26 - 06 - 2024

مأزق السيسي في نيويورك

مأزق السيسي في نيويورك

أنصار الإخوان يعدون لتظاهرات ضخمة معارضة للسيسي ، أثناء حضوره وإلقاء كلمته في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، يوم الخميس 25 سبتمبر الجاري ، بينما عديد من أنصاره ومن مسيحيي المهجر بتوصيات من الكنيسة، وكذلك الجالية اليهودية ، يعدون مظاهرات لدعمه.

يا له من مشهد بائس!

منذ أسابيع يتم الإعداد لهذه الزيارة بإهتمام وقلق واضحين، مع إعلان مصدر هام لصحيفة "الأهرام المسائي" الحكومية في 17 أغسطس الماضي، أن السيسي مصمم علي أن يحظي بلقاء منفرد مع أوباما، إن لم يكن بحفاوة كما فعل بوتين (كعلامة علي كسر العزلة الدولية الغربية المفروضة عليه)، رافضا أن يتم اللقاء الأول بينهما وسط زحام جلسات الأمم المتحدة.

وأكد عدم رضاء السيسي عن لغة الخطاب العنترية، لبعض الإعلاميين والسياسيين (من أنصاره) ضد أمريكا وبعض دول أوربا، معتبرا أنها غير واقعية أو متأنية، وتضر بمصالح البلاد.

ملف داعش شهد تقدما صب في مصلحة السيسي، لحاجة الولايات المتحدة لمصر في تحالفها، وإعلانه دعم التحالف بكافة الوسائل، دون إرسال قوات برية مصرية ، لكن بشرط أن يكون ذلك في إطار خطة شاملة، أو بالأحري دعم أمريكي غربي لمصر لما يسميه مواجهة الإرهاب في المنطقة (ويقصد تيار الإسلام السياسي بمن فيهم الإخوان في ليبيا ومصر).

 إلا أن ذلك ليس كافيا ، لإصرار تيار في إدارة أوباما ، وكذلك الإتحاد الأوربي علي ضرورة السير نحو الديمقراطية، وبالذات بما يتعلق بشباب القوي المدنية وأحزابها ، وإحداث مصالحة مجتمعية ، بما يشمل الإخوان المسلمين.

لذلك لم يكن مفاجئا أن يشهد صباح الأربعاء الماضي 15 سبتمبر، قرارا بالإفراج عن علاء عبد الفتاح وحماده نوبي ووائل متولي، المحبوسين علي ذمة قضية "مجلس الشوري"، وإعلان القاضي تنحيه عن القضية بعد رفض لشهور.

ورغم ضغوط حملة "الأمعاء الخاوية" والإضراب عن الطعام، لكن زيارة السيسي لنيويورك بدت هي التفسير الوحيد لما يحدث، مع صدور قرارات متتالية مفاجئة كما قالت الإيكونوميست البريطانية.

مثل تحويل إعلاميين من أتباع النظام  "كوائل الإبراشي" و"عبد الرحيم علي" للنيابة العامة في قضية مذبحة رفح الثانية، وتحويل بلاغ إسراء عبد الفتاح ضد "أحمد موسي" للنيابة العامة فجأة، ثم إعلان الإفراج عن 116 طالبا وصغيري السن (أي أحداث)، بعد سبعة شهور من إعتقالهم بحجة الحفاظ علي مستقبلهم العلمي.

والترويج من قبل إعلاميين ثم المتحدث بإسم وزارة العدالة الإنتقالية، لحتمية تعديل قانون التظاهر، وتأجيل إقرار قانون الجمعيات الأهلية، وأخيرا جاء حديث السيسي لوكالة الأسوشييتد برس عن قبول أنصار الإخوان في العملية السياسية ، في حالة نبذهم للعنف.

إلا أن هناك موقفين شديدي السوء أضرا بالسيسي، أظهرا وكأن هناك صراعا حادا .. داخل الدولة العميقة نفسها بين السيسي وخصومه، لإفشاله في نيويورك.

الأول مقابلة وكيل المخابرات الحربية السابق "ثروت جوده" لصحيفة الوطن، الذي وصل به الأمر لتأكيد أنه تم التآمر علي الرئيس مرسي، وأن ما تم إنقلاب عسكري أصر عليه 95% من ضباط الجيش، وأن مرسي كان جاسوسا جاء به الأمريكان رئيسا، ومعهم المشير طنطاوي العجوز الضعيف، الذي لم يكن يحب شفيق وعمر سليمان.

والثاني هو قيام الشرطة بضرب وتعذيب وسحل وإهانة المسيحيين في قرية "جبل الطير" في المنيا، وسرقتهم وسب نسائهم وتدمير متاجرهم وبيوتهم وسيارتهم، وتأكيد أن ذلك تم لأنهم "كفرة" ولأنهم إحتجوا علي "أمن الدولة"، وقيام "وائل الإبراشي" بالذات بإذاعته.

الأمر الذي لابد وأن يأتي بآثار سلبية علي السيسي ، أثناء زيارته لنيويورك.

##

##

مقالات اخرى للكاتب

بشرة خير !





اعلان