26 - 06 - 2024

الغزالي حرب وثقافة الاعتذار

 الغزالي حرب وثقافة الاعتذار

اختلفت كثيرأ مع مواقف الدكتور اسامة الغزالي حرب الداعمة "لأوهام السلام" مع الكيان الصهيونى، ووقفنا في خندقين مختلفين، انحزت أنا لموقفي الداعم لقرارات الجمعية العمومية لحظر التطبيع النقابي والمهني والشخصي التي بدأت منذ عام ١٩٨٠ وحتي أخر جمعية عمومية في مارس الماضي. ووقف هو في خندقه يرفض وينتقد هذه القرارات التي يري "أنها خاطئة مهنيا وسياسيا ووطنيا وأن من حق أي مواطن الذهاب الي إسرائيل"! 

وبالأمس الأول اعلن  الدكتور اسامة اعتذاره للشعب الفلسطينى عن موقفه السابق بعد أن شاهد المجازر والمحارق التي ارتكبها هذا الكيان العنصري الاستعماري بحق النساء والأطفال والمدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات في غزة. 

وبدون فلسفة أو تأويل أحيي هذا الموقف الشجاع للدكتور اسامة لأن ثقافة الاعتذار نادرة في قاموسنا خاصة بين المثقفين من المصريين والعرب، كما أن ثقافة قبول الاعتذار عندنا كذلك يشوبها التشويش والمزايدة.

قيمة اعتذار مثقف بحجم اسامة الغزالي لايجب أن نقلل من شأنها لأنها في النهاية تصب في حقيقة سقوط التطبيع في ضمير الشعب المصري وإدانته الأخلاقية قبل السياسية، وتؤكد أيضا علي حقائق هذا الصراع الوجودي مع الكيان الصهيونى الاستعماري العنصري الذي يكون أو نكون.
---------------------------
بقلم: يحيى قلاش *
* نقيب الصحفيين الأسبق

مقالات اخرى للكاتب

 الغزالي حرب وثقافة الاعتذار





اعلان