06 - 10 - 2024

بعد مهزلة إزالة مقابر باب النصر.. تدمير مقابر السيدة عائشة

بعد مهزلة إزالة مقابر باب النصر.. تدمير مقابر السيدة عائشة

لم تنته البلدوزرات من إزالة مقابر باب النصر بما فيها من قيم معمارية وجمالية فى النقوش على الشواهد الرخامية   فقفزت بسرعة الصاروخ لازالة مقابر منطقة السيدة عائشة (بالمنطقة المسماه مقابر سيدى عمر منالميدان حتى كوبرى الاوتوستراد) بما تضمه من مئات المقابر ودون أدنى التفات لقيم معمارية ، أو حتى انسانية اذ أبلغ "التربى" الأهالى بضرورة الحضور خلال ثلاثة أيام لنقل رفات موتاهم، وتكلفة الإجراءات عشرة آلاف جنيه، ومن لا يحضر تسوى مقبرته بما تحتها بالأرض!.

ولأننى من المتضررين، بل سبق أن قمت بادارة ندوة بنقابة الصحفيين خاصة بجريمة إزالة المقابر حضرها كبار العلماء والمتخصصين وعلى رأسهم د. صالح لمعي رائد ترميم الآثار والذى عمل مع اليونيسكو ، و د. محمد الكحلاوى رئيس اتحاد الأثاريين العرب وأستاذ الآثار الإسلامية، و د . حسام اسماعيل أستاذ التاريخ الحديث .. وغيرهم، توجهت إلى مبنى محافظة القاهرة والاستفسار من إدارة الاعلام عمن يجيب على تساؤلاتنا فكانت المفاجأه تتمثل فى تدمير الصحافة وقيم التعامل مع الصحفيين بالطريقة نفسها التي تتم بها إزالة المقابر !!

مشكلة عامة وشخصية

سبب توجهي للمحافظة أن لأسرتنا بالقرب من ميدان السيدة عائشة، حوش رخامى وبناء بباب حديد وبداخله مقبرة. 

من قبل كانوا قد أخبرونا بعدم هدم هذه المقابر، وفجأه اتصل بنا "التربى" وأخبرنا أنه صدر قرار بتوسعة الشارع نحو ١٠٠ متر، وبناء عليه تقرر إزالة المقابر.. وأمامنا ثلاثة أيام فقط للحضور وإحضار مبلغ عشرة آلاف جنيه معنا لنقل العظام من المقبرة وتسلم مقبرة بديلة بنظام اللحد، أي لا حوش ولا رخام ولا غرف ومكانها فى العاشر من رمضان أي أن من يتوفى لن يزوره أحد.

نصحنى أحد الزملاء (ويا ليته ما نصحنى وغمنى) بمقابلة مديرة إعلام المحافظة، لتجيب فيما يخص الشأن العام والخاص بإزالة مئات المقابر لان أحد الجهابذة "ضربت فى دماغه" فكرة توسعة الشارع  ودون انتظار.. ومن لا يملك ١٠ آلاف جنيه تضيع عظام موتاه تحت عجلات البلدوزر .. ولماذا البديل فى اخر الدنيا وليس فى مقابر أكتوبر أو طريق الفيوم؟ .. وهل على المواطن سداد آلاف الجنيهات بينما يستحق التعويض عن الانتقام؟

على باب المحافظة كان معي الزميل محسن عبد الناصر والذى عمل مندوبا لجريدة البديل (وقت المرحوم ساهر جاد والأستاذ محمد زيادة) مندوبا للجريدة بالمحافظة.. رفض موظف الأمن دخولنا حتى لو كنا صحفيين أعضاء نقابة، فلا بد من موافقة الأستاذه عزة مديرة الإعلام على دخول أي صحفى!!.. وقال إنها متغيبة عن العمل!

اتصلنا بها تليفونيا فقالت إن تعليماتها وتعليمات الأمن هي عدم دخول أي صحفى إلا بعد موافقتها على السماح له بالدخول.. وفى كل الأحوال لا يدخل أحد فى غيابها!

أخبرها الزميل الأستاذ محسن بأنه كان مندوبا للجريدة بالمحافظة قالت له: عليك إحضار خطاب وتتصل بى.

حدثتها بأن لى موضوع يتعلق بشأن عام وخاص، وهو موضوع هدم النقابة مثلما حدث فى باب النصر.. قالت: هذه مشكلة شخصية ومن له مشكلة شخصية يذهب إلى باب دخول المواطنين أصحاب الشكاوى ويقرروا دخوله لإدارة الجبانات من عدمه.

هذه العقلية التى تدير الإعلام وتقرر السماح بدخول الصحفى للمحافظة مهما كان قدره! وبينما البلدوزر يزيل المقابر ولا صوت يعلو على هديره.. وممنوع على أي صحفى مقابلة أي مسؤول بالمحافظة!

يا سعادة النقيب .. "بلاها" مؤتمر للصحفيين .. و"بلاها" مكلمة وكلاما عن تطوير الصحافة لا يساوي ثمن الحبر الذي يكتب به.. وملعون أبو الخدمات التى تقدم للنقابة مقابل مثل هذه المهانة التى يلاقيها الزملاء فى كل مكان، ومن موظفة إعلام لا تفرق بين دخول شقتها وبين دخول صحفى إلى مبنى المحافظة وهو مكان عمل لأي صحفي.

بالمناسبة هناك موظف بالمحافظة اسمه محمد كمال، لو كان هناك عدل وشجاعة لمجلس النقابة لتم إيقاف البدل عنه وعن أمثاله، ممن يعملون فى أجهزة الدولة لأنه يتقاضى أجرا عن عمله، بل وبديهى أن تكون من بين مهامه تلميع المحافظ !.
-----------------------------------
بقلم: على القماش 

مقالات اخرى للكاتب

بعد مهزلة إزالة مقابر باب النصر.. تدمير مقابر السيدة عائشة