ماذا لو قايضتني بوجبة طعام تسد رمق جائع مسكين؟ أو غيمة في قيظ الصحراء يستظل بها العابرون؟
ماذا لو نثرتني مدائن لا تعرف الزيف وأغلقت كل المرافئ، فلا يحل بها الحاقدون؟
ماذا لو محوت هذا العالم الكاذب القبيح وأعدتني إلى عصر البداوة، لنعيد معاً ملامح الأشياء بشيء من البكارة ونتهجى معاً حروف العطف ونمحو حروف العلة والمذلة؟
ماذا لو قايضتني قنديلاً يضيء كوخاً لشيخ عجوز في جوف الليل؟
ماذا لو استحلت أغنية في يوم الحصاد أو نداء استغاثة لينجو هذا العالم من شروره، فلا كهرباء ولا ذرة ولا بارود.. فقط تبقى الورود ..يبقى الإنسان يغني للنورج والمحراث أغنية الأرض الخلود.
ما رأيك بعالم بلا أقطاب؟ فلا أمريكا بظلمها ولا الأمم المنحلة ولا الأمم المنبعجة .. عالم من الماء والهواء والطيور العائدة من بهجة الربيع.. عالم بلا طغيان أو رهبان يصلبونك باسم الدين ..عالم ينعم فيه الجميع .. فقط كل ما أرجوه منك ورقة وقلما وفنجان قهوة شريطة أن يصمت الساسة كي لا يفسدوا علينا الحلم فهل هذا كثير على إنسان قرر أن يهرب من الموت إلى الموت؟!!
ماذا إذا صدقت نبوءة العرافة من أن الولاية ما كانت لغيرك محض إفتراء؟ وأن الطريق إلى الإله لا تُعبده الدماء بل ببيارق الخير ودموع العاشقين والراحلين صوب السماء في رحلة الإرتقاء الأبدي.
-------------------------
بقلم: سعيد صابر