انطلق صباح يوم الاثنين، أول طاقم طيران نسائي بالكامل في مهمة فضائية تاريخية على متن صاروخ "نيو شيبرد" التابع لشركة بلو أوريجين، في رحلة إلى خط كارمان على ارتفاع 62 ميلاً فوق سطح الأرض، وهو الحد الفاصل بين الأرض والفضاء المعترف به دوليًا. وتُعدّ هذه الرحلة جزءًا من برنامج "نيو شيبرد" الذي أطلقه جيف بيزوس، وهي الرحلة البشرية الحادية عشرة لهذا البرنامج.
ووفق "cbs news"، قالت مقدمة برنامج "CBS Mornings"، جايل كينغ: "لا أستطيع حتى أن أصدق ما رأيته"، معبرة عن دهشتها بعد الرحلة التي استغرقت نحو عشر دقائق.
الرحلة شهدت أيضًا مشاركة مجموعة من النساء المتميزات، من بينهن نجمة البوب كاتي بيري، والصحفية والناشطة الخيرية لورين سانشيز، والمنتجة السينمائية كيريان فلين، وعالمة الصواريخ السابقة في ناسا عائشة بو، والناشطة في مجال الحقوق المدنية أماندا نغوين. ومن المثير أن بو هي أول مواطنة من جزر البهاما، بينما نغوين هي أول امرأة من فيتنام وجنوب شرق آسيا تصعد إلى الفضاء.
وتعتبر هذه الرحلة من أبرز المحطات في تاريخ رحلات الفضاء، حيث أُطلق أول طاقم نسائي بالكامل منذ ما يقرب من ستة عقود، وذلك بعد رحلة رائدة الفضاء السوفيتية فالنتينا تيريشكوفا.
اللحظات الاستثنائية للطاقم في الفضاء
انطلق الصاروخ من موقع الإطلاق في شمال فان هورن بتكساس في تمام الساعة 9:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وسط هتافات وتعابير دهشة من الطاقم الذي شهد لحظات من انعدام الجاذبية في ذروة الرحلة. وقال فلاديمير دوثيرز، مقدم برنامج "CBS Mornings"، "شعرتُ بقشعريرة، وكان الصوت الهائل من الانفجار... لا يُنسى".
خلال الرحلة، تمتع الركاب بظروف انعدام الوزن وطفوا داخل الكبسولة لأربع دقائق، حيث انفصلوا عن مقاعدهم قبل أن يعودوا إلى أماكنهم للمرحلة التالية من الرحلة.
اللحظات الأولى بعد الهبوط
بعد العودة إلى الأرض، خرج أعضاء الطاقم واحدًا تلو الآخر من الكبسولة، حيث كانت سانشيز أول من غادر، لتستقبل خطيبها جيف بيزوس. وتبعها كاتي بيري، التي قبّلت الأرض وأشارت إلى السماء. وفي مشهد مؤثر، أكدت كينغ أنها "لن تنسى هذه التجربة أبدًا" وأشارت إلى أنها بحاجة لقضاء "لحظة مع الأرض".
برنامج "نيو شيبرد" التابع لشركة بلو أوريجين يعكس خطوة هامة نحو مستقبل رحلات الفضاء التجارية. ويُساعد البرنامج في نقل المواطنين إلى الفضاء باستخدام صواريخ شبه مدارية قابلة لإعادة الاستخدام. وقد أسهم هذا البرنامج في تعزيز الأبحاث الفضائية والتعليم وتطوير التكنولوجيا. وقد وصف بيزوس، مؤسس الشركة، تجربته في أول رحلة فضائية عام 2021 بأنها "مفاجئة للغاية".
رسالة أوبرا إلى جايل كينغ
قبل انطلاق رحلتها، عبرت أوبرا وينفري، صديقة جايل كينغ المقربة، عن فخرها الكبير بكينغ، التي كانت تعاني لفترة طويلة من خوفها من الطيران. وقالت وينفري: "أعتقد أن هذه الرحلة تمثل تخطي حاجز الخوف".
مهمة "نيو شيبرد" حملت للطاقم تجربة فريدة، إذ أعادتهم إلى الأرض بعد رحلة دامت أقل من 11 دقيقة، لكنها تركت تأثيرًا عميقًا عليهم. من داخل الكبسولة، شاهد الجميع الأرض من نافذتها، وتمتعوا بالسلام الداخلي والإحساس بالحرية والفضاء المفتوح.