26 - 06 - 2024

المجد لليبرالية وتستمر الثورة

المجد لليبرالية  وتستمر الثورة

في حضرة سيدنا الميدان

لو كنت واحد راجل عايش في أية بقعة على الكرة الأرضية، وقررت في نهاية يومك أن تبحث عن مومس لتقضي معها البقية الباقية من ليلتك. ستعرف ليلتها أن الكثير من الموامس المنتشرين في كل بقاع الكرة الأرضية ينتمون إما إلى الاتحاد السوفيتي السابق أو إلى واحدة من الدول التي تبنت نهج الشيوعية.

وعلى الرغم من أن الشيوعية قدمت للعالم الكثير من الأفكار، إلا أنها لم تخلف ورائها سوى الكثير من الدعارة. أين كانت كل تلك النساء، وماذا كن يفعلن تحت ظلال الحكم الشيوعي الذي كان يتباهى بنصرة المرأة؟.

الشيوعية -دون شك- أكثر انحيازا للفقراء، ولكن كل التطبيقات على الأرض أثبتت فشل الفكرة، وبخاصة، تطبيقها الاقتصادي (الاشتراكية) .. فالاشتراكية من أكثر النظريات التي نالت حظها في التطبيق .. تم تطبيقها شمالا وجنوبا، شرقا وغربا. تم تطبيقها في دول عالم أول وعالم تاني وتالت .. وفشلت .. وكل ذلك لا يعني أن الشيوعية أقل انحيازا للفقراء من الليبرالية .. الشيوعية (نظريا) أكثر انحيازا لهم لكنها لم تستطع حل مشاكلهم، بل زادتها.

الليبرالية ، ولأنها قادرة على توظيف المال لبقائها .. أنفقت وتنفق الكثير على البحوث والدراسات العلمية .. وتوصلت إلى حلول وسط تضمن سيطرة المال، وتهتم بتوفير الكفاف للفقراء (صحة-تعليم-سكن) والحق في تأسيس كيانات قادرة على انتزاع المزيد.

فالليبرالية الجديدة لا تعطي للفقراء حقوقهم ولكنها أعطتهم الحق في المطالبة بها بشكل مؤسسي ضمن منظومة تمتلك مقومات الاستمرارية .. استمرارية الحياة .. ويبقى الانسان الفرد هو الفيصل في قدرته على التنظيم والتغيير .. في حين تلغي الشيوعية فكرة الانسان في الأساس متجاهلة أن الأصل هو (الانسان الفرد) الذي كون الجماعات والتنظيمات والمجتمعات من أجل حياة أفضل.

...

الحرص على استمرارية الحياة أقوى من الحرص على فكرة العدل، واللي مش مصدق يروح يسأل الفقراء نفسهم.

...

تاريخ الشيوعية في مصر يشهد على أن الغالبية العظمى من معتنقيها نصابين، وذلك لا ينفي أن منهم قديسين يشهد لهم الجميع من مختلف المعسكرات، لكنهم قليلون لدرجة أنه لا يمكن اعتبارهم مقياسا للحكم على تاريخ الحركة في مصر. والحقيقة أنهم مش شرط يكونوا بينصبوا على غيرهم .. لأ دول ممكن يكونوا أحيانا بينصبوا حتى على أنفسهم .. هم في نهاية الأمر مجرد أصوليون لا يختلفون كثيرا عن جماعات مثل "داعش" وغيرها .. ولو تمكنوا من دولة ما –كما تمكنت داعش من العراق- لفعلوا فيها أكثر مما تفعل .. والتاريخ يشهد.

....

والمجد لليبرالية .. الجديدة طبعا

وتستمر الثورة

##

مقالات اخرى للكاتب

مينا بيشتغلني





اعلان