27 - 06 - 2024

جامعات الصعيد .. حكايات وبنعيشها

جامعات الصعيد .. حكايات وبنعيشها

طوال الأسابيع الثلاثة الماضية تصدرت جامعات الصعيد صفحات التواصل والمواقع الاخبارية المصرية منها والعربية، وهذا قطعا يسعدنى بشدة بصفتى صعيدى فى الأساس.

ولكن يسعدنى لو انه تتصدر بإنجازات وتفوق وتقدم ملموس وغير مصطنع فى ترتيب الجامعات وأن يخرج منها علماء يساهمون فى حل المشكلات التى تحيط بمجتمعات هذه الجامعات ولو حتى المشكلات الاجتماعية البسيطة.

انما تصدرتها بوقائع أرى انها تستوجب المساءلة، ولا أعلم من أين فى ظل استقلالية الجامعات وتهذيب وزير التعليم العالى الذى وصل الى حد ان شعر الجميع بالغضب من حجم هذا الأدب الجم الذى أتاح الفرص للبعض أن يستغله بسلبية.

ماذا يعنى أن يكون الوزير ذاته فى حضور معظم رؤساء جامعات مصر فى ضيافة جامعات الصعيد، ويتم التعدى على الصحفيين والذين حضروا من الأساس إلى صرح علمي، وبه ما يزيد عن 20 رئيس جامعة ووزيرا كي ينقلوا للمواطن والطالب والمتابع ماذا جرى وبماذا خرج من قرارات، وكم كنت سعيدا للغاية ببيان الزميل "محمود كامل" رئيس لجنة الحريات بمجلس نقابة الصحفيين والذى شرح العلاقة بين الجامعة والصحفى والاحترام المتبادل، ورفض نقابة الصحفيين لمحاوله كسر قلم أو الحجر على رأى وأن مجال التوضيح والرد متاح دون تهديد ووعيد عفا علية الزمن منذ 50 عاما ويزيد.

وماذا يعنى أن تقوم نائبه محترمة بمجلس نواب مصر أحد أقدم المجالس النيابية فى المنطقة، والذى شرفته الرائعة "راوية عطية" سنة 1957 باعتبارها اول سيدة مصرية تدخل للبرلمان، فى وقت كانت معظم دول المنطقة تصارع من أجل منح المرأة فرصة لدخول محل "كوافير" دون محرم.

 مصر يا سادة، التى منحت المرأة حق التصويت قبل أن تمنحه نصف دول الاتحاد الأوربي التى تتغنى بتمكين المرأة، وقررت مصر أن تمنح حواء حقها فى التصويت قبل 68 عاما من الآن وتحديدا فى عام 1956، فهل لو عاد الزمن وعرفت هولاء السيدات أنه بعد 7 عقود ستخرج إلينا نائبة ممثلة للشعب تشرع له وتحافظ على حقوقه في دولة عظيمة تمتد جذورها لـ 5 الاف عام، تخرج إلينا وتصفع أستاذة جامعية ضبطتها متلبسة بالغش فى امتحانات جامعة بقلب الصعيد من أجل الحصول على مؤهل قد يمكنها أن تصبح قيادة أو وزيرة فيما هو قادم، وماذا تقول لمن انتخبها وهو يرى أنها اعتدت على أستاذة له تعلمه وتصنع له قيمة فى مجتمعه. 

بات وجوبيا أن يعلم الجميع أن التعليم العالي والبحث العلمى الذي زادت الدولة مخصصاته في ميزانية ٢٠٢٢/٢٠٢٣ لتصل إلى ٨٥٫٧ مليار جنيه لا يمكن ان تكون هذه هى مخرجاته وأحواله، وبات وجوبيا على وزير التعليم العالى وأجهزة الدولة الالتفات لما يحدث داخل جامعات الصعيد وسترى العجب الشديد، فقد يصل الأمر إلى النزول بدرجات قبول خصيصا من أجل طالب بعينه وخاصه فى الجامعات الأهلية هناك، ويعتقد البعض أن مجرد فتح هذه الملفات به تطاول من الصحفي يستوجب مساءلته أو توبيخه أو حتى طرده وضربه إذا لزم الأمر، ناهيك عن قرارات تعيين فى معظم هذه الجامعات وبنود صرف قطعا تحتاج إلى إعادة التدقيق مرة وثلاثة وعشر مرات. 

عزيزى المسؤول المحترم فى جامعاتنا ومناراتنا العلمية الشامخة، إن قبولك النقد  دليل على قوة موقفك، وتوضيحك ما يعتقد البعض أنه قصور هو صميم عملك ونزولك من أبراج عاجية صنعتها أو صنعها من يدور فى فلكك أحيانا يكون إجباريا، لأنه ببساطة أعلنت القيادة السياسية مرارا وتكرارا أنها تتقبل النقد بصدر رحب، بل أخطرت الحكومة أن تخرج للصحفيين بالساعات وفى لقاءات على الهواء تجيب عن التساؤلات وتدافع عن آرائها وتحترم الجميع، فى رسالة يبدو أنها توقفت على حدود محافظة بنى سويف.
----------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

دم المهندسة أسماء فى رقبة من؟





اعلان