14 - 03 - 2025

عبدالله بن ناصر الرحبي: نفخر بمشاركة 22 مؤسسة حكومية وأهلية ومجتمع مدني عمانية في المعرض

عبدالله بن ناصر الرحبي: نفخر بمشاركة 22 مؤسسة حكومية وأهلية ومجتمع مدني عمانية في المعرض

تشهد الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب حضورا غير اعتيادي للثقافة العمانية، ليس فقط لكون سلطنة عمان ضيف شرف الدورة ولكن كذلك لتميز مشاركتها، سواء عبر جناحها المقام على مساحة 294 مترا مربعا، والمصمم من الحارات العمانية التي تحكي قصة الإنسان العماني وبراعته الهندسية، وقد ضم درر المطبوعات العمانية من الماضي والحاضر، وفضاء يسمح بحفاوة الإستقبال الثقافي والإعلامي لجمهور المعرض، والإنبهار بما وصل إليه الإنتاج الثقافي العماني. 

يشكل الحضور العماني في المعرض مناسبة مهمة لإلقاء الضوء علي النهضة المتجددة للسلطنة على جميع الأصعدة، وحرصها علي جعل الثقافة منبرا رصينا من منابر التفاعل الحضاري، وتلاقي البشر في شتى أصقاع الأرض.

وفي هذا الإطار أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان في مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أهمية اختيار  سلطنة عمان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، والذي يمثل نافذة حضارية لتلاقي الثقافات والحضارات، وتبادل الأفكار وإعلاء القيم المشتركة التي تجمع الإنسانية، من خلال الثقافة والكتاب.

وأعتبر الرحبي في حديث له بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة أن مشاركة السلطنة في هذه المعرض يشكل امتدادا لتاريخ مشرف من الحضور الثقافي العماني في المشهد الثقافي العربي والدولي، مشيرا إلى أن العمانيين يؤمنون بأن الثقافة هي الجسر الذي يعبر منه الفكر الإنساني نحو التقدم والرقي، وتوطيد العلاقات، وأنها – الثقافة - هي الوسيلة المثلي للتقريب بين الشعوب، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.

وأشاد بتميز العلاقات بين سلطنة عمان ومصر في مختلف المجالات، مؤكدا أن المشاركة العمانية في فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب جاءت لتجسد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، اللتين جمعتهما روابط قوية وممتدة بين العصور والأزمان، مدعومة برؤية القيادة في كلا البلدين .

وأضاف الرحبي أن سلطنة عمان بنهضتها المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق بن سعيد – حفظه الله ورعاه - وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومصر في إطار جمهوريتها الجديدة تؤمنان بأن الثقافة هي أحد أعمدة البناء الحضاري والتنمية المستدامة.

وتابع بأن السلطنة  تقدم في هذه الدورة من معرض القاهرة للكتاب للعالم لمحة عن الثراء الثقافي العماني وتنوعه، حيث يتجسد التراث في مفرداته الثرية، بجانب الحاضر المشرق، وحيث يتكامل الإبداع الفني والأدبي مع التاريخ العريق، مضيفا أن عمان تقدم كذلك نماذج من الإنتاج الفكري والأدبي، الذي يعكس الهوية الأصيلة، والإنفتاح علي الآخر.

وأعرب عن الشعور بالفخر لمشاركة 22 مؤسسة حكومية وأهلية ومجتمع مدني عمانية في المعرض، وعلي مساحة كبيرة تبلغ 300 متر مربع في الجناح العماني بالمعرض، الذي افتتح بمشاركة جمع غفير من المسؤولين في مصر وسلطنة عمان.

وأوضح الرحبي أن اختيار السلطنة ضيف شرق هذه الدورة يعد بمثابة تكريم للإسهام الثقافي العماني المتواصل والمتجدد علي الساحتين العربية والدولية، وتقديرا لدور عمان البناء في تعزيز الحوار الثقافي، ونشر قيم التعاون والتسامح، ونبذ العنف، وحل المشكلات عبر الحوار والتفاهم.

ووجه الشكر لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا علي احتضانها الدائم لهذا الحدث الثقافي العالمي، وعلي دورها في جعل هذا المعرض منارة للفكر والثقافة، وقال: "إننا في سلطنة عمان سعداء لأن نمد هذا الجسر الثقافي، ونعززه عبر تقدير دور الكلمة، والتي بدورها تقود إلى الحوار الثقافي والحضاري، الذي ما أحوجنا إليه في هذا الزمن.

ولفت إلى أن رد فعل المسئولين المصريين الذين زاروا جناح سلطنة عمان في المعرض، وعلى رأسهم الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة أثار السعادة لدى الجانب العماني، خصوصا تقديرهم لما لمسوه من وجود منتج ثقافي ثري، سواء عبر المخطوطات القديمة المعروضة، وكذلك العناوين الجديدة، إضافة إلى الفرقة الفنية العمانية التي حرصت وزارة الثقافة من خلالها أن تظهر جانبا آخر من الثقافة العمانية، وتجسد ثراء السلطنة بالفنون الشعبية وغيرها.

وأضاف الرحبي انه كانت هناك كذلك إشادة بالجناح العماني من قبل الضيوف العرب الذين زاروه، وأبدوا تفاعلا إيجابيا أسعد الوفد العماني، ودفعهم لأن يكونوا أكثر حرصا على تقديم أفضل ما يمثل السلطنة في مختلف الفعاليات، وما يليق بمكانتها.

ولفت إلى أن المعرض هذا العام أتاح فرصة مهمة للباحثين لسبر أغوار العلاقة الوطيدة بين سلطنة عمان ومصر، بما يحفله من ندوات في هذا الشأن، وعبر  محور العلاقات العمانية – المصرية في العصور القديمة ومحور "بخور اللبان.. جسر التقاء بين حضارتين”، ومحور "التبادل العلمي والثقافي بين عمان ومصر".
-----------------------------
تقرير: محمد الحمامصي