26 - 06 - 2024

أنا حمار يا حمير

أنا حمار يا حمير

في حضرة سيدنا الميدان

مرة كنت قاعد مع واحد صاحبي عالقهوة، بندخن شيشة تفاح، لقيته شد نفس طويل أوي وقاللي:

- انت عارف إن فيه برنامج ف التليفزيون اسمه: أنا حمار يا حمير

- معقولة!؟ يكون فيه برنامج بالاسم دا

- آه والله زي ما باقولك كدة.

بعدها بفترة، وانا قاعد قدام التليفزيون، باقلب في القنوات. لقيت "يوسف الحسيني" على قناة "أون تي في" يتحاور مع رئيس هيئة مترو الأنفاق عن أحوال الهيئة ومشروعاتها، واتكلموا كتير عن التطوير اللي حصل في كل الأنفاق بشكل عام وبالأخص مترو الأنفاق. والحوار شدني لأني زبون قديم من زباين المترو.

عن المرحلة الرابعة من الخط التالت، قال رئيس الهيئة أنه عرض المشروع على سيادة الرئيس الذي اعترض على ميزانيته (18 مليار)، وقال له: كل قرش هتوفره هايرجع بالخير على المصريين وهايدعولك. وقال رئيس الهيئة أنه؛ وبعد أن كان مخصصا للاجتماع نصف ساعة فقط، امتد لأكثر من 3 ساعات، تم فيها تخفيض الميزانية من 18 إلى 10 مليار فقط. وانتهى كلام رئيس الهيئة، وراح "جو الحسيني" ناقل الكلام طوالي على موضوع تاني خالص، وكأن ما قيل يجب أن يفهم بداهة وبمنتهى البساطة.

يعني أيه ميزانية مشروع حيوي زي دا تنزل من 18 إلى 10 مليار في قعدة ساعتين تلاتة مهما كانت عبقرية المشاركين في القعدة دي. وازاي مقدم البرنامج يمر مرور الكرام على ما قيل من غير ما يسأل ضيفه؛ إزاي قدرتو تعملوا دا يا افندم!؟

حوار زي دا مالهوش غير معنى واحد من تلاتة:

الأول: أن رقم الـ 18 مليار كان مبالغا فيه جدا، وفيه شبهة سرقة ورشاوي

الثاني: أن رقم الـ 10 مليار قد يعني أن المشروع لن يتم تنفيذه طبقا لما كان مخططا له وقد لا يتبع الأصول المرعية في تنفيذ مثل هذه المشروعات.

والاحتمال الثالث: أن يكون كل هذا الحوار جزء من برنامج عنوانه: أنا حمار يا حمير.... 

سرحت مع نفسي شوية وقلت: ياترى هو دا البرنامج اللي كان بيقول عليه صاحبي؟ ولا فيه برامج تانية كدة.

يعني أيه ميزانية مشروع تنزل من 18 لـ 10 مليار ببساطة كدة؟ .. طبعا السؤال هنا ليس لمقدمي وعشاق برامج "أنا حمار يا حمير"، لكنه موجه إلى سيادة الرئيس السيسي، وسيادة رئيس هيئة مترو الأنفاق.

وبرضو مقدمي مثل هكذا برامج يشكروا لأنهم بيبدأوا بأنفسهم ومسميين برامجهم: أنا حمار يا حمير، لكن الشعب -بعد ثورتين- يريد برامج محترمة يكون عنوانها:

احنا معاكم بس عايزين نفهم بجد.د

www.facebook.com/mohsen.r.abubakr

##

##

مقالات اخرى للكاتب

مينا بيشتغلني





اعلان