18 - 06 - 2024

عجاجيات | كلية الآداب

عجاجيات | كلية الآداب

شرفت وأكرمنى الله سبحانه وتعالى بالالتحاق بجامعة القاهرة عام ١٩٧٣ تزامنا مع العبور العظيم من الهزيمة إلى النصر ومن الإنكسار إلى العزة والرأس المرفوع.. بموجب قرار مكتب التنسيق التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعشت بين جنباتها أربع سنوات من أجمل سنوات العمر من ١٩٧٣ الى ١٩٧٧ والحقيقة أننى عشت بين جدران وطرقات كلية الآداب جامعة القاهرة أكثر مما عشته فى كليتي الاقتصاد وذلك لسبب بسيط، وهو كى أنعم بصحبة صديق العمر وجاري فى درب المواهى حارة السقايين عابدين مجدي نجم والذى سبقنى إلى جامعة القاهرة وسرعان ما أصبح من مشاهير عشيرة الجوالة فى آداب القاهرة ومن ممثلى جوالة جامعة القاهرة ككل.

قرأت الكثير عن كلية الآداب جامعة القاهرة التى بدأت الدراسة بها عام ١٩٠٨ أي قبل نشأة دول كثيرة فى منطقتنا.. والتى تولى عمادتها يوما ما عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين والتى تخرج منها أديب نوبل، صاحب الثلاثية وبداية ونهاية وحديث الصباح والمساء وميرامار، نجيب محفوظ والفلاسفة الكبار ذكى نجيب محمود وعاطف العراقى وأحمد الجزار وأديب الجغرافيين الأستاذ الدكتور جمال حمدان صاحب شخصية مصر والنقاد العظام عبدالقادر القط وجابر عصفور وصلاح فضل، كما تخرج من آداب القاهرة عمالقة المسرح والأدب الانجليزي الدكاترة رشاد رشدي وسمير سرحان والعنانى.

وشرفت باختياري كأحد أساتذة التدريب العملي فى قسم الإعلام شعبة الصحافة بكلية الآداب جامعة عين شمس (قبل أن يتحول القسم إلى كلية الاعلام) وأعتبر تعاملى مع  الطلبة والطالبات على مدي ٤ سنوات من أهم التجارب التى مررت بها فى رحلتى وأضافت لى الكثير، وحتى اليوم أعتز بصداقة وزمالة من درست لهم.

وشرفتنى كلية الآداب جامعة المنوفية وبدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور صلاح عثمان رئيس قسم الفلسفة وأستاذ فلسفة العلم للمشاركة فى الموسم الثقافى للكلية وبمحاضرة خصصتها للحديث عن صورة مصر.. وشرفت بلقاء قامات علمية وفكرية فى رحاب آداب المنوفية مثل الأساتذة الدكاترة أسامة مدنى ومدحت نظيف ونادية البرماوي وأمين السعدني وياسر البتانونى ومصطفى شاهين ورضا خلاف ومحمد عبدالستار.

وللحق فإن كليات الآداب من أهم الجهات التى تشكل الفكر والوعى لدي شباب مصر ومن أهم الجهات التى تربطهم بتاريخ وجغرافية مصر والعالم ومن أهم الجهات التى تمكنهم من التواصل مع كل اللغات الحية فى أرجاء المعمورة.

وبكل صدق وإخلاص أستطيع التأكيد على أن كليات الآداب وأساتذتها وخريجيها النابغين من أهم عناصر القوة الناعمة المصرية التى نشرت شذاها وأنوارها فى كل أنحاء الوطن العربى.. فتحية للآداب التى كانت وستبقى بمشيئة الله منارات فكرية للعلوم الإنسانية.
-----------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | إلى الحاج عبدالفتاح السيسى





اعلان