بكلماتٍ معدوداتٍ وأسطر قلائل وبأسلوبه الأخّاذ.. أنقلُ لكم كلمات أشبه بـ "دستور" يهتدي به العقلاء لتهذيب النّفس البشريّة؛ حتىٰ يصعد الرُّقي الإنسانيّ إلى عليائه.. فقد تعبنا من ملاحقة الأحداث الجاريّة والتي تلاحقنا بدورها؛ ورأيتُ مناشدة الهدوء للأرواح والنّفوس؛ فاستقيتُ لكم كلمات لـ "ابن حزم الأندلسيّ القُرطبيُ" في "مداواة النّفوس وتهذيب الأخلاق".. حيث كتب يقول:
* احرصْ على أن توصف بسلامة الجانب؛ وتحفّظ على أن توصف بالدّهاء فيكثُر المتحفظون منك.
* وطِّن نفسكَ على ما تكره يقل همُك إذا أتاك.
* صبرُك عمّن يقدر عليك ولا تقدر عليه ذلٌ ومهانةٌ، وصبرُك عمّن تقدر عليه ولا يقدر عليك فضلٌ وبرٌ، وصبرُك عمّن لا تقدر عليه ولا يقدر عليك فضلٌ وفرضٌ.
* مَن جالس النّاس لم يعدم همًّا يؤلم نفسه وإثمًا يندم عليه وغيظًا ينضج كبده وذلًّا ينكس همته.. فاجعل النّاس كالنّار تدّفّأ بها ولا تخالطهم.
* الوجع والفقر والنّكبة والخوف لا يحس أذاها إلا مَن كان فيها؛ فاستمع منهم ولا تسمع عنهم.
* لا شيئ أضرّ على "السّلطان" من كثرة المتفرغين حوله، فالحازم يشغلهم بما لا يظلمهم فيه؛ وإن لم يفعل شغلوه بما يظلمونه فيه.
*من قبيح الظّلم الإنكار على من أكثرَ الإساءة إذا أحسنَ في النّدرة.
* من عجائب الدّنيا قومٌ غلبت عليهم آمال فاسدة لا يحصلون منها إلا على إتعاب النّفس عاجلًا.. أو آجلًا.
* كلما نقُص العقل تَوهّم صاحبه أنه أوفر النّاس عقلًا.
* إن أُعجِبت بعقلك ففكّر في كل فكرة سوء تمر بخاطرك؛ تَعلَم حينئذ نُقصان عقلك؛ وإن أُعجِبت بأرائك فتفكّر في سقطاتك؛ وإن أُعجِبت بنفسك ففكّر بعيوبك لو ظهرت إلى النّاس.
* التّعسف في أمر الرّقيق والرّعية يدلان على خساسة النّفس ودناءة الهمّة وضَعف العقل؛ لأنّ العاقل -رفيع النّفس- إنّما يغالب الأكفاء والنّظراء، ومن يستطل علىٰ من هو أقل منه قوة فهو بمنزلة من يتبجح بقتل جُرَذ أو بعقر برغوث؛ وحسبُه بهذه ضعة وخساسة.
-----------------------------
بقلم: حورية عبيدة
