26 - 06 - 2024

اعتذار أقبح من ذنب

اعتذار أقبح من ذنب

ما وقع من الكاتبة الليبرالية فاطمة ناعوت هو أمر غير مقبول بالمرة.. ولو اعتبرنا ما نشرته على صفحتها الشخصية عن الأضاحى وعن النبي إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام ذنبا.. فإن اعتذارها عما قالته يعتبر العذر الأقبح من الذنب

وكانت ناعوت قد هاجمت نُسك الأضحية في عيد الأضحى، معتبرة أنه «أهول مذبحة يرتكبها الإنسان كل عام منذ 10 قرون" مع ملاحظة الخطأ النحوى في كلمة "أهول " وهو الأمر غير المقبول من كاتبة واديبة تجيد قواعد اللغة

قالت ناعوت كلامها "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونيف ويكررها كل عام وهو يبتسم."

وقالت: «مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، وبرغم أن الكابوس قد مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة».

وتابعت: «لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل».

وواصلت: «اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة"

انتهى كلام الأديبة المتمكنة من ناصية اللغة لتعبر عن رفضها لجزء أساسي من نسك الإسلام وهو نسك الأضحية في العيد الذي يسمى أصلا عيد الأضحى ... وزادت في تجاوزها في حق كل مسلم بالهجوم على النسك الإسلامي فقالت عن رؤية سيدنا إبراهيم الخليل إنها مجرد كابوس لرجل صالح عن ولده الصالح .. وتناست أن الرجل الصالح هو نبي الله وولده أيضا نبي الله بل إن إبراهيم هو أبو الأنبياء وليس مجرد رجل صالح كما تراه ناعوت ..

تعليقات ناعوت أثارت كل المسلمين الذين اعتبروا ماقالت هجوما على جزء أساسي من عقيدتهم الدينية.. ونتيجة للهجوم العنيف عليها تراجعت ناعوت عن كلامها وبدات في إطلاق التفسيرات غير المقنعة فنشرت على صفحتها أيضا اعتذارا غير مباشر حولت فيه الموضوع إلى ناحية سياسية عندما قالت إن اللجان الألكترونية للإخوان هى التي تهاجمها وهو كلام غير مقنع بالمرة لأن المسلمين في كل مكان يرفضون تصريحاتها وتعليقاتها التي تمس عقيدتهم حتى لو كانت معتقدات شخصية لها

قالت ناعوت في تصريح لـجريدة"الوطن"، إن "من يهاجموني هم ضعاف الإيمان المشغولين بتتبع حياة الآخرين، ليملأوا بها تصدعات وشروخ إيمانهم الزائف، وكتابتهم للعربية تدل على أنهم لم يقربوا القرآن أبدًا".

وقالت "أنها ضد الدم باعتبارها فلسفة فكرية ووضعية تتبعها، مؤكدة على أنها طالما لم تخلق تلك الروح فغير مصرح لها أن تنتزع منها الحياة، وأن حرمة الدم بالنسبة لها موحدة لا تختلف من إنسان أو حيوان، مشيرة إلى أن قناعتها الشخصية لا تتعارض مع أحد، وتتطلب من أحد أن ينتهجها، وتابعت "أنا مسلمة لكنني لا أطيق إزهاق أي روح حتى ولو نملة صغيرة، وليحاسبني الله على ذلك فهو خالقي وهو ربي".

وتناست ناعوت أن من أمر بهذا الذبح هو رب السموات والأرض الذي هو أرحم منها ومن غيرها بكل مخلوقاته .. ولم تنس ناعوت أن تؤكد على أن ما قالته جاء في سياق أدبي وأن من قرأوه لم يفهموا قصدها من النص وهو ما يعتبر تلاعبا بالألفاظ واتهاما لكل من قرأ تعليقاتها بالغباء وعدم الفهم

نصيحة لوجه الله للأخت ناعوت .. من حقك أن تعتنقي أى دين وأي فكر وأي مذهب سماوى أو أرضي فهذا شأنك بينك وبين ربك ولكن ليس من حقك أن تفرضى رأيك ووجهة نظرك على ملايين المسلمين وتتهمينهم في نسكهم ومشاعرهم المقدسة لأن مشاعرك لاتحتمل منظر الدماء ..

وأخيرا وليس آخرا فالدين ليس مسرحا لاجتهادات من يريد أن يجتهد من غير أهل التخصص فافعلي ما تشائين بعيدا عن ثوابتنا ومعتقداتنا الدينية فهي ليست مجالا لتجاربك الأدبية ولا السياسية فتصريحاتك ضد ثوابت الدين واعتذارك عن هذا الجرم هو اعتذار أقبح من الذنب نفسه فتصريحاتك مرفوضة واعتذارك مرفوض فالدين ليس مجالا للعبث والاجتهاد من كل من هب ودب .. ولكم في البوذية والزرادشتيةالتي تفضلينها المهرب والملاذ إذا كان الإسلام بتعاليمه يؤذي مشاعركم الرقيقة 

مقالات اخرى للكاتب

الأيدي المرتعشة.. و حقوق الشهداء





اعلان