29 - 04 - 2024

رمضان برئ من كسل الصائمين | عادات خاطئة فى شهر الصيام: الإسراف فى الطعام وكثرة النوم

رمضان برئ من كسل الصائمين | عادات خاطئة فى شهر الصيام: الإسراف فى الطعام وكثرة النوم

علماء دين: النتيجة تقصير فى القيام بالعبادات وحرمان من الأجر العظيم
خبراء تغذية : تسبب السمنة المفرطة وأمراضا خطيرة تدمر الصحة

من المعروف أن هذا الشهرالكريم، هو شهرالعبادة والقرآن، وشهر الطاعات، شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، شهر يستجيب الله فيه دعاءالصائمين، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النيران، وفيه تزكية للنفوس وقربة من الله، كما أن الله تبارك وتعالى عظَّم هذا الشهر فذكره باسمه فى كتابه الكريم دون غيره من الشهور، وكرمه سبحانه بنزول " القرآن الكريم " فقال تعالى: "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر".

كما أنه شهرالصحة البدنية، واستقامة الجسم، حيث أكد ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم فقال: (صوموا تصحو) وقال عليه الصلاة والسلام: (الصوم جُنَّة)، أى وقاية من كل الأمراض وغيرها.

وبالرغم من أن هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله والإكثار من الطاعات، للأسف لا تزال الكثير من الأسر تتمسك بالعادات الخاطئة التى تضيع عليهم فرصة عظيمة، فنرى العديد من صور الإسراف التى لها أثار سلبية على الصحة ومنها الإسراف فى الطعام والشراب، وهو ما حذرنا منه ربنا تبارك وتعالى فى قوله سبحانه: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) حيث يبدأ الناس بعد الصيام بتناول الأطعمة التى تملأ الموائد بها على اختلاف أنواعها وكثرتها، فضلا عما يسببه هذا الإسراف فى الكثير من الأمراض الخطيرة، كما يُكثر بعض الصائمين فى هذا الشهر الفضيل من الإسراف فى النوم، والذى له نتائج سلبية ليس فقط على صحة المسلم وإنما على حسناته التى يسعى كل منا للحصول عليها، حيث يلتهم النوم الكثير من الفرص الثمينة التى أعطاها الله لنا فى هذا الشهرالعظيم.

وحول ظاهرة الإسراف فى الطعام والإكثارمن النوم ، نعرض بعض أراء علماء الدين وخبراء التغذية، للتعرف على الأثار السلبية على صحة الصائمين فى هذا الشهرالكريم وكيفية الوقاية منها.  

فى البداية يقول: الدكتور محمد الشحات الجندى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، وعضو مجمع البحوث الإسلامية،شهر رمضان له من النفحات والثواب عند الله عز وجل ،فهو حلقة للسباق بين المسلمين، فاز فيه من فاز وخاب فيه من خاب، وكفى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له)، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على عدم الإسراف فى الطعام والشراب، فقال تعالى:( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، كما حذرنا من التبذير فقال سبحانه: (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً).

وأوضح أستاذ الشريعة أن الإسراف فى الطعام و تناول الأكل بشراهة يؤدى إلى تخمة، وإذا امتلأت المعدة نامت الحكمة وخلصت الألسن، حتى إذا تناول المسلم وجبة الإفطار ثم ذهب ليصلى العشاء والتراويح كان خفيفاً نشيطاً فى أداء هذه العبادة، أما إذا أثقل على نفسه فى هذا الأمر فلا يستطيع أن يؤدى الصلاة، كما تكثر أيضاً الإصابات بالأمراض سواء السمنة المفرطة أوالضغط على عضلة القلب كما يقال من بعض الأطباء .

كما أن الرسول الكريم" صلى الله عليه وسلم" قد ضرب لنا مثلاً عظيماً فى التوفير فى الطعام والشراب عند الإفطار، فقد كان صلى الله عليه وسلم يفطر على تمرات قليلة، كما أن شهررمضان هو شهر العبادة والنشاط حيث يقوى فيه المسلم الصلة مع ربه، فإذا اتخذ المسلم من شهر رمضان كثرة النوم إذاً أين الإنتاج ؟...وأين العمل؟ فتعطل مصالح الناس،مشدداً على أهمية اغتنام أوقات رمضان فى الطاعة والعبادة، وضرورة المواءمة بين أوقات النوم, وأوقات العمل، وأوقات العبادة.

كما أنه أيضاً يعد شهر البطولات حيث تعددت فيه الفتوحات وتوالت الإنتصارات للمسلمين، ومنها نصر أكتوبر المجيد وفتح مكة وغزوة بدر الكبرى، إذاً هذا الشهر له القدر العظيم فهو يدعو الناس إلى النشاط والحيوية وعلو الهمة وإيقاظ الضمير وليس يدعوهم إلى التكاسل والنوم.

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن شهر رمضان المبارك مدرسة عظمى لتعليم الأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية السمحة، ومع أنه شهر الصوم عن الطعام إلا أن الناس يتسابقون فيه على تخزين الغذاء ليتحول شهر الصيام إلى شهر الطعام وزيادة الاستهلاك، كما أنه يجب أن يكون الصيام حافزاً على إنجاز الأعمال وعدم التكاسل بجميع أنواعه، وخاصة وأن رمضان هو شهر النشاط والعمل وليس شهر النوم والكسل، موضحاً أن الإسراف يتسبب فى الإبتعاد عن القيام بالعبادة المفروضة عليه فى شهر الصيام، وبالتالى يحرمه من عظيم الأجر، الذى تتضاعف فيه الحسنات عند الله،فالفريضة فيه بسبعين فريضة فيما سواه، كما أن الإسلام هو دين الوسطية فى كل شىء، ومن ذلك الطعام والشراب والنوم وما إلى ذلك. مشيراً إلى أن الصيام قد فرضه الله تبارك وتعالى من أجل أن يحسَّ المسلم بجوع أخيه الفقير ومن ثمَّ يتصدق عليه، فقد قال صلى الله عليه وسلم:(من أفطر صائماً، كان له مثل أجره، لا ينقص من أجر الصائم شيئا)، كما أن كثرة النوم أثناء نهار رمضان تعتبر نوعاً من الإسراف الذى من شأنه أن يضيَّع ثواب الشهرالكريم، ومن ثمَّ فالواجب على المسلم فيه أن يوازن بين العمل والنوم، والعبادة, فلا يُطغى النوم على العبادة.

أمراض خطيرة 

كما أوضح أطباء التغذية بعض الأضرار الجسيمة التى تهدد صحة الصائمين مع استمرارهذه العادات الخاطئة.

يقول الدكتور عمرو هشام استشارى التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية، أن هناك الكثير من العادات الغذائية الخاطئة التى يتبعها الصائمون خلال شهر رمضان، حيث يلجأ الكثير منهم إلى الإسراف فى تناول الأطعمة بما يكون لها الأثر السيء على صحته، كما أن تناول الصائم بشراهة للطعام ساعة الإفطار، يتسبب فى إصابته بالعديد من الأمراض والتى يأتى على رأسها السمنة، وارتفاع ضغط الدم والسكر بالإضافة إلى زيادة نسبة الدهون فى الدم، انسداد الشرايين، وغيرها من الأمراض.

و من الأفضل للصائمين الإفطار أولا على كوب من الماء، أو العصير, ثم تناول القليل من الطعام الذى يسد جوعهم، مشدداً على أهمية الحركة والتنقل بعد الإفطار، كالذهاب لأداء صلاة التراويح مثلا وممارسة الرياضة وغير ذلك، لأن ذلك يتسبب فى حرق الكثير من الدهون والترهلات المتراكمة فى الجسم، والإكثار من شرب المياه والعصائر بعد الإفطار إلى السحور لأن ذلك يساعد أيضاً فى حرق المزيد من الدهون فى الجسم، محذراً فى الوقت نفسه من الإكثار من تناول الحلويات إلا بكميات معقولة، وذلك حفاظاً على لياقة الجسم أثناء وبعد الشهر الكريم، كما أن صيام رمضان فرصة لإنقاص الوزن بشرط أن يتم الإلتزام بالإعتدال فى الأكل وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل.

كما أنه من أفضل مايبدأ به الإفطار هو التمر ، فالسكريات الموجودة فيه سهلة الإمتصاص وسريعة الوصول إلى الدورة الدموية، وهذا مايحتاجه بعد ساعات طويلة من الصيام، بالإضافة إلى قليل من الماء البارد ثم الذهاب لأداء صلاة المغرب، ومن ثم العودة لإكمال الإفطار الأمر الذى يؤدى إلى عودة نشاط الجسم وحيويته، كما يزيل أيضاً الشعور بالجوع فتجده لا يأكل بسرعة فيملأ بطنه ثم يتعب، بينما لو استمر فى الأكل بعد أكل التمر وقبل الصلاة لملأ بطنه كثيراً مما يشعره بالخمول وقلة الحركة، بالإضافة إلى أن المعدة التى كانت شبه نائمة أثناء الصيام تحتاج إلى من يوقظها برفق لتؤدى عملها على الوجه المطلوب، وليس بسرعة وبكمية كبيرة مما ينتج عنه التلبك المعوى والسمنة المفرطة .







اعلان