05 - 02 - 2025

بيان رقم (1) من الشعب المصري

بيان رقم (1) من الشعب المصري

الشعب المصري من أكثر شعوب العالم المحبة للسلام والتعايش السلمي، لكنه شعب ذو بأس شديد ولا يقبل الوصاية من أحد، حين يتعلق الأمر بثوابته الوطنية وأمنه القومي، وقد أهدى إلينا ذلك المتعجرف ترامب لحظة تاريخية وحدت الشعب المصري على قلب رجل واحد، المعارض قبل المؤيد، وإني من خلال هذا المقال أعلن عن قيام التحالف الشعبي ضد الهيمنة الإمريكية وهذا بيانه الأول:

 إن مصر سلكت طريق السلام بعد خوض معارك عديدة مع الكيان المحتل، وبعد أكثر من نصف قرن من المفاوضات مع هذا الكيان لم يتحقق السلام المنشود، ولم يتم حل القضية الفلسطينية التي هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وتم تحييد قوة مصر العسكرية لاستكمال المزعومة إسرائيل مشروع الهيمنة والتوسع، ولم تلتزم بحل الدولتين والانسحاب إلى حدود 4 حزيران 1967 ولم يعم السلام المنطقة، لذا وعليه فقد أصبحت الاتفاقية المبرمة بيننا كأنها لم تكن بعد احتلالها محور صلاح الدين، وعليها أن تتحمل ما يترتب عليه من نتائج. 

أما فيما بتعلق بموضوع التهجير فإنه مرفوض تماماً، لأنه يحرق أحد أهم أوراق القضية الفلسطينية، وعلى العالم الحر أن ينهي الهيمنة الإمريكية ودعمها الدائم وغير المشروع لإسرائيل. 

أمريكا وإسرائيل هما من دمرتا غزة وقتلتا كل الأبرياء والمدنيين العزل، وعليه فإن إعادة إعمار غزة تتحمل كلفتها أمريكا وإسرائيل وليست دول الخليج، وعلى الأخيرة أن تتوقف عن الانصياع الأعمى لما يقوله ترامب ولا يكونوا لقمة سائغة في فم هذا البلطجي، فقد آن آوان المواجهة فلا داعي للانبطاح والمداهنة. 

أما فيما يتعلق بمصر فهي قادرة على مواجهة كل الإحتمالات، وأقول لترامب أغرتك قوتك فأيقظت فينا العزة، فأقرأ التاريخ يا غبي، فمصر التي هزمت التتار قادرة أن تقهر كل تتري جديد، لا تنخدع بأزماتنا الإقتصادية، فنحن أمة تعيش على القديد وحينها سترى كل مصري بيبرس وقطز حين يحمي الوطيس. 

وللرئيس أقول، الأمر الآن للشعب وقد قال كلمته وخيرا فعلت حين تكلمت بلساننا ولابد ألا ينفصم خطاب الدولة عن الإرادة الشعبية، فهي السند فلن تخذلك أبداً، وأقول لكل المصريين حانت اللحظة الفارقة لاستعادة مصر كلمتها وليسمعها العالم أجمع، فلا عنتريات ولا مزايدة، نحن على أبواب مواجهة حاسمة ومعارك كبرى سيحتمل فيها الرضيع قبل الرجال، فلكم أمنت بهذا الشعب المعجزة الذي يظهر معدنه النفيس وقت الشدائد. 

وللخارجية المصرية أقول لكم الدبلوماسية احياناً لا تكفي، فلابد من الخطاب القوي والحاد، خاصة حينما تكلم ترامب وقال "سيفعلون" وكأنه أمر إلهي من سيد الكونين، إنها مرحلة القوة في كل شيء فهم لا يفهمون غيرها، قولوا لهذا المعتوه أنه يتكلم عن مصر وليست جرينادا، مصر التي تتحول في لحظة إلى جحافل ترهب الموت نفسه، فهم رأوا غزة وبأسها ومصر ملايين الغزاوات وحكايات البطولة والشهادة، فإن أرادوا فمرحبا. 

وللموالي أقول:

أقسم أنك كنت هناك ... حين ذبحوا  الوطن .. أحرقوا الهوية

رغم طيلسانك العسكري ... لم تمسك رمحاً أو بندقية

لكنك كنت رقماً .. في معادلة النفظ الغبية
------------------------
بقلم: سعيد صابر


مقالات اخرى للكاتب