26 - 06 - 2024

ياليلة العيد آنستينا.. وقصة وسام أم كلثوم

ياليلة العيد آنستينا.. وقصة وسام أم كلثوم

يحل عيد الأضحي المبارك، محملا بالبهجة والسرور وتكبيرات العيد التي نرطب بها القلوب، وسنوات من الذكريات الجميلة التي لابد وأن يكون كبش العيد طرفا فيها، فهو نجم العيد المدلل الذي يجد منا ونحن أطفالا كل رعاية واهتمام، والفنانون ليسوا بعيدين عن هذه الذكريات، حتى في أفلامنا نجد مشاهد معبرة في بعضها كما في فيلم "أم العروسة"، وكيف احتفل به أبناء عماد حمدي وتحية كاريوكا، وقد تعرض عدد من المشاهير لمواقف محرجة بسبب الخروف، ففي تصريح نادر لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، روت سيدة الشاشة عام 1961 عن موقف غريب تعرضت له مع الخروف، قبل أيام من عيد الأضحى، أنها كانت متجهة بسيارتها الخاصة إلى الإسكندرية وتفاجأ السائق بوجود سيارة لوري خلفه محملة بالخرفان، وكان سائقها يمشي بسرعة فائقة، حتى كاد أن يصطدم بهم أكثر من مرة، ومازالت فاتن حمامة تحاول أن تتجاوز غضبها مرددة "معلش الدنيا عيد"، ثم تفاجأ سائقها الخاص بسقوط خروف من سيارة السائق اللوري بسبب شدة سرعته، فطلبت من سائقها أن يوقف السيارة واصطحبت الخروف معها في سيارتها الذي أصيب وسال الدم منه ووضعته في سيارتها لتسلمه للسائق الذي لم ينتبه له، حاول سائق فاتن حمامة تنبيه صاحب السيارة وبعد محاولات باءت بالفشل وقف سائق اللوري غاضبا وبدأ يصرخ في وجه سائق سيارة فاتن، وبعدما أخبره أن هناك خروفًا سقط من سيارته، رد غاضبا: "وانت مالك"، وبعدما انتبه لوجود نجمته المفضلة، اعتذر لهما، وشعر بالإحراج وظل يسير خلف سيارتها، بعدما كان يسير بسرعة فائقة!

الليلة عيد..وقصة وسام أم كلثوم

عندما أحيت السيدة أم كلثوم حفل النادي الأهلي ـ وهي من مشجعيه ـ وفاجأ الملك السابق فاروق الجميع بالحضور، وتسلطنت أم كلثوم في آداء مقاطع أغنية شاعر الشباب أحمد رامي "الليلة عيد" في الحفل المقام بحديقة النادي الأهلي ليلة عيد الفطر المبارك عقب رؤية هلال العيد من العام 1944، يقول الناقد الرياضى والكاتب الصحفى الكبير حسن المستكاوى فى كتابه "النادى الأهلى": "منذ نهاية الثلاثينيات، بدأ الملك يحضر حفلة الأوبرا، وكان الأهلى يعد لها بدقة ونظام، وفى 13 مارس 1941 حضر الملك فؤاد حفلة النادى بدار الأوبرا، وقامت فرقة يوسف وهبى بتمثيل رواية بنت مدارس، وكان فى النادى الأهلى لجنة للإدارة الداخلية والحفلات في هذا العام مشكلة بمعرفة مجلس الإدارة، ومكونة من الأساتذة فكرى أباظة، ومصطفى أمين، والدكتور بدوى الشيتى.

يضيف المستكاوي في كتابه: "كانت أم كلثوم نجمة حفلات الأهلى فى الأربعينيات والخمسينيات وكانت هى سيدة الغناء، ورغم أن النادى يستفيد بالدخل للصرف على بعض أوجه نشاطه، فإنه كان أحيانا يساهم بهذا الدخل في مشروعات خيرية، مثل مشروع يوم المستشفيات عام 1943، حيث تبرع بدخل حفلة أم كلثوم، بعد استقطاع المصروفات، وكان 200 جنيه، وكان دخل حفلات أم كلثوم يتجاوز الألف جنيه فى الخمسينيات، وكانت تحصل على أجر قدره 500 جنيه فى ذلك الوقت، ونظرا لمكانة الأهلى ومكانة أم كلثوم، كان الملك فاروق يحضر حفلات النادى بدءا من الثلاثينيات وكانت في البداية تقام في الأوبرا، وتقول سيدة الغناء العربى فى واحد من أحاديثها الإذاعية القديمة النادرة، ردا على السؤال هل من الممكن أن نعرف أسعد ليلة مرت بك في حياتك الفنية؟

فأجابت أم كلثوم: "الحمد الله وأشكر فضله ونعمته، فقد مر بى فى حياتى كثير من الليالي السعيدة، لكن واحدة من هذه الليالى طغت على كل ما سبقها وهى حين كنت أغنى فى حفلة الإذاعة بالنادي الأهلى ليلة عيد الفطر المبارك، وإذا طلعة الفاروق تشرق على المكان فتشيع فى الجميع فرحة جعلت العيد عيدين".

وبحسب رواية  الكاتب الصحفي والناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوى في كتابه عن تاريخ النادي الأهلي: "والواقع أن حضور الملك فاروق لحفلة أم كلثوم بالنادى الأهلى فى سبتمبر عام 1944، كان مفاجأة وقد أقنعه الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين، بحضور هذا الحفل، وكان مصطفى أمين عضوا بالنادى وأحد مسؤولى لجنة الحفلات"وتنتهي رواية المستكاوي.

وما حدث بعدها أنه ليلتها أضافت أم كلثوم وارتجلت، حتى استحسن فاروق غناءها، وقرر في التو واللحظة منحها وسام الكمال وهي درجة رفيعة من الأوسمة، تصرف بسرعة البرق محرر ومصور مجلة الاثنين الصادرة عن دار الهلال، وطلب من أم كلثوم مرافقتها إلى منزلها للفوز بصورة حصرية لها مع الوسام، وافقت أم كلثوم بذكاء نادر وعلاقة طيبة مع الصحافة ـ فنية واجتماعية وسياسية، فكانت الصورة الشهيرة ـ التي أمتلك أصلها ـ مرتدية فستان الحفل ونفس تصفيفة الشعر والوسام على صدرها، والتي لم ينجح محرر فني آخر في الحصول على نسختها..هكذا يضيف الصحفي إلى جريدته ويخلد مسيرته.
-----------------------
حكايات يكتبها: طاهـر البهـي







اعلان