27 - 06 - 2024

معالى الوزير .. أسألك الرحيلا

معالى الوزير .. أسألك الرحيلا

ماذا لو كان نزار قبانى حيا بيننا وقد شرع فى كتابة رائعته " اسالك الرحيلا  " وعايش ما نعايشه نحن هذه الايام ووقف عند أبياته الوسطى فى القصيدة التى تقول :

 ستصبح الايام لا طعم لها

وتصبح الحقول لها لون لها

وتصبح الاشكال لا شكل لها

ويصبح الربيع مستحيلا

قطعا كان لن يكتبها لـ "بلقيس" ملهمته ولا لحب جديد هاجم أوتار قلبه بل كان سيكتبها لأناس جاء بهم القدر ليفشلوا حياتنا ويحولوا أحلامها إلى كوابيس ورقصاتها إلى نواح وصراخ.

أما أنا , فقررت أن أطالب كل مسؤول فشل في عمله وأقول له "أسالك الرحيلا"

أقولها لكل وزير اختارته القيادة السياسية ووضعت ثقتها فيه ووفرت له كل إمكانيات النجاح حتى لبن العصفور، من مخصصات مالية وحماية برلمانية وأحيانا إعلامية، بل ووضعت له خطة عمل يسير عليها وما كان عليه إلا أن يتابع فقط ما بها من خطوات، ولكنه فشل وأفشل من حوله بكل وضوح.

أقولها لكل وزير تبلدت أحاسيسه وتفرغ فقط لهدم ما بناه سلفه كى يضع صورته وبصمته على إنجاز غير حقيقي، وقرر إنفاق أموال الدولة في أمور لا تعنى الكثير من أبنائها.

أقولها لكل مسؤول راح يبحث حتى عن دراما إعلامية وديكورات مكتبية ولم يتفرغ ولو ساعة يوميا يستمع فيها لهموم المواطن الحقيقية والتى قطعا تتجاوز رغبته في الحصول على 400 جنيه من برنامج تكافل وكرامة.

أقولها لكل مسؤول يستمع لتقارير يومية عن وجود مرؤوسين فاسدين ومفسدين ومحالين لمحاكمات تأديبية بأبشع التهم، ومازال متمسكا بهم ويحتضنهم ويدافع عنهم ويشيطن بامتياز كل من حاول القرب من فسادهم الذى بات عنوانا أمام مكاتبهم.

أقول لكل مسؤول تسبب في أن يخرج علينا جراد الأرض من أنصار وأتباع حسن البنا وسيد قطب ويكايدوننا بل يسخرون مما يحدث ويحرجون من وضعوا أرواحهم على كفهم قبل سنوات من أجل هذا الوطن.

أقولها لكل وزير ومسؤول لم يكتف حتى بتدمير الحاضر، بل ذهب يشوه ويدمر حتى الأهرام لمجرد أن تحتفي "ليفيجارو" مثلا بصورته وتقول أنه وضع لمسته على تاريخ هذا البلد.

أقولها لوزير ساءت في عصره كل المستشفيات وأصبح المريض لا ملاذ له إلا الله ويتعامل مع المواطنين بكل غطرسة وكبرياء وعنوان فشله واضح.

أقولها لوزير كان مفترضا أن يكمل مسيرة وزير سابق ناجح جعل من مدارسنا مدارس ومن معلمينا معلمين ومن تلاميذنا تلاميذ، فجاء هو وأضاع المدارس والمعلمين والتلاميذ ووضع عاهات حقيقية تقود العمل داخل المحافظات المنسية.

قطعا أقولها لوزير تسبب بشيخوخته وشيخوخة أفكاره في عودة طوابير المهانة أمام الجميع وجعل السكر والأرز وحتى المكرونة من أصناف الطعام الخاصة باولى العزم من أثرياء هذا الوطن.

أقولها لوزير حول الجامعات إلى بيزنس وأعاد فرز الطالب ما بين "ابن ناس" و "ابن ..؟" ودفع بقيادات جامعية مازال قلبها ينبض بأفكار البنا والهضيبى ومن على شاكلتهم. 

أسالك الرحيلا لوزير طوال 6 سنوات في الوزارة لم يستطع تنظيم بطولة الدورى العام ولا حتى الدورة الرمضانية، وكان ومازال همه فقط في الخروج مساء مع برامج "النواح الرياضية"

اما شكرا وفقط وحصريا نقولها لنماذج تعمل في صمت، في مقدمتهم سيدة لو منحوها الفرصة لغيرت هذا الواقع، أقول شكرا للوزيرة المجتهدة "هاله السعيد" وزيرة التخطيط وكذا وزراء ومحافظين يعملون في صمت منهم قيادات تحافظ على حدود وأمن الوطن وعيون لا تنام تحرس في سبيل الله.  

نعم هناك من يعمل ولا ينام الليل من أجل هذا الوطن ومن أجل توفير وجبة إفطار له، ولكن وجب على الدولة أن تتخلص ممن لا يزيدها إلا ثقلا وتكبيلا ، بل وعدم مبالاة ولا مسؤولية، فارق سرعات رهيب بين خطوات القيادة السياسية وأحلامها وطموحاتها، وبين هؤلاء والذين هم في النهاية الحلقة المباشرة مع المواطن.

 واثق تماما أن الأيام القليلة القادمة حبلى بتغيير هذه الوجوه والدفع بنماذج شابة قادرة على ترجمة طموحات القيادة السياسية لحقائق على الأرض وتضفي مناخا إيجابيا يسعد المواطن ويقربه من الدولة وليست عوامل احتقان للمواطن والدولة معا. 
----------------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

دم المهندسة أسماء فى رقبة من؟





اعلان