26 - 06 - 2024

وزير السناتر !

وزير السناتر !

مازالت اصداء تصريحات وزير السناتر (التعليم سابقا) تتوالى . 

فبدلا من أن يشغل الوزير نفسه باختيار الطريق الصعب لنهضة التعليم الذي هو مقدمة لاغني عنها لنهضة المجتمع كله، وإخراج العملية التعليمية من غرفة الانعاش - باعتباره أحد الكوادر المزمنة في الوزارة - فاجأنا جميعا بتصريحات كارثية تحت قبة البرلمان حاول أن يتخلص بموجبها من جثة منظومة شارك في قتلها وذلك برميها بعرض الطريق بل ونصب نفسه وزيرا للسناتر وجابيا للضرائب !. 

نحن أمام جريمه متكاملة الاركان ، ارتكبها مسئول عن التعليم علي مدي عقود ، كان مشاركا وداعما ومصفقا ، بل أن ما أنتهينا إليه كان هو من صانعي بداياته.

نعم حدث هذا عندما شارك علي مدي عقود في عملية هجرة المدارس وتفريغها من الطلاب لحساب السناتر ، وعندما تم تصميم التعليم لتخريج طالب أمي ، وعندما تم تقنين عمليات الغش الفاضح باعتماد لجان خاصة لأبناء "الاكابر" في محافظات بعينها ، وعندما تم إعدام المعلمين ماديًا ومعنويًا ، وعندما تم تجاهل تحذيرات الخبراء واستبعاد أفضل وأهم الاستشاريين ، وعندما سلموا أن التعليم أفضل بلا تربية وبلا حياة وتحول إلي مجرد برشامة امتحان يملك مفاتيحها ملوك السناتر والدروس الخصوصية وشهادات توزع حسب الطلب وكل علي قد دمه!.

 قائمة الاتهامات طويلة وتنتظر فقط مثول وزير السناتر الذي كشف أخيرا عن دوره لوصول الحال من التربية والتعليم إلي هذا البؤس المبين !

 وليس أمام الوزير بعد هذه القائمة الطويلة - إذا كان مسئولا سياسيا عن ملف التعليم - إلا تسليم نفسه للعدالة للتحقيق والمحاسبة بدلًا من محاولاته التي يستعين فيها بالمبرراتية والمستشارين المؤجرين أو بعض أقلام باعت ضميرها. 
-------------------------
بقلم: يحيي قلاش
* نقيب الصحفيين الأسبق

مقالات اخرى للكاتب

 الغزالي حرب وثقافة الاعتذار





اعلان