15 - 01 - 2025

عجاجيات | شبابنا فى خطر

عجاجيات | شبابنا فى خطر

كان على الاختيار بين إجازة خاطفة أقضيها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط فى الساحل الشمالى، وبالتحديد فى قرية مراقيا باكورة عملية تعمير الساحل الشمالى التى قادها المهندس حسب الله الكفراوي رحمه الله، أو أقضيها على شاطئ البحر الاحمر فى رأس سدر بأرض الفيروز.. استطلعت أراء الأحفاد واختارت الأغلبية بأسلوب ديمقراطى أن نيمم شطر البحر الأحمر الذي يمتاز بوداعته ومده وجزره، مما يوفر أقصى درجات الأمان للأطفال، ولمن هم مثلى لا يجيدون السباحة وأجسامهم غير قابلة للطفو.

طريق القاهرة السويس أكثر من رائع، قابلتنا بوابة الرسوم الاولى على مشارف مدينتى(١٠ جنيهات) ثم قابلتنا بوابة الرسوم الثانية قبل ان ندخل نفق الشهيد احمد حمدي تحت قناة السويس (١٠ جنيهات) ومررنا على مزار عيون موسى الذى يبقى شاهدا على عظمة قواتنا المسلحة وتحطيمها وإسقاطها لنقاط خط بارليف الحصينة فى أكتوبر ١٩٧٣، وقابلتنا بوابة الرسوم الثالثة فى عيون موسى (٢٥ جنيها) ثم أخذنا الطريق الجديد لرأس سدر التى شهدت تطورا كبيرا فى بنيتها التحتية وطرقها الداخلية خاصة التى تصل للقري السياحية ومنها قرية بلو لاجون التى تستضيفنا من وقت لآخر ونغسل همومنا ومتاعبنا فى بحرها الرائع.

لفت نظري ازدياد أعداد المصطافين القادمين من كل أنحاء مصر لرأس سدر والبحر الأحمر ربما هربا من الأسعار الرائجة فى الساحل الشمالى وخاصة الذى اصطلح على تسميته بـ (الشرير)

ولفت نظري المصطلحات التى يستخدمها الشباب على الشاطيء ومعظمها مصطلحات غريبة دخيلة على أخلاقنا مثل (ماليش فيه) و(فى الشارع اللى وراك) و(ابن فاجرة) و(ام البحر وام الفريسكا وام الناس)

رأيت مجموعة شباب فى غاية الأناقة يرتدون أغلى الثياب وأغلى الأحذية الرياضية وأغلى النظارات ويتبادلون شتائم وألفاظ غاية فى الرخص والانحطاط غير عابئين بوجود أسر وعائلات وسيدات وبنات.. والغريب أنهم يتبادلون أفظع الشتائم وهم يتضاحكون وفى قمة السعادة وقمة غياب العقل.

تساءلت بينى وبين نفسى إذا كان هذا هو حال عينة شبابية جاءت تستمتع بإجازة على البحر الأحمر، فما بال شبابنا فيما يعرف بالساحل الشمالى الشرير وبعضهم لا يتكلم إلا بالدولار واليورو والاسترلينى والبورش واللامبورجينى والحفلات ذات الأسعار الخيالية.

أحسب أننا يجب أن نهتم أكثر بالتغيرات التى تحدث فى المجتمع، خاصة على صعيد الأخلاق، مع ما نراه من سعى سيدات وبنات للإثراء السريع من خلال فيديوهات تبث يتنازلن فيها عن عفتهن وشرفهن.. ولنتذكر جميعا قول الشاعر الإنسان: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. اللهم احفظ شبابنا وبناتنا ونساءنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
-----------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الدرس السودانى.. حلو مر