول الكتاب مناحي الرهاب المصاب بها المشاهير، بدءا من رهاب الحشرات أو المهرجين أو اللحى، فتتعدد الأسباب والرعب واحد. نستعرض في ما يلي مجموعة من الوجوه الشهيرة التي سيطر عليها رهاب غير منطقي، من مارغريت تاتشر إلى نيال هوران

وعلى رغم أن مظاهر الشهرة والثروة قد تحمي الشخص من بعض مصاعب الحياة، لكن لا يزال العديد من المشاهير ضحايا لحالات رهاب غير عادية، بل وغريبة في بعض الأحيان. 

فمثلا تعاني تايرا بانكس، الوجه التلفزيوني الأميركي، "رهاب الدلافين"، الذي يتجلى في هيئة كوابيس متكررة. أما المغني نيال هوران، نجم فرقة ون دايريكشن، المصاب بـ"رهاب الحمام"، حيث اعترف بخوفه الشديد من طيور الحمام، واعترف هوران أنه أصيب بذلك الرهاب بعد حادثة دخلت فيها إحدى هذه الكائنات الشريرة ذات الريش من نافذة حمام منزله: "أعتقد أن الحمام يستهدفني".

وتقول مؤلفة الكتاب، أنه من المحتمل أن يكون الكاتب ستيفن كينغ متسبباً في عدد من الكوابيس للبشر أكثر من أي إنسان آخر على هذا الكوكب بسبب كتاباته، لكن كينغ نفسه يعاني من رهاب "الرقم 13"، وقال ذات مرة: "أثناء الكتابة، من المستحيل أن أتوقف عن العمل أبداً عندما يكون رقم الصفحة 13 أو من مضاعفاته... لا بد أن أستمر في الكتابة حتى أصل إلى رقم آمن".

وتستعرض الكاتبة كيت سمرسكيل، 99 نموذجاً فريداً من الرهاب أو الهوس، وتمزج بين الرؤية النفسية وحالات مثيرة للاهتمام – نشأ كثير منها من الثقافة الشعبية.

وتقول سمرسكل "ما الذي حدث أولاً: الخوف من الدجاجة أم الخوف من البيضة؟ لست متأكداً من أن أحداً يمتلك الإجابة، لكن ألفريد هيتشكوك ادعى أنه يعاني رهاب البيض، قال للصحافية الإيطالية أوريانا فالاتشي في عام 1963: "إنه يثير اشمئزازي"، قبل أن يصف تلك المادة الغذائية بنفور وكأنها آتية من الفضاء تقريباً، قائلاً، "ذلك الشيء المستدير الأبيض الخالي من أي ثقوب، وعندما تكسرينه، تجدين بداخله ذلك الشيء الأصفر، المستدير، من دون أي ثقوب... يا إلهي!"."

اشتهر عدد من الشخصيات الثقافية بهذا برهاب "الدفن قبل الأوان"، بمن فيهم الملحن البولوني فريدريك شوبان، والمؤلف الدنماركي هانز كريستيان أندرسن، الذي كان يترك ملاحظة بجانب سريره كل ليلة تشير إلى أنه كان نائماً فقط. حتى إن رجل الأعمال البرازيلي فرويد دي ميلو بنى سرداباً مدروساً به "فتحات تهوية، ومخزن للفاكهة، وجهاز تلفزيون ومكبرات صوت"، في حال حدوث مثل هذا الاحتمال.

أما جوني ديب فكان قد تحدث عن خوفه من المهرجين، فقال ذات مرة: "يبدو دائماً أنهم يخفون ظلامية كامنة خلف ما نراه على السطح... إمكانية لشر حقيقي... أعتقد أنني أخاف منهم لأنه من المستحيل تمييز ما إذا كانوا سعداء أو ما إذا كانوا على وشك عضك في وجهك، وذلك بسبب ابتساماتهم المرسومة".


أما الفنان ماكولي كلكن فتحدث عن رهاب الأماكن المكشوفة بعد نجاح فيلم "وحيداً في المنزل" Home Alone. ، ويصنف الأطباء رهاب الخلاء على أنه "رهاب معقد"، ليس مثل الخوف من حيوان أو كائن معين، وهو وفقاً للموقع الإلكتروني لهيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية "يميل إلى أن يكون معيقاً أكثر من الرهاب البسيط". 

قال كلكن في لقاء مع الإعلامي لاري كينغ في عام 2004: "شعرت أن المباني ستأكلني، كان هناك مصورون موجودون دائماً خلف الشجيرات وما إلى ذلك". 

بالتأكيد ليس كلكن الممثل الشخص الوحيد الذي يعاني هذا الخوف، تذكر سمرسكيل أن انتشار رهاب الخلاء ازداد خلال وباء كورونا، حيث تفاقمت الأعراض غالباً لدى أولئك الذين يعانون الحالة بالفعل.

كان الرسام الشهير سلفادور دالي يعاني بشدة من "رهاب الحشرات"، وقام ذات مرة بجرح ظهره بشفرة حلاقة عندما اختلط عليه الأمر بين بثرة على جلده وبرغوث صغير، كذلك الممثلة سكارليت جوهانسون، تعاني من حالة مشابهة، حيث كشفت ذات مرة في لقاء صحافي أن خوفها من الصراصير قاتل.

قد يسبب بعض أنواع الرهاب ضرراً لمهنة الشخص المشهور - ليس أقلها رهاب الخطابات العامة أو الحديث أمام الجمهور. يذكر الكتاب أن الممثل إيان هولم "أصيب بالشلل بسبب الخوف" أثناء أداء مسرحية "أقبل رجل الثلج" The Iceman Cometh على خشبة مسرح ألدويتش عام 1976، مما دفعه إلى اعتزال التمثيل المسرحي لـ15 سنة.


وكان ستيف جوبز، المؤسس المشارك الراحل لشركة "آبل"، يعاني "الخوف من الأزرار"، ما أضطره لارتداء التي شيرتات القطنية عديمة الأزرار التي اشتهر بها، وعلى ذمة مهندس التصميم أبراهام فاراك، كانت النتيجة الثانية فأرة الحاسوب الخالية من الكبسات، التي أصبحت سمة تصميم رئيسة لأجهزة الكمبيوتر التي ينتجها.

أما الصحافي وكاتب قصص الأطفال الشهير روالد دال فلديه "رهاب اللحى"،  ووظف اشمئزازه هذا في الإبداع الأدبي، حيث أبدع شخصية السيد تويت، الرجل الملتحي الغريب في قصة الأطفال الكلاسيكية "آل تويت" The Twits. حتى إن دال كتب مقالاً عن هذا الموضوع وصف فيه اللحية بأنها "مثيرة للاشمئزاز" و"ستار من الشعر يختبئ المرء خلفه". 

ويقال إن مارغريت تاتشر كانت تعاني هذا البلاء أيضاً، على رغم أن السبب قد لا يكون فطرياً إلى حد كبير، لكنه متعلق أكثر بارتباط اللحية بالثقافة المضادة واليسار السياسي.

وتقول سمرسكل أن الذي يهمنا من هذه المعلومات هو هل نحن، كنوع حي، محكومون بأن تهيمن المخاوف والأمراض العصابية على حياتنا؟ ربما لا، الأمر الذي يبعث الأمل في ظاهرة الرهاب هو أنها قابلة للعلاج عادة، سواء أكان ذلك من خلال العلاج بالتعرض لمسبب الرهاب أو العلاج بالكلام الاستشارة أو العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي، أو الأدوية، فإن علاج الرهاب يصنف ضمن الاضطرابات العقلية ذات فرص النجاح الأعلى، لذا قبل أن تشرعوا في بناء سرداب صالح للعيش إرضاء لخوفكم من الدفن، ربما من الأفضل أن تحاولوا التحدث مع شخص ما أولاً.