21 - 06 - 2024

شعرية النص الشعري عند ملك عبدالعزيز للباحثة هدى عامر

شعرية النص الشعري عند ملك عبدالعزيز للباحثة هدى عامر

أثناء تجولي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 55، التقيت بإحدى الصديقات من أساتذة النقد الأدبي.. وكانت بصحبتها فتاة يظهر من ملامحها صغر السن، فاعتقدت أنها ابنتها وفي المرحلة الثانوية، ولكن دهشت عندما قالت لي أن عمرها ربع قرن وحاصلة على درجة الماجستير في النقد الأدبي، وكنت اعتقد أنها تبالغ إلى أن طالعت رسالتها، وهي فريدة في بابها تتحدث عن "الشعرية" في أعمال الشاعرة الكبيرة ملك عبدالعزيز، ثم تجاذبت معها الحديث بعد ذلك فأيقنت أنها موهوبة في تذوق الأعمال الأدبية وأنها تمتلك أدواتها وتسخرها بدقة.. 

هي الباحثة هدى محمد عامر التي ناقشت مؤخرا رسالتها للماجستير عن الشاعرة ملك عبد العزيز في كلية الآداب جامعة حلوان رسالة بإشراف الأستاذ الدكتور عزت جاد أستاذ النقد الأدبي الحديث في كلية الآداب بجامعة حلوان.. وناقشها أستاذنا الدكتور يوسف نوفل أستاذ النقد الأدبي في كلية البنات جامعة عين شمس، والأستاذة الدكتورة رشا السيد صالح أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة حلوان.. 

هذا البحث الذي اختارت الباحثة له عنوان "شعرية النص الشعري عند ملك عبدالعزيز" محاولة لترسيخ أهم معايير الأدبية بوجه عام والشعرية بوجه خاص، فيبدو كما لو كان مشروعاً متكاملاً، وتكمن أهمية الموضوع في محاولة الوصول إلى أصول الكتابة الأدبية بوجه عام، والشعرية بوجه خاص، حيث تعددت تعريفات الأدب والشعر منذ القدم إلى يومنا هذا، ولكن محاولة التعريف من أشد الممارسات حرجا لحرية الإبداع، ومن هنا كان الحرص الشديد على عدم المقامرة بالتعريف الجامع المانع الذي يستقر على ما لا يستقر ويقيد الحر، ويحكم على الحي بالموت، إنما التعريف يكون بمجموعة من الخصائص التي تميز كل نوع أدبي عن الآخر، ومن هنا جاءت فكرة معايير الشعرية.. وتقرر الباحثة أن الشعرية تنبع عن مصدرين وهما اللذان يحددان أصلها وهويتها؛ الأول يرد إلى الأدبية، والثاني يرد إلى النوع الشعري.

ويمثل الأول (الأدبية) الباب الأول لهذا البحث الذي جاء تحت عنوان "الكتابة المحايدة"، وقد اشتمل على مجموعة من الخصائص الشعرية، في الفصل الأول ناقشت "الغموض الدلالي" وبتطبيق الغموض الدلالي على شعر ملك عبد العزيز إيجابًا وسلبًا كانت القصيدة التي تمثل الإيجابي هي (القرية البيضاء) وهذه القصيدة كان بها إبهام ولكن بوجود النص المرجعي الذي ذكرته الشاعرة قبل كتابة القصيدة بَعدَ القصيدة عن إطار الإبهام وأصبحت تدخل في إطار الغموض الدلالي، أما بالنسبة للغموض السلبي الذي تقل معه درجة الشعرية فكان المثال على ذلك قصيدة (نعمة آتون)، أما القصيدة الأخرى التي كانت مباشرة هي قصيدة (لا تلمني) وهذا النوع من الوضوح تنعدم فيه درجة الشعرية؛ لأنه لا يعمل على إيجاد تفاعل بين النص والمتلقي.

وفي الفصل الثاني "التجريد" وبتطبيق التجريد على شعر ملك عبدالعزيز إيجابًا وسلبًا كان المثال للايجابي قصيدة "المحرم والسلبي" وقصيدة " إلى يافا". 

والفصل الثالث التكثيف: وبتطبيق التكثيف على شعر ملك تمثل الجانب الإيجابي في قصيدة (أغنيات لليل: الأغنية الثانية) التي كانت تحفل بتعدد المدلول بالرغم من اكتناز الدال، وكان المثال على السلبي ضد التكثيف (الترهل) قصيدة (ذكرى جواد)

 والفصل الثالث "التكثيف"، والفصل الرابع "التناص".

ثم جاء الباب الثاني تحت عنوان "الواقعية النصية وخصوصية النوع الشعري" واحتوى على مجموعة من الخصائص الشعرية، ففي الفصل الأول "التخييل"، والثاني "الانحراف"، والثالث "الإيقاعية" والرابع "الذاتية"..

وقامت الباحثة باختيار الشاعرة ملك عبدالعزيز وتطبيق معايير الشعرية على دواوينها الستة سلباً وإيجاباً؛ لأنها يمكن حساب درجة الشعرية نحو الأعلى أو الأدنى.. ثم طرحت عدة تساؤلات في غاية الأهمية: 

- هل ما كتبته الشاعرة ملك عبد العزيز ينطبق على الدرجة الأعلى أو الأدنى من الشعرية؟ 

- وهل يمكننا أن نطبق هذه الشعرية على كل ما ظهر جديدا وسوف يظهر؟

ومن وجهة نظر الباحثة أنها لا تريد أن تجعل هذه المعايير هي الحد الجامع المانع ومن الممكن أن يأتي من بعدها وتتغير المعايير بتغير ظروف العصر لمحاولة البحث الدائم عن الجديد. 

واعتمدت الباحثة على منهج الشعرية باعتبارها منهجًا ونظرية

 في الباب الأول" : الكتابة المحايدة"

  1. الفصل الثاني التجريد: 
  2. الفصل الرابع التناص: وبتطبيق التناص على شعر ملك عبد العزيز إيجابًا وسلبًا، فكان المثال للتناص الإيجابي قصيدة تنتالوس، أما المثال على التناص السلبي فكانت في قصيدة الأعراف ومن خلال هذا الباب استطاعت الباحثة أن تذكر درجة الشعرية عند الشاعرة ملك عبدالعزيز إيجابًا وسلبًا.

 الباب الثاني: الواقعية النصية وخصوصية النوع الشعري وهذا الباب احتوى على خصائص الشعرية بوجه خاص وتطبيق خصائص الشعرية على شعر ملك عبدالعزيز إيجابًا وسلبًا.

- الفصل الأول التخييل : تمثل الجانب الإيجابي في قصيدة "قال المساء" والتي ارتفعت فيها نسبة الخيال والتخييل، أما المثال على السلبي قصيدة "البيت"

- والفصل الثاني الانحراف: وبتطبيق الانحراف على شعر ملك عبدالعزيز اتضح لنا أن لديها انحرافا تركيبيا وانحرافا دلاليا وجاءت قصيدة الحقيقة مثالا على الانحرافين التركيبي والدلالي . 

- الفصل الثالث الإيقاعية: وبتطبيق الإيقاعية على شعر ملك عبدالعزيز من خلال قصيدتها "حتى الوهم" تبين أن لكل صوت دلالة خاصة تتناسب مع دلالة القصيدة 

- الفصل الرابع الذاتية: وبتطبيق الذاتية على شعر ملك عبدالعزيز من خلال قصيدة أنشودة النجوم ظهر فيها ذات ملك بشكل جلي  ومن هنا استطعنا قياس درجة الشعرية في شعر ملك عبدالعزيز .

ونتمنى أن نرى هذه الرسالة مطبوعة عما قريب .. 
-------------------------
بقلم: أبو الحسن الجمال 






اعلان