قبل ساعات من انعقاد القمة العربية الطارئة لبحث الخطة المصرية الخاصة بقطاع غزة، والتي تهدف لإعادة إعمار القطاع دون تهجير أهله، ووقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضده، والتي مارسها الاحتلال الإسرائيلي على مدى أكثر من عام ونصف العام، دُمرت خلالها الحياة.. وتشكيل لجنة فلسطينية من التكنوقراط غير موالية للفصائل لإدارة القطاع. لمواجهة اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه.
وحثت جماعة الحوثيين وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية من خلال بياناتهم القمة العربية على إعلان موقف حازم تجاه جرائم الحرب الصهيونية في فلسطين المحتلة، واتخاذ خطوات عملية لإنقاذ المدنيين وكسر الحصار.. كما أعلن المكتب السياسي لأنصار الله الحوثيين استعداد القوات المسلحة اليمنية لاستئناف عملياتها في مواجهة الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، ومنع إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني.
فيما طالبت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية في بيان مشترك، القمة العربية بموقف عربي موحد لدعم صـمود الشعب الفلسطيني ورفض مخطط التهـجير الصهيوني - الأمـريكي، واتخاذ خطوات ملموسة لردع الإدارة الأمريكية عن الاستهتار باستقلال وسيادة البلدان العربية، والتدخل في شؤونها الداخلية، وممارسة الابتزاز والضغوط عليها للانخراط في مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على حشد كل الطاقات لدعم نضال وحقوق الشعب الفلسطيني، من أجل إنهاء الاحتلال عن أراضيه، ومن أجل حق تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجـئين الفلسطينيين بموجب القرار الأممي رقم 194.
كما طالبت الأحزاب الشيوعية القادة العرب بإدانة استمرار العدوان الصهيوني على لبنان واحتـلال جزء من أراضيه في الجنـوب، والمطالبة بالانسـحاب الفوري وغير المشروط من جميع أراضيه المحتلة، مؤكدين على الحق المشروع للشعب اللبناني بمقاومة الاحتلال وتحرير أراضيه حتى الحدود الدولية وفق اتفاق الهـدنة.
•غضب تونسي جزائري للاستبعاد من المخرجات
القمة التي كان من المفترض عقدها نهاية فبراير الماضي وتم إرجاؤها لليوم حتى تستكمل القاهرة وضع خطتها، فوجئت بغياب الرئيس التونسي قيس سعيد، ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، على خلفية ما وصفته وكالة الأنباء الجزائرية بالاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، واحتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية..
مصدر جزائري مطلع أكد للوكالة أن الرئيس الجزائري مستاء من عدم إشراك الجزائر في إعداد المخرجات، موضحا أن تبون حزت في نفسه طريقة العمل التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى، وكأن نصرة القضية الفلسطينية أصبحت حكرا على البعض دون سواهم، مشيرا إلى أن المنطق يحتم تعزيز وحدة الصف العربي وتقوية التفاف جميع الدول العربية حول قضيتهم المركزية، وهي تواجه ما تواجهه من تحديات وجودية تستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في الصميم.
غياب رئيسي تونس والجزائر عن حضور القمة الحرجة، جاء رداً على عقد القمة الأخوية بالرياض، والتي دعا لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الإماراتي وأمير قطر وملك الأردن ونظيره البحريني.. وأكدت التصريحات الرسمية بأنه لقاء غير رسمي.. علماً بأن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أعلن أول أمس الأحد (أي قبل موعد القمة بـ 48 ساعة) خلال مؤتمر صحفي مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، دوبرافكا شويكا، انتهاء القاهرة من إعداد الخطة المقترحة بشأن قطاع غزة وأصبحت جاهزة، ولم يطلع عليها أحد بعد، انتظارا لعرضها على الدول العربية في القمة الاستثنائية المقرر لها اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025.
وزير الخارجية المصري قال "إنه يجب إقرار القمة للخطة أولا قبل عرضها على أي طرف أجنبي، ولا يمكن مشاركة أي طرف في تفاصيل الخطة قبل إقرارها من القادة والرؤساء والزعماء يوم 4 مارس".. وفي الوقت ذاته أكدت القاهرة عبر مصادر مصرية مطلعة عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية القاهرة منذ اللحظة الأولى للإعلان عن خطتها والدعوة للقمة الطارئة، حرصها على إطلاع جميع الدول العربية على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لكونها النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن لأي دولة أو عدة دول منع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية.
فلماذا تغضب تونس والجزائر، ومصر حرصت على توجيه الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، والتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة التي تمر بها المنطقة، حتى عقب الاجتماع التشاوري على مستوى وزراء الخارجية ليل أمس الإثنين، تناول الخطة وسط تكتم إعلامي، وإصرار الدبلوماسية المصرية على أنه لا حديث عن الخطة قبل عرضها على القادة في اجتماعهم اليوم/الثلاثاء/.. على كلٍ غياب رئيسي تونس والجزائر عن حضور القمة، لا ينقص من أهميتها، فمشاركة وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي، ونظيره الجزائري أحمد عطاف، لا يعد غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يُعد مشاركة رسمية للدولة، المهم أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من جميع الدول العربية.
على كلٍ الأنظار تتجه اليوم للقمة العربية تترقب رفع الستار عن الخطة المصرية لإعمار غزة وإدارته فلسطينيا بدعم واشراف عربي ، ومن المتوقع أن تتبنى القمة العربية الخطة المصرية وتدعمها بالكامل ، التي ستحظى بدعم فلسطيني حتى لو كان هناك بعض الملاحظات ، لأنها باتت الطريق الوحيد لإنهاء الحرب دون احتلال القطاع أو تهجيره، في وقت بدا فيه تراجع ترامب عن موقفه بقوله " أعتقد أنها خطة ناجحة لكنني لن أفرضها سأكتفي بالتوصية بها".
** وشيخ الأزهر يدعو للقادة بالتوفيق
ومن جانبه دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الله أن يوفق القادة العرب، وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك "نشدُّ على أيديهم بضرورة التضامن والخروج بموقف موحد لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتفعيل المقترَح العربي لإعادة إعمار غزة، ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى اللتين يتعامل بهما بعض صنَّاع القرار الداعمين للكيان المحتل".