26 - 06 - 2024

الحلول الممكنة لمواجهة أزمة الأعلاف وخطة طواريء لرمضان

الحلول الممكنة لمواجهة أزمة الأعلاف وخطة طواريء لرمضان

- هذه انعكاسات أزمه الأعلاف علي أسعار الدواجن واللحوم في مصر

تعرضت منظومه إنتاج الدواجن واللحوم في مصر لخلل ناتج عن أزمه تكدس العلاف ومستلزمات إنتاج الدواجن والمواشي بالمواني المصريه وتوقف الافراج عنها لفترة، ثم بدأت عمليات الإفراج عن جزء من الواردات، ومازال جزء آخر من الواردات بالمواني المصرية ينتظر الإفراج عنه، مما أدي لحدوث أزمة وتوابعها في مجالات إنتاج الدواجن واللحوم وارتفاع أسعارها في مصر.

والأعلاف تمثل 70% من تكلفه الإنتاج وحدها، وبدونها يستحيل دوران منظومه إنتاج الدواجن أو المواشي وبرغم أن أزمه تكدس الواردات في مصيرها للانحسار، نتيجه عزم الحكومة المصرية علي إنهاء هذه الأزمه في أسرع وقت ممكن، إلا أن توابع هذه الأزمه أدي إلي خلل في منظومه إنتاج كل من الدواجن واللحوم، وانعكس الخلل بارتفاعات في أسعار كل من الدواجن واللحوم في مصر بشكل كبير.

وخلل منظومه الإنتاج للدواجن واللحوم تأثرت به جوانب فنية في الإنتاج، تتبعها ارتفاعات في الأسعار في الفترة الحالية، ومن المتوقع أن تظل الأسعار مرتفعة حتي شهر رمضان المقبل، وحتي عودة ضبط الخلل الذي حدث في منظومه الإنتاج بشكل كلي.

وتتمثل أهم صور الخلل في منظومه إنتاج الدواجن واللحوم نتيجه أسباب أهمها:

- أولا: نتيجة أزمه النقص الحاد في الأعلاف لأن جزءا كبيرا منها مستورد، وتوقفت الواردات ثم عادت ولكن ليس بالحجم الذي يلبي المطلوب، أدي ذلك إلي تخارج عدد كبير من المنتجين، إما تخارجا جزئيا مؤقتا لفترة لحين تحسن الأوضاع والعوده للإنتاج مرة أخرى، وهناك من تخارج كليا أمام حجم الضغوط ولعجز كثير من المنتجين عن الاستمرار، إما بسبب عدم تواجد كل مستلزمات عملية الإنتاج أو تواجد مستلزمات الإنتاج مع أسعار تكلفة كبيرة لايستطيع مجاراتها كثير من المنتجين.

فأسعار الأعلاف ارتفعت إلى الضعف وتكلفه الأعلاف تمثل 70% من تكلفه الإنتاج وحدها، ويضاف أيضا عليها العماله / الكهرباء / المياه / الأدوية / طب بيطري  / التجهيزات / نسبه الفاقد.

ففي مجال إنتاج الدواجن يتراوح متوسط أسعار علف الدواجن حاليا مابين 15 ألف جنيه و30 ألف جنيه للطن. والكتكوت أقل دوره لتربيته ليصبح دجاجة 35 يوما ويحتاج إلي أربعه كيلوات من العلف في هذه الدورة.

ومتوسط تكلفه العلف لإنتاج كيلو دواجن هو 45 جنيها قبل إضافه بقيه تكاليف الإنتاج الأخري المتعددة، لذلك نجد الكيلو القائم حاليا يباع في المحلات بسعر من 65 إلي 75جنيها، وطبق البيض من  90 الي 100 جنيه

وفي مجال المواشي نجد أن متوسط أسعار العلف حاليا يتراوح من 5 آلاف إلي 12 ألف جنيه للطن، ورأس الماشيه تستهلك 2% من وزنها يوميا أعلافا، فلو وزن الراس 500 كيلو جرام مثلا، فبذلك تحتاج إلي عشرة كيلوجرامات علف يوميا، وبذلك تكون تكلفه العلف فقط لرأس الماشيه الواحده من 50 إلي 120 جنيها، قبل إضافة بقية تكاليف الإنتاج الأخري المتعددة.

والنتيجة أن أسعار اللحوم الحية طازجة الذبح الآن تتراوح من 180 إلي 220 جنيها مصريا.

- ثانيا: نظرا للخلل في المنظومة، والذي أدي إلي عدم التواجد بشكل كاف كالسابق لكل من دورة الكتكوت ودورة العجل الصغير واحتياج كل منها لفتره اكتمال تكوينه كمنتج يطرح بالأسواق، وهذه الفترة لا تقل عن  35 يوما إلي شهرين للكتكوت ، و70 يوما للعجل البتلو وسنه للعجل الصغير وسنتين لعجل التسمين.

والخلل الذي حدث أربك الحسبه بالعجز والنقصان في المعروض حاليا، وحتى الفترة الكافية لضبط الخلل الحادث في الإنتاج وعليه، فالأسعار ستظل مرتفعة لحين عودة منظومه الإنتاج ودوره الإنتاج دون خلل، وبذلك ستستمر الأسعار المرتفعه للدواجن واللحوم خلال الفترة القادمة حتي رمضان.

- ثالثا: ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج زاد إلي الضعف تقريبا عن الأسعار قبل الأزمة، وعليه فإن تكلفه الإنتاج ارتفعت إلى الضعف تقريبا، مما يجعلنا نتوقع استمرار نفس أسعار اليوم إلي شهر رمضان.

- رابعا: نظرا لخلل منظومه إنتاج الدواجن والمواشي ونظرا للأزمة المالية للمربين الناتجة عن ارتفاع تكاليف الإنتاج، دفع بعض المربين في مجال تربيه الدواجن إلى بيع أمهات الدواجن، وفي مجال تربية المواشي قام بعض المربين ببيع العجول البتلو عمر شهرين، وبذلك حدث خلل في منظومة الإنتاج سيتبعه نقص المعروض، وبذلك ستستمر أسعار اليوم حتي رمضان بالنسبه للدواجن وحتي عيد الأضحي بالنسبة للحوم.

خامسا: نتيجه سعر الصرف الجديد للدولار الأميركي أمام الجنيه المصري، فحتما سيتم تسعير منتجات الدواجن أو اللحوم بأسعار التكلفة الجديدة للأعلاف المستوردة ومستلزمات الإنتاج المستوردة، ونستنتج من ذلك استمرار أسعار اليوم للدواجن واللحوم حتي شهر رمضان.

واقترح الحلول الآتية للأزمة:

1- أن يتم الإسراع في الافراج الجمركي عن كل رسائل الأعلاف ومستلزمات الإنتاج للدواجن والمواشي المتواجدة بالمواني المصريه حاليا، وإنهاء أزمة تكدس الواردات في المواني بأسرع وقت ممكن.

2 - أن يكون هناك مستقبلا، إفراج أولا بأول للرسائل المستوردة من مستلزمات الإنتاج والأعلاف لمزارع الدواجن والمواشي، وحتي لا تختل منظومة الإنتاج مرة أخري.

3 - التوسع باستمرار  محليا في إنتاج أعلاف ومستلزمات إنتاج الدواجن والمواشي في مصر، حتي يكون هناك إنتاج محلي كاف ويتم الحد من المستورد بقدر الامكان .

4 - يجب أن تنتبه الحكومة لضرورة استيراد مالا يقل عن نصف مليار دجاجة مجمده، وما لا يقل عن 100 ألف طن لحوم حية ومجمدة لمواجهة الطلب المحلي خلال فتره رمضان والعيد لكفاية الاستهلاك المحلي ولضبط الأسعار امام ارتفاع سعر المنتج المحلي من الدواجن واللحوم.

.... واختم بأنه واجب أن ننتبه لكون منظومة إنتاج الدواجن الحية واللحوم الحية هي منظومه استراتيچيه أساسية، وتهم المواطن المصري وتمثل منظومة أساسيه في الأمن القومي الغذائي المصري، وواجب عدم تكرار خطأ تكدس واردات الأعلاف ومستلزمات الإنتاج في المواني، لأنها أمر حيوي وهام وضروري في منظومه إنتاج الدواجن واللحوم في مصر وعناصر هامة في الأمن القومي الغذائي المصري، حفظ الله مصر والمصريين بكل خير.
-------------------------------------
بقلم: د. ياسر حسين سالم

* المحاضر بالجامعات الخاصة والدولية والخبير الاقتصادي والمالي

مقالات اخرى للكاتب

المكاسب المحققة لزيادة مرتبات العاملين بالجهاز الإداري للدولة والمعاشات





اعلان