18 - 06 - 2024

الأيدي المرتعشة.. و حقوق الشهداء

الأيدي المرتعشة.. و حقوق الشهداء

أصبح من المعتاد أن نصحو يوميا على خبر استشهاد عدد من ضباطنا وجنودنا على أيدي الإرهابيين القتلة .. ويبدو أننا قد اعتدنا أيضا على سماع هذه الأخبار فلم نعد نحرك ساكنا سوى التحسر والندم على أيام مضت وكتابة بعض كلمات الرثاء التي تعبر عن الغضب .. ثم نعود لنمارس حياتنا الطبيعية وننسى شهداءنا ومصابينا من أغلى وأعز أبناء مصر وأكثرهم ولاء وإخلاصا لمصر ممن يعرفون حقا قيمة ومعنى الوطن الذي يجهل معناه الكثيرون من مدعي الوطنية والإيمان المكذوب

أقولها بكل صدق وقوة إن ما يحدث الآن من فلول الإرهاب هو ما صنعته أيدينا نحن ..ببساطة شديدة لأننا تعاملنا مع الإرهابيين بالتدليل والطبطة والدلع الشديد فوضعناهم في السجون يأكلون ويشربون ويسمنون من أموال المصريين الذين يقتلونهم في الميادين والشوارع بالسيارات المفخخة والقنابل المزروعة في الأشجار والحدائق وأمام الجامعات

نعم نحن السبب فيما وصلنا إليه من تعامل لايتناسب مع طبيعة الحدث .. فالقضاء على الإرهاب لن يتم بتفعيل حقوق الإنسان .. ولن يكون هناك وطن طالما كان هناك قضاء لايحكم في قضاياالإرهاب أحكاما عاجلة وسريعة .. لن نقضي على الإرهاب طالما كان هناك قضاة يستشعرون الحرج من الحكم بعدل الله على القتلة والإرهابيين .. لن نقضي على الإرهاب بأحكام تصدر بعد سنوات ثم يتم نقضها واستئنافها و تخفيف الحكم ..

 لن نقضي على الإرهاب طالماسمحنا للإرهابيين بالوقوف خلف القضبان ليسبوا المحكمة ويهتفون بسقوط الجيش والشرطة

لن نقضي على الإرهاب طالما سمحنا بوجود ما يسمى بتحالف دعم الشرعية الذي يدعم الفوضى ويدعو لها كل يوم وكل ساعة ..لن نقضى على الإرهاب مادامت النخبة تخرج كل ساعة لتدعو لاحترام حقوق القتلة والإرهابيين .. ولن نقضي على الإرهاب مادام الإعلام يمارس لعبة البلطجة الإعلامية والهجوم على الشرطة والجيش بحجج واهية يرددها إعلاميون يعرفون جيدا أنهم عملاء ومأجورون لهدم الوطن

لن نقضي على الإرهاب طالما كان هناك من يخرج يوميافي تظاهرات تطالب بإلغاء قانون التظاهر.. والدولة تسمح لهم وتتركهم

لن نقضي على الإرهاب مادامت عمليات الإفراج غير المبررة تتم عن قيادات الإخوان والإرهابيين كل يوم وكل ساعة فتراهم يعودون لممارسة نشاطهم أكثر مما كانوا قبل القبض عليهم

 لقد وصلنا الآن لمرحلة الخطر الداهم الذي يجب على الجميع أن يقف يدا واحدة لمواجهته .. فلا يجب أن نتحدث عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الوقت الذي يمارس فيه البلطجية والإرهابيون القتل والإرهاب والتخريب والحرب ضدنا

لماذا لايتم إعلان حالة الطوارئ في مصر كلهاوليس في سيناء فقط ؟ ألسنافي حالة حرب حقيقية يسقط فيها الشهداء يوميا؟

لماذا لاتحال قضايا الإرهاب للقضاء العسكري .. ؟ هل نسعى لإرضاء أمريكا والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان على حساب الوطن ؟

الوطن يحترق ونحن مازلنا نحافظ على حقوق الإنسان ونخشى من خونة وعملاء سموا أنفسهم بالثوار كذبا وزورا وبهتانا .. هل نخشى من النخبة الفاسدة التي أضرمت في مصر النار والآن تمارس دورها الخبيث في استكمال حرق مصر ؟!

لماذا لا تعلن مصر حالة الطوارئ وتطبق الأحكام العسكرية على القتلة والإرهابيين .. الدولة مازالت حتى الان تلعبها سياسة والسياسة الآن فقدت معناها ولابد من القبضة الحديدية للتعامل مع أي خارج عن القانون والنظام .. مع كل إرهابي قاتل ..

القصاص من الإرهابيين أمر حتمي ولو لم تمارس الدولة دورها فسيقوم المصريون أنفسهم بالقصاص من القتلة الإرهابيين وساعتها سيكون الوضع خارج السيطرة

وأقولهامرة أخرى ورغم كل ما تقوم به الشرطة من عمليات ناجحة ضد الإرهاب وما يقوم به الجيش من عمليات في سيناء ضد الإرهاب إلا أن الأمر يحتاج لما هو أكثر ويد الدولة المرتعشة لن تصلح لمواجهة الإرهاب ..

نعم الأيدي المرتعشة الآن تضر أكثر مما تنفع والحسم والتعامل بشدة وصرامة هو المطلوب الآن .. والتنحي عن قضايا الإرهاب أمر يثير الشك والريبة .. الإرهاب ينتشر ونحن مازلنا نمارس لعبة السياسة .. دم الجندي المصري لايجب أن يضيع هباء والثأر للشهداء لايجب أن يتاخر فهل نعي الدرس ونفهم ولا نقول كمان ؟!

 

مقالات اخرى للكاتب

الأيدي المرتعشة.. و حقوق الشهداء





اعلان